أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده "لن تسحب قواتها في الوقت الراهن من شمالي سوريا والعراق"، مشيراً إلى أن لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، يتطلب "تحضير خريطة طريق".
وفي مقابلة تلفزيونية، قال جاويش أوغلو إن "انسحابنا من شمالي العراق وشمالي سوريا يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب، واقتراب الإرهابيين من حدودنا، وهذا يشكل تهديداً لأمننا القومي"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية.
وأوضح أن "التنظيمات الإرهابية ستملأ الفراغ الذي سيحدث في حال انسحبت القوات التركية من شمالي سوريا"، مضيفاً أن "الأمن القومي وأمن الحدود بالغ الأهمية بالنسبة لأنقرة".
وشدد الوزير التركي على أن بلاده "لا تطمع في اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية"، مشيراً إلى أنه "لا يمكننا الانسحاب من الشمال السوري إلا حين يستتب الأمن ويعود الاستقرار الكامل إلى تلك المناطق".
خريطة طريق للقاء أردوغان والأسد
من جانب آخر، ورداً على سؤال حول احتمال لقاء الرئيس التركي مع رئيس النظام السوري، قال جاويش أوغلو "نعم احتمال اللقاء قائم، لكن يجب أولاً تحضير خريطة طريق لهذا اللقاء، تتضمن عدم فرض شروط مسبقة، ودراسة المرحلة السياسية، ومكافحة الإرهاب، وإحلال الاستقرار في سوريا"، مشيراً إلى أن أنقرة "تعوّل على إجراء مفاوضات بين أردوغان والأسد قبل موعد الانتخابات".
وأضاف أن "التواصل مع النظام السوري مفيد إذا كنا نريد إعادة اللاجئين السوريين، وإذا كنا نريد مواصلة مكافحة الإرهاب بشكل أكثر فاعلية، وإذا أردنا الحفاظ على وحدة أراضي سوريا"، مؤكداً على أنه "في حال لم يتم إحلال الاستقرار في سوريا فإن الآثار السلبية على تركيا ستكون كبيرة".
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن بلاده "لا تثق بالولايات المتحدة وفرنسا فيما يخص مكافحة الإرهاب"، موضحاً أن واشنطن "تواصل دعم إرهابيي حزب العمال الكردستاني".
إعادة اللاجئين السوريين بالتعاون مع الأمم المتحدة
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، قال جاويش أوغلو إنه يوجد حالياً ما يقرب من 3.9 مليون سوري في تركيا، مضيفاً أنهم "جميعاً يحتاجون التسجيل بانتظام".
وأشار الوزير التركي إلى أنه "يجب إعادة اللاجئين السوريين بالتعاون مع الأمم المتحدة، ومن الأفضل لهم أن يعودوا بهذه الطريقة، وفي إطار خطة، فليس من الصواب إعادتهم بنهج عنصري".