دخلت الخارجية الأميركية على خط الأزمة بين إقليم كردستان العراق و"الإدارة الذاتية" على خلفية تصاعد التوتر بين الطرفين وإغلاق الإقليم لمعابره مع محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
والأربعاء الفائت هاجم عشرات العناصر من "الشبيبة الثورية" التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" النقطة الحدودية في الأراضي العراقية بالحجارة والعصي ورفعوا صور عبد الله أوجلان وعلم "العمال الكردستاني" على سيارة إطفاء حاولت رشهم بالمياه لمنعهم من دخول أراضي الإقليم.
وبعد يوم من الحادثة أعلنت سلطات إقليم كردستان العراق إغلاق معبر (فيشخابور/ سيمالكا) بشكل كامل وتلاه إغلاق معبر الوليد التجاري والذي يبعد عن الأول مسافة 30 كم.
وساطة أميركية
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "وفد الخارجية الأميركية الموجود في مناطق الإدارة الذاتية وممثلها الجديد ماثيو بيرل، أجرى اتصالات مع الطرفين بهدف إعادة فتح المعابر ومنع التصعيد".
وأضاف المصدر أن "الخارجية الأميركية أجرت اتصالات على أعلى المستويات مع إقليم كردستان للتوصل إلى تفاهم يفضي إلى فتح المعابر مجدداً".
وأوضح المصدر أن "إقليم كردستان يرى في حادثة الهجوم على المعبر اعتداء على سيادة الإقليم والدولة العراقية ولا يمكن لها التسامح مع هذا الاعتداء بسهولة".
ولم يستبعد المصدر إعادة فتح المعبر تحت الضغط الأميركي بشروط يفرضها الإقليم على "الإدارة الذاتية" بضمانة أميركية أهمها "عدم تكرار الاعتداءات على المعبر ووقف الاستفزازات من قبل حزب العمال الكردستاني في طرف سيمالكا".
ويرى مراقبون أن استمرار إغلاق المعابر مع إقليم كردستان سوف يتسبب بخسائر مادية كبيرة لـ"الإدارة الذاتية" التي تحتكر تجارة مواد عديدة من خلاله مثل مواد البناء والسكر والأسمدة وألواح الحديد (أسقف مستعارة) وتفرض مبالغ جمركية كبيرة على كل المواد والبضائع القادمة إلى مناطقها وكذلك على المواشي التي تُصدر إلى الإقليم.
فتح المعبر لإجلاء موظفي المنظمات الدولية
ويوم أمس أعلنت وسائل إعلام في إقليم كردستان العراق أن فترة إغلاق المعبر سوف تطول لشهرين مع السماح لموظفي المنظمات الدولية يوم غد الخميس بالخروج من مناطق "الإدارة الذاتية" في سمال شرقي سوريا.
وقال موظف في منظمة دولية بمدينة المالكية لموقع تلفزيون سوريا، إن "عدم استقرار حالة التنقل بين طرفي الحدود قد يسهم في حد نشاط المنظمات الدولية في المنطقة وبالتالي انخفاض المشاريع الخدمية والإنسانية والتنموية وهذا سوف يزيد العبء على الإدارة الذاتية وسكان المنطقة ويفقد المنطقة آلاف فرص العمل".
وأكدت مصادر عديدة إقدام إقليم كردستان على تفكيك أنبوب نقل النفط الواصل بين طرفي الحدود ما يعني خسارة "الإدارة الذاتية" لثاني أكبر سوق لشراء النفط الخام بعد نظام الأسد.
الشبيبة الثورية
و"الشبيبة الثورية" أو ما يعرف كردياً بـ "جوانن شورشكر- Ciwanên Şoreşger"، هي مجموعة تتألف من شبّان وشابات - معظمهم قاصرون - لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون إلى "حزب العمال الكردستاني - PKK".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، مطلع تموز من العام الفائت، توقيعها خطة عمل مع "قسد" من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال ممن هم دون الـ18 عاماً، كما تشمل الخطة أيضاً "تسريح القاصرين المجندين حالياً وفصلهم عن قوات قسد".
ولكنّ "قسد" ومكّوناتها واصلت عمليات تجنيد القصّر واختطاف الأطفال، حيث ذكرت دائرة التفتيش العامة في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، مطلع آب 2020، أن "قسد تواصل تجنيد الأطفال في سوريا من خلال اختطافهم".