عائلة الشاب السوري المتهم بارتكاب 10 جرائم قتل في حادث إطلاق نار جماعي في "بولدر" بولاية كولورادو الأميركية، لا تجد تفسيراً حول أسباب ودوافع ارتكاب ابنها للجريمة، بحسب واشنطن بوست التي نشرت تقريراً تضمن تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة وقصة شرائه السلاح وارتكاب جريمته.
قبل أسبوع تقريبًا من إطلاق النار الجماعي في متجر بقالة King Soopers، اشترى المتهم "أحمد العليوي العيسى" مسدسًا من طراز AR-15.
ظهور السلاح ورد فعل العائلة
عائلته كانت منزعجة ومذهولة عندما رأت السلاح لأول مرة، وفقًا لشهادة قريب له لم يودّ الإفصاح عن اسمه، حيث سأله باستغراب: "ماذا تفعل بهذا السلاح؟" "من أين حصلت عليه؟ لماذا تحتاجه؟".
وبدا العيسى، البالغ من العمر 21 عامًا، غير متأكد من بعض الآليات الأساسية للسلاح، مسدس Ruger AR-55، وتحدث عن "وجود رصاصة عالقة في البندقية"، وفقًا لشهادة الشرطة التي قالت إنه اشترى السلاح بشكل قانوني.
الأسرة استولت على السلاح، وبدا أن العيسى وافق على القرار. في اليوم السابق لإطلاق النار، وهو أحد أيام الأحد، زار القريب منزل إحدى شقيقاته، وقال: "كان طبيعياً، كان يلعب مع الأطفال ويضحك معهم. تناولوا وجبة مطبوخة في المنزل. بدا كل شيء على ما يرام".
ارتكاب الجريمة
في صباح اليوم التالي، طلب العيسى البندقية، قائلاً إنه يعتزم إعادتها إلى المتجر الذي اشتراه منه واسترداد نقوده. وبدلاً من ذلك، قاد المتهم سيارته إلى King Soopers ، على بعد 15 ميلاً من منزل العائلة، ودخل المتجر وفتح النار، وفقًا للشرطة.
أمضت عائلة العيسى، السورية- الأميركية الكبيرة، أيامًا من الحزن على الضحايا، ومن المحاولات الفاشلة في فهم ما قد يكون دافعًا لابنهم وشقيقهم، غارقين في الخزي والغضب بسبب أفعاله المزعومة.
قال القريب: "والدته تنظر إلى صور الضحايا ولا تستطيع التوقف عن البكاء"، ويضيف: "كنا نفكر في التواصل مع أفراد عائلاتهم لإخبارهم أننا نأسف بشدة لخسارتهم. لم يتوقع أي منا هذا الأمر. إن كان لدينا أدنى شعور بأنه يمكن أن يفعل شيئًا كهذا، لكنا أوقفناه".
والداه وإخوته يمتنعون عن التعليق
خلال مثول قصير أمام المحكمة، يوم الخميس الفائت، قال محامي العيسى إنه يعاني من مرض عقلي غير محدد ويجب فحصه. وقالت كاثرين هيرولد، المحامية العامة المكلفة بالقضية: "لا يمكننا فعل أي شيء حتى نتمكن من إجراء تقييم كامل لمرض السيد العيسى العقلي".
أفراد الأسرة قالوا أيضًا إن المحامين الذين زاروا العيسى أخبروهم أنه سمع أصواتًا في رأسه، بحسب قريبه. ولم يرد محامو العيسى على طلبات التعليق.
قال القريب إنه كانت هناك مؤشرات على مدى السنوات العديدة الماضية على أن العيسى كان مضطرباً ويتصرف في بعض الأحيان بطرق مقلقة، لكن لم يكن واضحًا أبدًا أن الأسرة شعرت بالحاجة إلى الاستشارة أو المساعدة الطبية له.
وتابع القريب: "لم يأخذ أي دواء. لم يشرب أو يتعاطى المخدرات"، لكنه أشار إلى أنه قد انسحب بشكل متزايد خلال العام الماضي وتحدث في الماضي بجنون العظمة عن مراقبته من قبل أشخاص مجهولين. "كان الأمر كما لو كان جسده هناك لكنه لم يكن موجودًا عقليًا حقًا. كان يذهب إلى العمل ويعود إلى المنزل، ربما يدخن (الشيشة) بين الحين والآخر، لكن بخلاف ذلك لا يفعل الكثير."
وأردف أنه بينما كان العيسى يعمل في أحد المطاعم الأربعة للعائلة في منطقة دنفر - مطعم سلطان جريل في أرفادا - فقد رفض عرض تشغيل أحد المطاعم بنفسه.
من هو أحمد عليوي العيسى؟
انتقل العيسى إلى الولايات المتحدة من مدينة الرقة السورية عندما كان في الثالثة من عمره. كما غادر معظم أفراد عائلته سوريا الآن، بحسب أقاربه هناك وفي الولايات المتحدة. قال أفراد الأسرة إنه عندما اندلعت الحرب وأسس تنظيم "الدولة" الرقة كعاصمة له، فقدت الأسرة جميع منازلها وأعمالها التجارية.
لديه قضايا سابقة
ووفق صحيفة "دنفر بوست" المحلية، في عام 2017 هاجم أحمد زميلا له في مدرسة أرفادا ويست الثانوية، إذ ضرب أحد زملائه على رأسه، ومن دون سابق إنذار، حيث عانى زميله في وقتها من كدمات وجرح في الرأس.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قالوا للشرطة حينها، إنهم لم يعرفوا سبب قيام أحمد بضرب زميله، فيما برر أحمد تصرفه بأن زميله كان قد "سخر منه ووصفه بأسماء عرقية".
وأدانت المحكمة في 2018 أحمد، بجنحة الاعتداء، حكم عليه بشهرين تحت المراقبة وخدمة المجتمع.
وقالت مصادر من الشرطة للصحيفة، إن أحمد لديه أكثر من قضية تتعلق بالأذى الجنائي خلال السنوات الماضية.
ووفق مصادر صحفية محلية، كان أحمد قد نشر عدة مرات عبر حسابه في فيس بوك انتقادات لممارسات وصفها بالعنصرية، كما كان ينتقد السلطات لـ "عدم قيامها بأي شيء لوقف انتشار مجمع المثليين".
وفي الـ23 من آذار الجاري، اعتقلت الشرطة أحمد العيسى لتعلن بعد ذلك أنه يواجه تهمًا بقتله 10 أشخاص.
He just murdered 10 people at a Boulder, Colorado supermarket.
— Bishop Talbert Swan (@TalbertSwan) March 23, 2021
You think they’re going to take him to Burger King? pic.twitter.com/MPmQHi1oPe