أطلق ناشطو الحراك السلمي في بلدة القريا جنوبي السويداء، إعلاناً تحذيريّاً لأهالي البلدة والمحافظة، من مخطط أمني تكشّف عبر تقرير مسرّب، يظهر سعي النظام إلى زعزعة السلم الأهلي وجر الانتفاضة إلى العنف.
وقال ناشطو القريا إنهم حصلوا على تقارير مسربة خطيرة من خلال أشخاص وصفوهم بـ"الشرفاء" ضمن أجهزة النظام الأمنية، لكنهم سيكتفون بنشر ما ورد فيه من دون صورة له، حرصاً على سلامة المتعاونين معهم.
وبحسب ما جاء في الإعلان، فإن تاريخ التقرير 29 من شباط الماضي، ويتحدث عن اجتماع لمجموعة أشخاص من حراك بلدة القريا بمنزل (أ.ح)، زاد عددهم على ثمانية أشخاص تم ذكرهم بالتقرير، ودار الحديث بينهم حول التخطيط لاستهداف أمين فرع "حزب البعث" اللواء فوزات شقير، في منطقة "حزحز" شمالي البلدة.
وقد رفع التقرير إلى اللجنة الأمنية في المحافظة، ثم إلى رئيس مكتب الأمن الوطني لدى النظام السوري اللواء كفاح الملحم، ثم عُمم على الفروع الأمنية جميعها، وفقاً للإعلان.
ناشطو السويداء يؤكدون رفضهم للعنف
وقال ناشطو الحراك السلمي في بلدة القريا، "إننا تعرفنا على هويّة كاتب التقرير المذكور، ونقول له ولمن خلفه: نحن حراك مدني سلمي لن ننجر للعنف والانتقام، وإن خلافنا مع ابن بلدتنا اللواء فوزات شقير وباقي البعثيين، هو خلاف بالرأي، لن ولا يمكن أن يتطور لحد الأذى الجسدي"
مؤكدين أنهم "جنباً إلى جنب، ويداً بيد، مستعدون لحماية والدفاع عن أي فرد من بلدتنا، بالتعاون مع أهله وباقي غيارى البلدة، ولا مجال هنا للاختلاف بالرأي، ونحن على درب الأهل بالالتزام بالعادات والتقاليد والقيم المعروفيّة والوطنيّة".
في حين أشار الإعلان إلى محاولات عدّة قام بها شباب الحراك السلمي في بلدة القريا للتواصل مع اللواء فوزات شقير لتحذيره والتباحث معه بهذا التقرير، إلا أنه اعتذر مراراً لأسباب مجهولة، و"بهذا نكون أبرأنا ذمتنا، وقمنا بالواجب الإنساني والأخلاقي"، كما جاء في ختامه.
أهالي درعا والسويداء يفشلون مخطط فتنة
ونهاية شباط الماضي، أثارت قضية اختطاف اليافع رامي عبد الستار المفعلاني (16 عاماً) من بلدة ناحتة شرقي درعا، التساؤلات حول عدم الكشف والإفصاح عن أفراد العصابة الخاطفة، وذلك بعد محاولات حثيثة من قبل النظام السوري لإحداث فتنة عشائرية بين أهالي حوران وعشائر اللجاة والسويداء.
وأفرج عن المفعلاني، في 18 من شباط، دون قيد أو شروط بعد اختطاف دام لمدة أسبوع، وذلك بعد ضغط عشائري من قبل أبناء منطقة اللجاة على العصابة الخاطفة وتهديدهم بإطلاق عمل عسكري حال عدم إطلاق سراحه.
ونقل "تجمع أحرار حوران" عن مصدر مطلع الحادثة أن النظام السوري طالب بتفكيك خيمة أهالي بلدة ناحتة والتي نصبها الأهالي في أثناء متابعة قضية اختطاف المفعلاني، وبعد وصول وفود من شتى أرجاء حوران إلى الخيمة بهدف الوقوف إلى جانب ذوي المفعلاني وعشيرته سعياً للإفراج عنه.
وبالفعل أزال أهالي ناحتة الخيمة، بعد ضغوطات كبيرة من فروع النظام الأمنية، وخاصة جهاز الأمن العسكري بدرعا، بعد أن أفشل أهالي حوران واللجاة والسويداء مخطط النظام بإشعال فتنة بين عشائر المحافظتين تهدف إلى تفكيك النسيج المجتمعي للمنطقة، بحسب المصدر.