أكدت مديرية الصحة في اللاذقية والتابعة لحكومة النظام، اليوم الجمعة، وصول أعداد من المصابين بالتسمم من جراء تناولهم للفطر السام.
ونقلت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام عن الاستشاري في وزارة الصحة الدكتور عمّار اسمندر قوله إن "أعراض الإصابة بالتسمم تظهر على المصاب بعد ساعة أو ساعتين فور تناول الفطر السام، وتختلف الأعراض من فطر إلى آخر حسب المادة السمية، مدللاً بأعراض الغثيان، الترفع الحروري، الإقياء، آلام بطن، إسهال، اضطرابات تنفسية، وتتشابه هذه الأعراض مع أعراض عدم التحمل الغذائي، نتيجة تناول فطور غير سامة أو مايونيز".
وأكد اسمندر على ضرورة مراجعة المريض للمشفى فور الشعور بأي أعراض، وذلك حتى لا تتطور إلى أذية كبدية، أو كلوية، أو قلبية، التي يرافقها خروج دم مع البول، حيث يتحول إلى لون يرقاني عند الأذية الكبدية، وشح بول عند بدء الأذية الكلوية.
هل يصبح الفطر السام المطهو آمنا؟
وأضاف: "يعتقد البعض أنه في حال تم تقشير الفطر أو إزالة "القبعة" عن الفطر السام وطهيه جيداً فإنه يصبح غير سام، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالفطر يبقى ساماً، والطهي لا يبطل سميته.
وأكد اسمندر أنه "يجب إخضاع المريض المصاب بالتسمم للمراقبة في المشفى ست ساعات كحد أدنى، للتأكد من عدم تطور حالته إلى أذية كبدية أو كلوية أو قلبية، حيث يتم إعطاؤه مضادات إقياء وإسهال وصادات حيوية، وبعد انتهاء المراقبة يتم إجراء التحاليل للتأكد من حالته".
وتابع: "في حال أظهرت نتائج التحاليل أي اضطراب أو أذية فإنه يتم علاجها بالأدوية المناسبة مع المراقبة المخبرية لوظائف الكبد والكلية، والمحافظة على الوظائف الحيوية الأخرى".
كما نقلت الصحيفة عن الباحث الزراعي الدكتور يونس علي قوله: "من الصعب التمييز بين الفطور السامة و غير السامة، خاصة في ظل وجود أنواع كثيرة منها تتشابه بالشكل والرائحة والخواص الفيزيائية، ولا يستطيع التمييز بينها سوى الأشخاص الذين لديهم خبرة في هذا المجال، أو من خلال إجراء تحاليل لعينات منها، ولذلك فإنه ينصح بعدم التعامل معها ولا حتى باللمس لأن بعضها عالي السمية".
سوريا.. تسمم ووفيات بعد تناول الفطر السام
في بداية الشهر الجاري أصيب عشرة أشخاص بالتسمم الشديد في طرطوس، بعد تناولهم فطراً شديد السمية، حيث قال مدير عام الهيئة العامة لمستشفى الباسل في طرطوس د.إسكندر عمار لموقع "أثر برس" إن "الحالات شديدة لتناولهم فطرا فيه درجة عالية من السميّة".
وخلال الشهر الماضي توفي ما لا يقل عن 11 طفلاً وأصيب نحو 14 آخرين إثر تناولهم فطراً ساماً في عدة مناطق بريف الرقة شمال شرقي سوريا.
رغم خطره لماذا يأكل السوريون الفطر؟
يعيش السوريون أزمة معيشية خانقة، حيث سجلت الليرة السورية انخفاضاً قياسياً أمام الدولار الأميركي، خلال الساعات القليلة الماضية، لتلامس عتبة الـ 6 آلاف ليرة للدولار الواحد.
وقال برنامج الغذاء العالمي "يحتاج 6 ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد إلى المساعدة في الشتاء، من بينهم 2.5 مليون شخص في الشمال الغربي. في الوقت الحالي، ولا يستطيع غالبية سكان سوريا شراء المواد الأساسية بسبب ارتفاع معدلات التضخم وانهيار الاقتصاد.
وشهد متوسط تكاليف معيشة الأسرة السورية، نهاية شهر أيلول 2022، ارتفاعاً بمقدار 563 ألفاً و970 ليرة سورية عن التكاليف التي سُجّلت في شهر تموز الماضي، لتصل إلى ما يقارب الـ3.5 ملايين ليرة، بحسب دراسة نشرتها جريدة قاسيون التابعة لـ"حزب الإرادة الشعبية".
وبحسب الدراسة فإنّ الخضراوات كان لها النصيب الأكبر من الارتفاع، إذ انتقلت كلفة 250 غراما منها يومياً من نحو 455 ليرة في تموز، إلى 750 ليرة في أيلول، أي إنها ارتفعت بنسبة تصل إلى 65 في المئة، بينما سجلت أسعار اللحوم (الدجاج واللحوم الحمراء) ارتفاعاً بنسبة 17 في المئة عن حسابات تموز الماضي، حيث انتقلت كلفة 75 غراما منها للفرد الواحد يومياً من 2,175 ليرة في تموز إلى 2,550 في أيلول.