أكدت والدة الشاب السوري محمد .ع المتهم بقتل فتى تركي يبلغ من العمر 17 عاماً في مدينة إزمير ليل أمس، أن ابنها تعرض للهجوم من قبل الشاب التركي وصديقيه وحاول الدفاع عن نفسه بعد أن تلقى ضربات وطعنات.
ويوم أمس قالت ولاية إزمير في بيان رسمي إن المواطن السوري (م. ع) المقيم في توربالي وخلال عودتهِ إلى منزله، منتصف الليل، حدثت ملاسنة بينه وبين ثلاثة مواطنين أتراك كانوا قد اشتروا مشروبات كحولية".
وتابع البيان "تطورت الملاسنة إلى شجار وعراك نتج عنه إصابة المواطن التركي (ب.ب) بعدة طعنات بسكين في صدره أدت إلى وفاته، في حين أصيب الشاب السوري بعدة طعنات أيضاً في يده اليسرى وقد جرى اعتقاله خلال مدة قصيرة".
وتحدثت السيدة ناديا إبراهيم والدة الشاب السوري لموقع تلفزيون سوريا عن تفاصيل الحادثة وواقع الحال في الحي الذي يقطنوه.
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها لولدي
وقالت في حديثها لموقع تلفزيون سوريا إن ولدها محمد كان عائداً إلى المنزل عند الساعة 12 ليلاً من يوم الأربعاء، حيث تعرض له 3 شباب يتناولون الكحوليات في الطريق، "وهم معروفون في المنطقة من خلال اعتداءاتهم المتكررة على السوريين"، بحسب والدة محمد، حيث إنهم كانوا قد اعتدوا على ولدها سابقاً، ولكنه استطاع الهرب منهم بحسب ما أفادت.
وفي التفاصيل، ذكرت والدة محمد أن الشبان الثلاثة قاموا بمضايقته أثناء عودته ليلاً من عمله، وعندما رد محمد عليهم، انهالوا عليه بالضرب بزجاجات المشروب التي كانت بحوزتهم، ليرد عليهم محد بالضرب، محاولاً الدفاع عن نفسه.
وأضافت: "في أثناء ذلك قام أحد الشبان الأتراك بإخراج سكينة وطعن محمد في صدره، وكاد أن يطعنه مرة ثانية، لكن ولدي استطاع انتزاع السكينة من يد المعتدي وقام بطعنه بها، ولاذ بالفرار من بعدها".
وتابعت: "على الرغم من أنهم دائماً ما يقومون بمضايقة السوريين، فإنها كانت المرة الأولى التي يستعملون فيها سكيناً بدلاً من الأيادي والسباب".
ولدي تعرض للطعن في صدره
وبحسب السيدة ناديا إبراهيم فإن محمد توجه إلى منزل أخته بحثاً عن مكان آمن، واتصل بها ليخبرها بما حدث، وبأنه قد أصيب بطعنة في صدره تسببت له بنزيف، ولكن كانت الشرطة قد توصلت إلى مكانه، حيث اقتادته وزوج أخته إلى المخفر، ما تسبب بانقطاع أخباره تماماً عنها وعن مصيره ومصير صحته.
محمد المعيل الوحيد.. ولا أعرف مكانه
تقول والدة محمد إن ولدها هو ابنها الأكبر، الذي أصبح بعد اعتقال والده من قبل تنظيم الدولة المعيل الوحيد للعائلة، حيث يبلغ من العمر 20 عاماً الآن، ويعمل في الأراضي الزراعية، وبعض الأعمال الأخرى.
ولفتت والدة محمد إلى أنها غير قادرة على توكيل محام لمتابعة قضية ولدها الموجود لدى الشرطة التركية، حيث نصحوها بتوكيل محام بعد محاولاتها الكثيرة لمعرفة مكانه، والذهاب إلى أغلب مراكز الشرطة والمحاكم القريبة من المنطقة، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، وبأنها لا تعلم عنه شيء سوى أنه كان ينزف عند اعتقاله.
الشرطة أخرجتنا والسوريين من الحي
وأشارت والدة محمد إلى أن الشرطة أخرجتهم من الحي الذي كانوا يقطنون فيه، بعد أن تصاعدت أعمال الشغب من المواطنين الأتراك الموجودين في الحي، وتزايدت الهجمات على منازل وممتلكات السوريين.
وناشدت والدة محمد الجميع لمساعدتها في قضية ابنها، الذي كان يدافع عن نفسه، بحسب ما أكدته مراراً.
وتتصاعد أعمال العنف تجاه السوريين في المدن التركية من جراء تنامي الخطاب السياسي المناهض لوجود اللاجئين مع اقتراب الانتخابات التركية منتصف عام 2023، ما يتسبب بوقوع ضحايا مدنيين سوريين وأتراك بسبب أعمال العنف والتحريض.