بدأت المفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم في هولندا بعد فوز اليميني المتطرف غيرت فيلدرز المفاجئ في الانتخابات التشريعية، في الطريق المسدود الإثنين مع استقالة المسؤول الذي كلّف بإجراءها.
واتهمت وسائل الإعلام الهولندية خوم فان شترين الذي عينه زعيم اليمين المتطرف، بارتكاب أعمال احتيال في شركته السابقة.
وأعلن السيناتور عن "حزب الحرية" بزعامة فيلدز أن هذه الظروف والوقت الذي يحتاج إليه للرد على الاتهامات الموجهة إليه "غير متناسبة" مع المهمة الموكلة إليه.
وتابع "أبلغت بالتالي غيرت فيلدرز ورئيس البرلمان بأنني أستقيل من منصبي بمفعول فوري". وفق وكالة فرانس برس.
وكان من المفترض أن يباشر فان شترين مهمته رسميا الإثنين بلقاء مع غيرت فيلدرز الذي تصدر حزبه انتخابات 22 من تشرين الثاني/نوفمبر، غير أن اجتماعاته ألغيت.
ويواجه فيلدرز مهمة صعبة لإقناع الأحزاب الأخرى بالتعامل معه نظرا إلى مواقفه المتطرفة حيال الإسلام والهجرة والاتحاد الأوروبي.
وكان فرانس تيمرمانز، زعيم تحالف حزب العمل من يسار الوسط واليسار الأخضر، الذي فاز بـ 25 مقعداً، قد قال إن على فيلدرز ألا يعتمد على تشكيل ائتلاف معه.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن تيمرمانز قوله: "لن نشكل أبداً ائتلافاً مع الأحزاب التي تتظاهر بأن طالبي اللجوء هم مصدر كل البؤس".
وإن كان حزبه خفض من حدة نبرته قليلا خلال الحملة الانتخابية، إلا أنه يدعو إلى حظر المساجد والمصحف والحجاب، وإلى تنظيم استفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.
أوقات صعبة تنتظر اللاجئين
من جانبه قال كنعان أصلان، رئيس العلاقات الخارجية لمنطقة جنوب هولندا في منظمات الرؤية الوطنية للجالية الإسلامية: "نحن قلقون بشكل خاص بشأن تصريحات فيلدرز التي تحتوي على تمييز ضد الأجانب والمسلمين".
وأضاف أصلان لوكالة الأناضول: "إذا نظرنا إلى خطاباته في الفترة الماضية، فإن الممارسات المعادية للإسلام التي ستصل إلى حد إغلاق مساجدنا وحظر القرآن الكريم تنتظرنا، ولهذا السبب نحن قلقون جداً".
وفي إشارة إلى وعود فيلدرز بشأن وقف قبول اللاجئين والمهاجرين من الدول الإسلامية، قال: "أوقات صعبة تنتظر اللاجئين الذين يتجهون إلى الغرب نتيجة الحروب التي افتعلها الغرب في أجزاء مختلفة من العالم".
وأوضح أن "الدستور الهولندي يحمي الطوائف الدينية، وما سيفعله الائتلاف اليميني قد يصل إلى حد تغيير الدستور، ورغم صعوبة الأمر إلا أنهم سيحاولون ذلك".
بدوره، قال مراد غديك، رئيس الاتحاد التركي الهولندي، إن عدد الأصوات التي حصل عليها فيلدرز شجعت مؤسسات اليمين المتطرف وأحزاب يمين الوسط.
وأضاف للأناضول: "وعود فيلدرز حول الحد من الهجرة ومواقفه المناهضة للإسلام ورغبته في حظر الجنسية المزدوجة، لقيت استجابة من الناخبين في هولندا".
وأكد غديك أن "برنامج حزب فيلدرز تضمن وعودا مثل إغلاق المساجد وحظر القرآن الكريم، ربما لا يستطيع أن يفعل هذه الأمور لأنها مخالفة للدستور، لكن نتائج الانتخابات ستشكل ضغوطا نفسية على الأجانب بما في ذلك الأتراك".