قالت وثائق "فنسن" المسرّبة من "شبكة التحقيق في الجرائم الماليّة"، إن عدة شركات عالمية تبرم صفقات في قطاع النفط مع سوريا، على الرغم من العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على نظام الأسد منذ العام 2011.
وكشفت الوثائق ما حصل في 21 من كانون الثاني من العام 2019، قبالة سواحل شبه جزيرة القرم في مضيق كيرتش، والذي انتهى بوفاة 20 بحاراً، عندما كانوا يحاولون نقل شحنة من الغاز المسال، يجري نقلها إلى سوريا، من سفينة ناقلة إلى أخرى، لكن العملية فشلت ووقع انفجار هائل واشتعلت الناقلتان.
وذكرت الوثائق أن الناقلتين كانتا تحملان مواد غير مشروعة، ولذلك عطلتا أنظمة الرصد، الأمر الذي تسبب بتأخر عملية الإنقاذ لحظة وقوع الحادث، ولم ينجُ من انفجار الناقلتين سوى 14 شخصاً، وغالبية الضحايا هم مواطنون هنود وأتراك.
وأبلغ أحد البحارة الأتراك، والذي توفي بالانفجار، عائلته بأن السفينة التي يعمل عليها "كاندي Candy"، والتي تحمل علم تنزانيا، ستتوجه إلى ليبيا، لكن الوثائق كشفت أن سوريا كانت هدف السفينة.
وتثبت الوثائق أن سفينة "كاندي Candy"، وسفينة أخرى تدعى "مايسترو Maestro"، وأيضاً تحمل علم تنزانيا، تملكهما شركة "ميلينيوم"، واسمها مدرج ضمن القائمة السوداء لدى الحكومة الأميركية، وكانت تعمل على تفادي العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وداعميه من موردي منتجات الطاقة.
وشركة "ميلينيوم" مسجّلة في بنما، ومقرها تركيا، وقالت وزارة الخزانة الأميركية أن الشركة نقلت بانتظام منتجات نفطية إلى ميناء بانياس السوري، ولهذا السبب تم حجز الناقلة في مضيق كيرتش، وعملت الشركة على نقل الشحنة النفطية إلى ناقلة أخرى.
وذكرت الوثائق شركة أخرى، على ارتباط وثيق مع شركة "ميلينيوم" تدعى "الطاقة الزرقاء Blue Energy"، وهي شركة مسجلة في دولة سانت كيتس في الكاريبي، وحسب وزارة الخزانة الأميركية، استخدمت "ميلينيوم" شريكتها لتمويه تحويلات مالية لإمدادات تقع تحت بنود العقوبات.
كما أظهرت وثائق "فنسن" المسرّبة، أن شركات مالطية، سهّلت معاملات مالية لنظام الأسد، للتهرب من العقوبات المفروضة.
وكشفت الوثائق أن شركتي "بتروكيم للتجارة Petrokim Trading"، وشركة "الطاقة الزرقاء Blue Energy Ltd"، أجرت 12 صفقة مشبوهة لصالح نظام الأسد، بلغت قيمتها نحو 11.7 مليون يورو، بين تموز وكانون الأول 2014.
وأدرجت الولايات المتحدة بعد ذلك شركة "الطاقة الزرقاء Blue Energy Ltd" على قائمة العقوبات، لمساعداتها المالية لنظام الأسد، بينما نفت شركة "بتروكيم للتجارة Petrokim Trading" انتهاك العقوبات الأميركية على سوريا.
واتهمت الحكومة الأميركية الشركة المالطية بالمساعدة في ترتيب اتفاق مع سفينة نقل تسمى "تالا"، لتفريغ غاز مسال بقيمة تزيد على مليون يورو في سوريا في شباط من العام 2015.
يذكر أن "وثائق فنسن Fincen Files"، هي وثائق مُسرّبة من شبكة التحقيق في الجرائم المالية "FinCEN"، لموقع "باز فيد نيوز BuzzFeed News"، والتي بدورها شاركها مع "الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين" وشبكات صحفية أخرى حول العالم.
وتضم الوثائق نحو أكثر من 200000 وثيقة من المعاملات البنكية المشبوهة، تبلغ قيمتها أكثر من ملياري دولار أميركي، حصلت في الفترة الممتدة من العام 1999 حتى 2017، وتورطت فيها عشرات المؤسسات المالية في العالم.
كما تظهر الوثائق أن الحكومة الاتحادية للولايات المتحدة الأميركية، تلقت كل هذه المعلومات المالية المشبوهة لكنها لم تفعل شيئاً يذكر لوقف تلك الأنشطة.
ووصفت شبكة "BBC" أهمية هذه الملفات بأنها توضح "كيف سمحت أكبر البنوك في العالم للمجرمين بنقل الأموال القذرة حول العالم دون حسيب ولا رقيب".
اقرأ أيضاً: ملفات "فنسن".. مصرف الإمارات ساعد إيران على التهرب من العقوبات