يعرض تلفزيون سوريا يوم غد الإثنين فيلما وثائقيا من إنتاجه عن منشد الثورة السورية وحارس فريق الكرامة السابق، عبد الباسط الساروت بعنوان "الأسمر"، وذلك في الذكرى الأولى لوفاته.
الساروت.. رؤية جديدة
يقول مخرج الفيلم شادي خدام لـ موقع تلفزيون سوريا، إن "الأسمر" هو فيلم وثائقي، تم العمل عليه لتكريم "الشهيد" عبد الباسط الساروت التي توافق ذكرى وفاته الأولى في الثامن من حزيران الجاري، كما سيتم عرضه في نفس التاريخ في الساعة 10 مساء بتوقيت دمشق.
ويضيف قائلا "في الأعوام الماضية تم تقديم العديد من الأعمال التي تكلمت عن حياة عبد الباسط الساروت، تم تناولها من خلال مسيرة حياته منذ بداية انخراطه في العمل الثوري وحتى تاريخ استشهاده".
ويتابع"حاولنا أنا ومنتج الفيلم خالد أبو صلاح في فيلم الأسمر إعادة تقديم عبد الباسط الساروت من زاوية مختلفة ومن منظور آخر وجديد مختلف كلياً عن أي طرح سابق، حاولنا من خلال الفيلم تقديمه كظاهرة كان لها الأثر الكبير والجذري على حياة السوريين من خلال أهازيجه وأغانيه ثباته وصلابته على مواقفه، قربه من الناس وتأثرهم به، حيث استطاع كل سوري أن يرى في الساروت نفسه وحلمه".
لاحظ "خدام" خلال عمله على الفيلم، أسبابا عديدة دفعت السوريين إلى محبة الساروت، "بعد اطلاعي على المئات من المقاطع المصورة والفيديوهات التي تظهر عبد الباسط بمواقف عديدة وتبين مفاتيح شخصيته وحفاوة الناس به خلال حياته، كان واضحا وجلياً مدى شعوره بالناس وتماهيهم فيه وتماهيه فيهم فعبد الباسط لم يكن يتكبر على طفل أو شاب أو كهل أو سيدة أو عجوز، كان يعطي الجميع كمية الصدق والحب والعطاء ذاتها على الصعيد الشخصي وعلى الملأ ومن خلال المنابر".
ماذا يمثل الساروت؟
يعتبر كثير من السوريين أن "الساروت" يمثل مراحل الثورة السورية منذ بدايتها ويضيف مخرج الفيلم أن"عبد الباسط (الأسمر) الشاب السوري الذي يشبه في مسيرته الملايين من الشباب السورين الذين لوحقوا وهجروا وعذبوا ومن ثم نهضوا من جديد، الساروت حالة استثنائية غير متوقعة عند السوريين وخصوصا بعد حكم عائلة الأسد التي لا تسمح بوجود رموز وطنية بأي شكل من الأشكال فما بالك بمن يتغنى بحب الوطن و أرضه ويحث على التضحية من أجله".
وتابع قائلا "مشعل تمو، أبو فرات ، حجي مارع، مي سكاف، فدوى سليمان ، باسل شحادة وغيرهم من أبناء الثورة ممن يعتبرون رموزا وطنية، هم مشاعل النور للأجيال القادمة، والساروت بشهادة السوريين أنفسهم رمزٌ اختصر شباب سوريا وشهداءها في مسيرته في الثورة واستشهاده وتمسكه بقيمها لآخر لحظة من حياته".
ويلفت أن عبد الباسط الساروت لم يكن مجرد شخص عادي خلال حياته ومن ثم تحول إلى رمز بعد وفاته، بل على العكس تماما، الساروت كان رمزا وهو على قيد الحياة وبعد "استشهاده".
"الأسمر فيلم وثائقي نقوم بتقديمه كوثيقة تاريخية للأجيال القادمة ليستطيعوا من خلاله التعرف على عبد الباسط الساروت والتعرف على هذه الظاهرة التي ألهبت الملايين بصوتها وكلماتها واستطاعت أن تجمع السورين وتشعرهم بمعنى الانتماء إلى الوطن والتضحية في سبيله".
يذكر أن عبد الباسط الساروت لاعب كرة القدم السابق والمعارض البارز قد قضى يوم السبت الثامن من حزيران 2019 متأثراً بجروح أصيب بها خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي.