كشفت دعوى قضائية جديدة عن أنّ شركة "ميتا" المالكة لتطبيق "فيس بوك" سمحت لـ"نتفليكس" بالوصول إلى رسائل المستخدمين الخاصة.
وتُشير وثائق المحكمة التي كُشف عنها حديثاً إلى أن هذه الممارسة استمرت لعقد من الزمن كجزء من "علاقة خاصة" بين الشركتين، وتم تقديم الوثائق كجزء من دعوى قضائية كبرى بخصوص ممارسات خصوصية البيانات، رفعها مجموعة من المستهلكين ضد شركة ميتا.
وبحسب الوثائق فإنّ نتفليكس وفيس بوك كانتا تتمتعان بعلاقة خاصة وأن فيس بوك خفضت الإنفاق على العروض الأصلية لخدمة الفيديو Facebook Watch حتى لا تتنافس مع نتفليكس، أحد المعلنين الكبار عبر فيس بوك.
كذلك تقول أيضاً إنّ نتفليكس كان لديها حق الوصول إلى واجهة برمجة تطبيقات Inbox الخاصة بشركة ميتا، مما أتاح لمنصة البث وصولاً برمجياً إلى رسائل مستخدمي فيس بوك.
كيف ردت ميتا؟
تنكر ميتا من جانبها دقة ادعاءات الوثيقة، وشكك آندي ستون، مدير الاتصالات في ميتا، في منح نتفليكس حق الوصول إلى رسائل المستخدمين.
وكتب ستون عبر "إكس": "هذا الادعاء غير صحيح، لم تشارك ميتا رسائل الأشخاص مع نتفليكس.. سمحت الاتفاقية للأشخاص بإرسال رسائل إلى أصدقائهم عبر فيس بوك بخصوص ما يشاهدونه عبر نتفليكس مباشرةً من تطبيق نتفليكس. مثل هذه الاتفاقيات شائعة في الصناعة".
وبمعنى آخر، فإن ميتا تدعي أن نتفليكس كان لديها وصول برمجي إلى رسائل المستخدمين، مع أنها لم تستخدم هذا الوصول لقراءة الرسائل.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت، عام 2018، أن نتفليكس وسبوتيفاي كانتا قادرتين على قراءة رسائل المستخدمين، وفقاً للوثائق التي حصلت عليها، وأنكرت ميتا هذه الادعاءات من خلال تدوينة بعنوان "حقائق بخصوص شراكات المراسلة عبر فيس بوك".
وأوضحت التدوينة أن نتفليكس وسبوتيفاي كانتا تتمتعان بإمكانية الوصول إلى واجهات برمجة تطبيقات سمحت للمستهلكين بإرسال رسائل إلى الأصدقاء بخصوص ما يستمعون إليه عبر سبوتيفاي أو يشاهدونه عبر نتفليكس مباشرةً من التطبيقات الخاصة بتلك الشركات.
ويتطلب هذا من الشركات أن يكون لديها حق الوصول إلى الكتابة من أجل إنشاء رسائل إلى الأصدقاء، وحق الوصول للقراءة من أجل السماح للمستخدمين بقراءة الرسائل من الأصدقاء، وحق الوصول إلى الحذف، مما يعني أنه إذا حذفت الرسالة من التطبيق الخارجي، فإن هذا يؤدي أيضًا إلى حذف الرسالة من فيس بوك.
وقلل ستون من قدرة نتفليكس على التطفل على الرسائل، مع أنها حصلت على مستوى من الوصول لم يكن لدى الشركات الأخرى.
وتشير الوثيقة إلى أنّ نتفليكس تمكنت من الوصول إلى Titan، وهي واجهة برمجة تطبيقات سمحت لها بالتكامل مع تطبيق المراسلة الخاص بشركة فيس بوك.
وفي مقابل الوصول إلى واجهة برمجة تطبيقات Inbox، وافقت نتفليكس على تزويد ميتا بتقرير مكتوب كل أسبوعين يتضمن معلومات بخصوص عمليات إرسال توصياتها ونقرات المستلمين ووافقت على الحفاظ على سرية اتفاقية واجهة برمجة التطبيقات.
العلاقة بين نتفليكس وفيس بوك
وأنفقت نتفليكس مقدار 40 مليون دولار عبر إعلانات فيس بوك، عام 2015، وفق الوثيقة، وكانت تسمح باستخدام بيانات مستخدمي نتفليكس لاستهداف إعلانات فيس بوك وتحسينها، كما وافقت، عام 2017، على إنفاق مقدار 150 مليون دولار عبر إعلانات فيس بوك وتزويد الشركة بإشارات النوايا عبر الأجهزة.
وحافظت نتفليكس وفيس بوك على العلاقة الوثيقة، إذ كان لدى الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس آنذاك، ريد هاستينغز، وهو عضو مجلس إدارة فيس بوك حتى شهر نيسان/ أبريل 2019، اتصالات مباشرة مع المديرين التنفيذيين في ميتا، ويشمل ذلك الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، والمديرة التنفيذية للعمليات شيريل ساندبرج، ونائب رئيس الاتصالات إليوت شراج، والمدير التنفيذي للتكنولوجيا أندرو بوسورث.
ومن أجل الحفاظ على إعلانات نتفليكس، أرسل زوكربيرج نفسه بريداً إلكترونياً إلى رئيسة Facebook Watch، فيدجي سيمو، في شهر مايو 2018 ليخبرها أن ميزانية Facebook Watch قد تقلصت بمقدار 750 مليون دولار مع خروج الشبكة الاجتماعية من التنافس المباشر مع نتفليكس.
وكانت فيسبوك تبني Facebook Watch لمدة عامين، ولم تقدم علامة التبويب Facebook Watch إلا في الولايات المتحدة في شهر أغسطس/ آب 2017.
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية