بالإضافة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي والعديد من زعماء الدول والسياسيين؛ كشف تحقيق "وثائق باندورا" الذي نشره "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" أمس الأحد، عن الاتهامات القضائية والشركات المملوكة من قبل رئيس وزراء لبنان السابق حسان دياب، ضمن وثائق الفساد والتهرّب الضريبي التي طالت العديد من زعماء دول وسياسيين ومشاهير في العالم.
من حسان دياب؟
أكاديمي قديم دخل السياسة في أيار 2011، وشغل منصب وزير التربية والتعليم في لبنان حتى عام 2014. في كانون الأول 2019، عين الرئيس ميشال عون دياب رئيسًا للوزراء.
استقال دياب في آب 2020، بعد أيام من انفجار في مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 200 شخص. كان الانفجار أحد أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ.
في كانون الأول 2020، اتهم قاضٍ دياب ومسؤولين آخرين بالإهمال الجنائي فيما يتعلق بتفجير الميناء، وفي عام 2021، تم استدعاء دياب بتهمة القتل العمد على صلة بالانفجار .. ونفى دياب ارتكاب أي مخالفات، واصفاً قرار الاتهام بـ "الشيطاني"، وما تزال القضية جارية.
بعد استقالته، استمر دياب في شغل منصب رئيس وزراء تصريف الأعمال في لبنان حتى أيلول 2021.
في أوراق باندورا
دياب هو جزء من مالك شركة صورية في جزر فيرجن البريطانية.
في أوائل عام 2015، بعد أن ترك دياب منصبه وزيراً للتعليم في لبنان، أسس شركة تدعى eFuturetech Services Ltd. وكان هدف الشركة هو "التجارة العامة والاستشارات"، وفقًا لسجلات أوراق باندورا.
مالكو الشركة بالإضافة إلى دياب هما شريكاه: نبيل بدر ، أحد أقطاب الأوراق والبناء الذي ترشح للبرلمان في عام 2018. وعلي حدارة، المدير المالي لشركة الاستثمار (شديد كابيتال) ومقرها بيروت.
وقال التحقيق إن دياب وبدر وحدارة لم يستجيبوا لطلبات الاتحاد الدولي للصحفيين المتكررة للتعليق حول الموضوع.
ما هي وثائق باندورا؟
"وثائق باندورا" تحقيق سلّط الضوء على كثير من قادة دول العالم الذين أخفوا ملايين الدولارات عبر شركات خارجية لأغراض عديدة أهمها التهرب الضريبي. واستند التحقيق إلى 11,9 مليون وثيقة مصدرها 14 شركة للخدمات المالية، وسلط الضوء على أكثر من 29 ألف شركة خارج الحدود (أوفشور) وساهم فيه نحو 600 صحفي من 117 دولة في العالم.
وورّط التحقيق العديد من زعماء الدول والحكومات بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس وزراء التشيك ورئيسا كينيا والإكوادور، إذ اتهمهم بإخفاء ملايين الدولارات عبر شركات خارجية لا سيما لأغراض التهرب الضريبي.
الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين
وأنشأ المركز الأميركي للنزاهة العامة في العام 1997 الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين الذي أصبح كياناً مستقلا في 2017. وتضم شبكة الاتحاد 280 صحافياً استقصائياً في أكثر من مئة دولة ومنطقة فضلاً عن نحو مئة وسيلة إعلام شريكة.
وبرز الاتحاد مطلع نيسان 2016 مع نشره تحقيق "وثائق بنما" الذي استند إلى قرابة 11,5 مليون وثيقة سرّبت من مكتب محاماة (موساك فونسيكا) ببنما.
وهذه الوثائق الحساسة التي حللتها المجموعة الدولية للصحافيين الاستقصائيين أدت الى سلسلة صدمات في العالم بينها استقالة رئيس الوزراء الآيسلندي سيغموندور ديفيد غونلوغسون، ثم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.