أعلنت هيئة الطيران المدني الإيرانية عن تقديمها شكوى إلى منظمة "إيكاو"، إثر اعتراض مقاتلات أميركية طائرة ركاب تابعة لشركة ماهان في الأجواء السورية مساء الأربعاء الماضي.
واعتبر وزير النقل الإيراني محمد إسلامي، أن "اعتراض الجيش الأميركي لطائرة ركاب إيرانية هو إرهاب دولة، وأنه على دول العالم إدانة هذا التصرف".
وأضاف إسلامي، أن "طائرة ركابنا تتحرك في مسار التجارة والممر الدولي وتهديد المقاتلتين الأميركيتين كان غير قانوني وغير إنساني"، مشيراً أنه من المتوقع أن تُصدر منظمة الطيران العالمية بياناً ضد هذا العمل اللا إنساني للولايات المتحدة".
تبرير أميركي
من جانبها بررت الولايات المتحدة اعتراض الطائرة الإيرانية حيث قال الناطق الرسمي باسم القيادة الوسطى الأميركية عبر بيان صحفي، إن "طائرة حربية أميركية من طراز إف 15 كانت تؤدي مهمة جوية روتينية لها بالقرب من قاعدة التنف التابعة لها في سوريا".
وأضاف البيان،أن "اعتراض الطائرة الإيرانية جرى بما يتوافق مع المعايير الدولية، لأن مقاتلتنا أجرت تفتيشاً مرئياً اعتيادياً على طائرة الركاب التابعة لخطوط ماهان وعلى مسافة آمنة تصل إلى 1000 متر، وعند التعرف عليها غادرت وفتحت المجال الجوي أمامها".
وذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية رفض الكشف عن اسمه، أن "طائرة أميركية أخرى كانت قريبة من الطائرة الإيرانية، ومن المحتمل أن اقتراب الطائرة الأميركية للمناورة حول الطائرة التجارية التي كانت سرعتها أبطأ دفعه لإطلاق إنذار عبر الراديو لاحتمال وقوع تصادم على الرغم من وجود مسافة آمنة للطيار تمكنه من تنفيذ مناورته".
التوضيحات التي قدمتها الولايات المتحدة حول حادثة الاعتراض، كانت غير مقبولة لطهران حيث وصفتها مساعدة الرئيس الإيراني التي اعتبرتها غير مقنعة، وأكدت أن "التعرض لطائرة ركاب يعتبر انتهاكا صريحا لأمن الطيران المدني واتفاقيتي شيكاغو ومونتريال".
شكوى
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أعلن أنه تم إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بالحادثة، وأن القضية قيد التحقيق الآن، وذلك بعد تصريح وزارة الخارجة الإيرانية أمس عن نيتها اتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية بعد دراسة تفاصيل حادثة الطائرة واكتمال المعلومات لديها.
وأبلغت وزارة الخارجية الإيرانية السفارة السويسرية في طهران والتي ترعى المصالح الأميركية تحميل واشنطن مسؤولية أي حادث تتعرض له الطائرة أثناء عودتها إلى إيران.
وذكرت تقارير إعلامية إيرانية أن عملية الاعتراض أجبرت الطيار على تغيير ارتفاع الطائرة بشكل حاد، وأظهرت البيانات التي سُجلت للطائرة عبر موقع "فلايت رادار24" صعود الطائرة لعلو 34.600 ألف قدم في غضون أقل من دقيقتين قبل وقوع الحادثة، ثم هبطت حتى 34 ألف قدم خلال دقيقة بعد الحادثة.
وهبطت الطائرة في مطار بيروت كما كان مقرراً لها، وكان على متنها 150 مسافراً، ونقل أحد الركاب المسنين إلى المشفى برفقة عناصر ميليشيا حزب الله فيما تعرض البعض لجروح طفيفة وفق ماذكرت مؤسسة الطيران المدني اللبنانية.
وذكرت وكالة فارس فجر اليوم الجمعة، أن الطائرة التي تعرضت للاعتراض من قبل المقاتلات الأميركية عادت إلى طهران.
وتنفذ المقاتلات الأميركية دوريات بشكل يومي بالقرب من قاعدة التنف التي تتخذها مقراً لها في سوريا وتضم مابين الـ 150 و 200 جندي أميركي، توكل إليهم مهمة تدريب "مغاوير الثورة" على محاربة تنظيم "الدولة"
ويحتفظ الجيش الأميركي بمسافة 30 ميلا في الأجواء مع منطقة عزل برية حول قاعدة التنف الواقعة على الطريق السريع الذي يربط دمشق ببغداد وطهران.