علّقت الإدارة الأميركية على تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن ملابسات وفاة الفلسطيني عمر عبد المجيد أسعد (78 سنة)، الذي يحمل الجنسية الأميركية، بعد اعتقاله بشكل تعسفي في ساعات الفجر في قريته جلجليا شمال رام الله وتركه بالبرد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركي، نيد برايس، إن الولايات المتحدة لا تزال "قلقة للغاية" بشأن ملابسات وفاة المسن الفلسطيني الأميركي.
وأضاف، نتوقع من السلطات الإسرائيلية إجراء تحقيق جنائي شامل وتحمل المسؤولية الكاملة في هذه القضية، ونتطلع إلى أن تبذل مزيدا من الجهود في أقرب وقت ممكن.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية تعليقاً على تحقيق لجيش الاحتلال نُشر، أول أمس، الإثنين، وحدد بأن الحادثة "فشل أخلاقي ونتيجة سوء اتخاذ قرار".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اكتفى الجيش بفصل ضابطين من الخدمة وإعفاء قائد كتيبتهم من منصبه بسبب وفاة المسن الفلسطيني الأميركي، ومنع توليهما مناصب قيادية لمدة عامين، إضافة إلى توبيخ الكتيبة المكلفة بالمداهمة.
فجر الأربعاء 12 كانون الثاني/يناير الماضي، عُثر على عمر عبد المجيد أسعد، (78 سنة) من قرية جلجليا، شمالي مدينة رام الله، ميتاً بعد أن اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو في طريقه إلى منزله بشكل تعسفي، عند نقطة تفتيش مرتجلة (حاجز طيّار)، والاعتداء عليه وتركه جثة في بناء مهجور.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن ممثلي الجيش قاموا بإحالة نتائج التحقيق إلى الملحق العسكري الأميركي في إسرائيل بعد تسليمها إلى رئيس الأركان أفيف كوخافي.
وبحسب تقرير الطبي الشرعي، بعد تشريح الجثة من قبل ثلاثة أطباء فلسطينيين تحت رعاية السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي، توفي أسعد بسبب "نوبة قلبية مفاجئة ناجمة عن الإجهاد بسبب إصابات خارجية".
وجاء في التحقيق الإسرائيلي، أن أسعد بدأ بالصراخ عندما رأى الحاجز، مما لفت الانتباه إلى القوات التي لا تريد أن يعرف السكان الآخرون أن هناك حملة مداهمة مفاجئة، أي أنه غير مطلوب ولم يقدم على أي اعتداء.
في حين نقلت وكالة "الأناضول" عن شهود ومقربين من أسعد أن جنود الاحتلال سحلوا الأخير لمسافة 200 متر واعتدوا عليه بالضرب.
اعتقل جنود الاحتلال، وهم من كتيبة "نيتسح يهودا" تصفها صحيفة يديعوت أحرونوت بأنها كتيبة أرثوذكسية متطرفة، أسعد مع عدد من الفلسطينيين الآخرين في منزل مهجور، مكبل اليدين ومعصوب العينين ومكمم العينين لنحو نصف ساعة.
وخلص التحقيق إلى أن "القوات أخفقت في التزاماتها بتركها أسعد ملقى على الأرض من دون العلاج المطلوب"، رغم ظهور علامات ضيق التنفس، مبررين أنهم اعتقدوا أن أسعد قد نام، إضافة إلى وجود "ثغرات مهنية في إعداد وتنفيذ" الحاجز حيث كان الجنود يوقفون السيارات لتفتيش عشوائي.