قال عميد كلية الطب البشري بجامعة دمشق، الدكتور نبوغ العوا، إن وزارة التربية رفضت مقترحاً تقدم به بخصوص تأجيل المدارس 15 يوماً للتلاميذ في المرحلة الابتدائية، محذّراً من موجة انتشار جديدة لفيروس "كورونا".
وأشار العوّا، في حديث مع موقع "هاشتاغ سوريا" المحلي، إلى أن مقترحه لا يمكن أن يضر بسير العملية التعليمية، خاصةً لمن هم في الفئة العمرية الصغيرة، حيث تعد هذه الفئة من أكثر الفئات الناقلة للمرض، دون أن تظهر عليها أي أعراض.
وأضاف أن "الخوف على أهالي الطلاب والكوادر التعليمية، فخلال الفترة الماضية خسرنا العديد من الأرواح ولا نتمنى العودة إلى تلك المرحلة".
وأكد على أن "العديد من الأهالي مازالوا غير مقتنعين بإرسال أولادهم إلى المدارس من عدمها"، معرباً عن قلقه من "عودة المنحنى الوبائي إلى الصعود بعد قرار إعادة افتتاح المدارس، لاسيما أن الفيروس أصبح أكثر شراسة".
وكشف عميد كلية الطب عن وجود إصابات جديدة وواسعة بفيروس "كورونا" لدى الأطفال بين 4 و5 سنوات في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق، ما يعني احتمالاً كبيراً لحدوث إصابات بين الأطفال، وقد تتطور لحالات خطيرة، حسب رأي العوا.
وكان عميد كلية الطب قد اقترح، خلال اجتماعه مع وزير الصحة في حكومة النظام، حسن الغباش، أن يتم تأجيل افتتاح المدارس لمدة 15 يوماً للتلاميذ في المرحلة الابتدائية، مع افتتاح المدارس للمرحلتين الإعدادية والثانوية ضمن الموعد المحدد.
ويرى العوا أن الطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية يمكن أن يتفاعلوا بالالتزام بالإجراءات الوقائية، الأمر الذي قد لا يحدث مع الأطفال في المرحلة الابتدائية، وما هم دون تلك المرحلة.
وسبق أن قال عميد كلية الطب في جامعة دمشق، لوسائل إعلام محلية، إن افتتاح المدارس "مغامرة وسيؤدي إلى تفش واسع للوباء بين الطلاب وذويهم".
من جانبه، أوصى مجلس محافظة دمشق منذ أيام باقتراح إلى وزير التربية لتأجيل افتتاح العام الدراسي بالنسبة للصفوف الانتقالية، لحين انحسار الوباء، والإبقاء على دوام طلاب الشهادات في الموعد المحدد، لكن الوزارة أيضاً رفضت، وأكدت أنه لا تأجيل لافتتاح المدارس عن موعدها، إلا أن الوزارة أيضاً تجاهلت التوصية، وأصرت إلى افتتاح المدارس في موعدها.
وكان وزير التربية في حكومة النظام، دارم طبّاع، أعلن خلال مؤتمر صحفي في دمشق يوم أمس، حضره ممثلون عن منظمة الأمم المتحدة للأطفال "يونسيف"، أنه "بعد أن انقطع الملايين في العالم عن التعليم، تعلن سوريا اليوم عودة أبنائها إلى المدارس"، مشيراً إلى أن وزارة التربية "جهزت خلال الشهرين الماضيين كل ما هو آمن لعودة الطلاب للمدارس".
وحددت وزارة التربية يوم الأحد المقبل، موعداً لافتتاح المدارس بكل مراحلها، رغم تفشي وباء "كورونا"، حيث وصل عدد الإصابات حتى يوم أمس، بحسب وزارة الصحة، إلى 3351 إصابة، توفي منها 143 حالة.
وتشهد مناطق سيطرة النظام تصاعداً مطرداً في أعداد الإصابات، خاصة في دمشق وريفها، وسط عجز تام للقطاع الصحي وإخفاق المؤسسات الطبية بالسيطرة أو الحد من انتشار الإصابات، فضلاً عن افتقار المشافي العامة إلى الفحوص والمسحات الخاصة بكشف الإصابات.
وسبق أن حذّرت "منظمة الصحة العالمية" من انفجار في عدد الإصابات بفيروس كورونا في سوريا، مشيرةً إلى أنَّ النظام تأخر في الإعلان عن الحالات المصابة بالفيروس.
اقرأ أيضاً: أسعار الكمامات والقفازات ترتفع أكثر من 300 % في سوريا
اقرأ أيضاً: منظمة دولية: لا حماية لعمّال القطاع الصحي السوري بوجه كورونا