تعرض طفل سوري يبلغ من العمر (14) عاماً، يوم الثلاثاء، لاعتداء جسدي مروع من قبل عائلة تركية، وذلك على إثر جدال وقع بين الطفل وأولاد العائلة في إحدى مدارس ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، في حين أعلن مكتب والي غازي عنتاب عن القبض على اثنين من الجناة.
وأشار ناشطون حقوقيون إلى أن الطفل، أحمد زينب، توجه إلى المدرسة القريبة من منزله للعب كرة القدم مع أصدقائه، وهناك نشب جدال بينه وبين مجموعة من الطلاب الآخرين الأتراك، ما دفع إحدى الفتيات إلى إخبار عائلتها بالأمر.
وتوجهت العائلة إلى المدرسة، حيث اختطفت الطفل "أحمد" واقتادته إلى مكان مجهول، وأخضعوه لسلسلة من التعذيب، عبر نتف شعره ووضعه في فمه، وضربه بأدوات صلبة على أماكن متفرقة من جسده، وإدخال مفتاح في فتحة شرجه.
وأفاد والد الطفل في حديث إلى وسائل الإعلام بأن الجناة ظنوا بأن الطفل "أحمد" قد فارق الحياة، لذا رموه على قارعة الطريق في منطقة بعيدة عن مركز المدينة، قبل أن تصل عائلته إليه وتنقله إلى المستشفى، حيث يعاني من جروح خطيرة، وتشنج في أطرافه، وخضع لعملية من أجل إخراج المفتاح من جسده.
اعتقال اثنين من الجناة
وأصدر مكتب والي غازي عنتاب بياناً حول الحادثة، أعلن فيه إلقاء القبض على الجناة: "نتيجة الاستجابة العاجلة التي أجرتها فرق إدارة الأمن العام في ولايتنا لكشف حقيقة حادثة الاعتداء الحاصلة في 9 كانون الثاني 2024، والتي تعرض له (A.Z)، المولود في عام 2009، أُلقي القبض على (H.Ö) و (M.F.K) بصفتهم متسببين بالحادثة، واعتقلوا بأمر من المحكمة".
وأضاف البيان: "وعبر فحص سجلات الأرشيف للأشخاص المذكورين، تبين أن لدى (H.Ö) ثلاث سجلات جرائم سابقة بسبب الإصابة الناجمة عن الإهمال.. نتمنى الشفاء العاجل للضحية الذي يتلقى العلاج في المستشفى".
مطالبات باعتقال المحرضين
نشر الصحفي التركي، فرقان أرتان، تغريدة على موقع (إكس) تتضمن تسجيلاً مصوراً للطفل، أحمد زينب، الذي تعرض للتعذيب، مشبهاً هذه الأفعال بأفعال نظام بشار الأسد: "تعرض طفل سوري في غازي عنتاب، يبلغ من العمر 14 عاماً لتعذيب مماثل لما يمارسه نظام الأسد".
وطالب "أرتان" بمحاسبة أفراد ومؤسسات لم يسمها، بكونها بدأت تشكل خطراً على الأمن القومي التركي: "من الواضح من هو سبب هذه الكراهية والتعذيب، ولابد الآن من اتخاذ الخطوات اللازمة ضد الأفراد والمؤسسات التي أصبحت تمثل مشكلة على الأمن القومي لتركيا".
وعبرت الناشطة والصحفية التركية، إسراء الأونو، في تغريدة على موقع (إكس) عن رفضها الاعتداء الحاصل على الطفل "أحمد" بسبب كونه سورياً: "هذا الطفل ليس وحيداً!! أي إنسان تعرض للظلم ليس وحيداً. تعرض للضرب والتعذيب والتحرش، وأُلقي به على جانب الطريق بعد أن ظنوه ميتاً.. عمره 14 سنة ونعم هو سوري!! الضمير يتبع جنسية الرحمة، والنذالة تخضع لأمر القسوة".
وطالب الصحفي التركي، فرقان بلوكباشي، في تغريدة على موقع (إكس) بسجن زعيم حزب النصر، أوميت أوزداغ، متهماً إياه بأنه عميل للموساد: "عميل الموساد المجنون هذا قد سمم عقول الناس بالأكاذيب لمدة ثلاث سنوات، مما أدى بنا إلى هذه النقطة المخزية. لو كان في أي مكان آخر في العالم، لكان قد حُكم ونال عقابه بالفعل، لكنه لا يزال يهدد الجميع وهو يسير بحرية. يكفي، أوقفوا هذا المجنون الآن".
حوادث متكررة
تعرضت طفلة سورية تدعى شام، تبلغ من العمر 13 عاماً، في تشرين الأول الفائت، للطعن على يد طفل تركي آخر، يدرس معها في المدرسة نفسها، في ولاية غازي عنتاب.
وقالت والدة شام لموقع تلفزيون سوريا: "إن الطفلة تعرضت لثلاث طعنات، واحدة في كتفها واثنتان في فخذها، بوساطة مقص، في أثناء فترة الاستراحة في باحة مدرسة أكيول للمرحلة المتوسطة، قرب منطقة السانكو في ولاية غازي عنتاب".
وأضافت: "السبب وراء المشكلة جدل حصل بينها وبين الطفل الآخر بعد تنمره عليها بسبب وزنها، لترد عليه ولم تسكت عن حقها، وسرعان ما هجم عليها وطعنها بالمقص".
وبينت والدة الطفلة شام، أن الطالب الآخر معروف بافتعاله للمشكلات بشكل دائم والاعتداء على زملائه.