icon
التغطية الحية

وسط العاصمة طوكيو: صابون حلبي بأياد سورية وإدارة يابانية

2024.07.31 | 11:32 دمشق

آخر تحديث: 31.07.2024 | 16:36 دمشق

قطع الصابون الحلبي المصنوع بطريقة تقليدية في مدينة حلب - تاريخ الصورة: شباط 2024
قطع الصابون الحلبي المصنوع بطريقة تقليدية في مدينة حلب - تاريخ الصورة: شباط 2024
The Japan Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

نظراً لشهرتهم بصناعة الصابون الحلبي التقليدية والتي تتميز بها ثاني أكبر مدينة بسوريا، وجد الحرفيون السوريون المتخصصون بهذه الصناعة من يدعمهم في عملهم في اليابان.

إذ بعد تعرضها لأزمات كثيرة هددت عملها في مدينة حلب الواقعة في شمالي سوريا، انتقلت شركة الصابون الحلبي للتجارة وهي شركة تعمل على توريد وبيع هذا المنتج، إلى منطقة فوسا بالعاصمة اليابانية طوكيو. ومن المصاعب والتحديات التي تعرضت لها الشركة، صعوبات تتصل بتحويل الأموال، فضلاً عن تعرض معملها في سوريا للتدمير خلال الحرب السورية، ومن ثم تعرضه للزلزال المدمر الذي وقع خلال العام الماضي، بيد أن الشركة بقيت تدعم الحرفيين السوريين الذين بنت معهم علاقة ثقة على مدار الثلاثين سنة الماضية.

وثقت ألواح طينية أثرية عثر عليها في بلاد ما بين النهرين أساليب صناعة هذا الصابون، ولكن يقال بأن حلب حافظت على هذا التقليد لما يقرب من ألف عام.

المكونات والميزات

تشتمل الطريقة التقليدية لصناعة الصابون الحلبي على استخدام زيت الزيتون وزيت الغار المتوفر بكثرة في المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط، إلى جانب إضافة مادة قلوية تصنع من المسحوق المتفحم لشجيرات صحراوية.

 

يتميز الصابون الحلبي بخصائصه اللطيفة على البشرة، وقدرته على التطهير وإزالته للروائح الكريهة. وقبل اندلاع الحرب في سوريا، كانت أسواق حلب الأثرية المصنفة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي تشتمل على محال مخصصة لبيع هذا النوع الشهير من الصابون.

تأسست شركة الصابون الحلبي للتجارة في عام 1994، وتعمل هذه الشركة على استيراد الصابون الحلبي العريق من مدينة حلب.

الانتكاسة خلال فترة الحرب

ولكن خلال الحرب، نهبت قوات النظام حاوية محملة بقطع الصابون كان من المقرر أن يجري تصديرها إلى اليابان، وذلك عندما كانت تلك الحاوية في طريقها إلى الميناء، بحسب ما ذكره ماساوكي أوتا، مدير الشركة في اليابان.

ومع توقف حركة السفن، بات من الواجب تعديل مخططات الشحن، كما تراجع توريد زيت الزيتون من شمال غربي سوريا، بما أن الثوار يسيطرون على تلك المنطقة.

وفي عام 2016، تسبب قصف عنيف بتدمير مصنع الصابون في حلب، ولذلك انتقل مقر الإنتاج إلى مدينة اللاذقية بصورة مؤقتة لتجنب الدمار الذي تخلفه الحرب.

وبعد انقطاع قنوات تحويل الأموال بسبب العقوبات الدولية على نظام بشار الأسد، بحثت الشركة عن طرق عديدة قبل أن تتوصل إلى طرق آمنة تنطوي على التزام بالعقوبات وذلك لتقوم بتحويل الأموال.

الانطلاق نحو المستقبل

وخلال العام الماضي، تسبب زلزال قوي بحصد أرواح نحو ستة آلاف سوري، معظمهم من المنطقة الشمالية، بيد أن العاملين وأهاليهم في معمل الشركة بمدينة حلب نجوا من الزلزال على الرغم من الدمار الذي خلفه والذي تسبب بانهيار بيوت على رؤوس ساكنيها. ولذلك صارت الشركة اليابانية توزع الأغذية وغيرها من المساعدات عبر غرفة التجارة والصناعة السورية.

واستمرت الشركة في استيراد الصابون الحلبي الذي أصبحت توفره للمستهلك في المتاجر الكبرى وغيرها من أماكن البيع بالتجزئة في مختلف أنحاء اليابان.

وبما أن مدير الشركة أوتا يجل صناعة الصابون الحلبي التقليدية، لهذا قال عنها: "لم أكن أريد لما احتفظ به أهالي حلب أن يتوقف عندي وعند أبناء جيلي، ولهذا شعرت بأن التخلي عن هذا المشروع التجاري بسبب الحرب أشبه بخسارة الحرب، ولذلك واصلت ترتيب أمور مشروعي بصرف النظر عن التكاليف".

أما بالنسبة للضرر الذي خلفه الزلزال، فيؤكد أوتا على أهمية "التغلب على ذلك والمضي قدماً نحو المستقبل".

 

المصدر: The Japan Times