مثل اللاجئ السوري في هولندا أيهم السيد، المعروف بـ"أبي خالد الأمني" قبل أيام أمام محكمة روتردام، في حين حكم القضاء الهولندي على لاجئ سوري بتهمة الانضمام لحركة "أحرار الشام" الإسلامية.
وذكرت وسائل إعلام هولندية أن القيادي في "داعش" الذي اعتقل في مدينة آركيل في كانون الثاني، طلب السماح له بالعودة إلى عائلته، لكن القاضي أعاده إلى "جناح الإرهابيين" في سجن فوخت.
وتقول النيابة العامة الهولندية إن "الأمني" لعب دوراً مهماً في سوريا داخل جبهة النصرة وتنظيم الدولة "داعش".
ويُشتبه في أنه من خلال منصبه في "داعش" ساهم أيضاً في جرائم الحرب التي ارتكبها التنظيم في سوريا.
وقدم القيادي طلب لجوء في هولندا عام 2019 واستقر في مدينة آركيل بعد عام، وبعد تلقي معلومات عن ماضيه، بدأ فريق الجرائم الدولية (TIM) التابع للإدارة الوطنية للتحقيقات الجنائية ودائرة الادعاء العام التحقيق.
ويتهم "الأمني" في أنه بين عامي 2015 و2018، شغل منصباً قيادياً في جهاز الأمن التابع لتنظيم "الدولة".
وقبل ذلك، كان يشغل المنصب نفسه لمدة عامين في "جبهة النصرة"، ويقال إنه شغل المنصبين في جنوب العاصمة دمشق لا سيما مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأفادت صحيفة "دي فولكس كرانت" عقب المحكمة في 25 من نيسان أن "البلاغ الذهبي" حول القيادي بتنظيم "داعش" في آركيل جاء من المركز السوري للإعلام، ونفى المشتبه به نفسه كل تلك الادعاءات.
وذكرت صحيفة "دي فولكس كرانت" أيضاً أنه وفقاً للمحكمة، سيفحص محامي أيهم تقرير "المركز السوري للإعلام"، وتريد النيابة العامة إبقاء إفادات الشهود "سرية" لأن الشهود السوريين يخشون من الانتقام، وستعقد الجلسة المقبلة في محاكمة "أمني داعش" الشهر الجاري.
السجن عامين لعضو سابق في أحرار الشام
في سياق ذي صلة، حكم القضاء الهولندي على لاجئ سوري بتهمة الانضمام إلى حركة "أحرار الشام" الإسلامية التي وصفتها المحكمة بـ"الإرهابية".
وذكرت وسائل إعلام هولندية أن محكمة روتردام حكمت على اللاجئ السوري (محمد ب) البالغ من العمر 47 عاماً بالسجن عامين بتهمة الانضمام إلى حركة "أحرار الشام"، إضافة إلى سنة مع "وقف التنفيذ".
ووفقاً للمحكمة في روتردام، ثبت أن محمد كان لديه "مهمة لوجستية" في "المنظمة" التي وصفتها بـ"الإرهابية".
كما شارك محمد بحسب المحكمة في جلب الأسلحة والمواد الغذائية وإمدادات الإغاثة للمنظمة.
وذكرت صحيفة "تراو" الهولندية أن المحكمة لم تجد إثباتات أن اللاجئ السوري كان يشغل منصباً قيادياً.
وأخذت المحكمة في الاعتبار أن محمد أصبح معاقاً في الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011 وأنه أمضى خمس سنوات في سجن صيدنايا.
وجاء المشتبه به إلى هولندا في عام 2017 وحصل على تصريح إقامة مؤقتة، وبعد معلومات وصلت للشرطة عن ماضيه بدأ تحقيق أدى في النهاية إلى القبض عليه واحتجازه.
وكانت النيابة العامة الهولندية قد طالبت قبل أسابيع في محكمة روتردام بالسجن 12 عاماً على اللاجئ السوري بتهمة "الإرهاب"، وذكرت في بيان لها أن هناك أدلة مقنعة على أن الرجل في سوريا لعب دوراً مهماً داخل حركة "أحرار الشام".
وبحسب النيابة العامة، بين كانون الثاني 2012 وحزيران 2015، كان المشتبه به من بين أمور أخرى المدير المالي لأحرار الشام في محافظة الرقة.
وقالت النيابة العامة إن هناك أدلة كثيرة على أن المشتبه به كان بالفعل مع هذه المنظمة، مستشهدة بمحادثات "شات" وصور ومستندات وأقوال الشهود التي تم العثور عليها.
ووفق النيابة الهولندية فإنه عندما تم القبض على المشتبه به، تم الاستيلاء على الهواتف والأقراص الصلبة، إضافة إلى أدلة أخرى.
ويظهر المتهم في عدة صور حاملاً أسلحة ثقيلة، وبحسب النيابة العامة، يمكن تصنيف بعض الصور على أنها "جهادية عنيفة"، على سبيل المثال، يقف حاملاً سلاحاً نارياً آلياً ويقوم بإيماءة التوحيد بيده اليسرى، في حين يرقد أمامه مسدسات ومصحف، وتظهر في صورة أخرى من عام 2012 ابنة المشتبه به الرضيعة، وفي يدها قنبلة يدوية ومسدس على ساقيها، ويوجد أيضاً حقيبة ذخيرة، وبحسب المشتبه به، فهذه أسلحة مزيفة يلعب بها الأطفال في سوريا.
ونفى اللاجئ السوري المشتبه به كل الاتهامات ويقول إنه عمل مع منظمة إنسانية عند ذلك المعبر الحدودي ولم يكن جزءاً من الحركة.
وخلال الأعوام الماضية اعتقلت هولندا سوريين آخرين بتهمة الانتماء لـ"أحرار الشام" وفي عام 2021 برأت محكمة روتردام اللاجئ السوري (عبد الرزاق ب) الذي كان مقاتلاً سابقاً في الحركة، معتبرة أنه ليس إرهابياً لأنه كان يدافع عن منزله، ولكن بحسب المحكمة إذا انضم شخص هولندي إلى الجماعة نفسها فإنه سيكون إرهابياً.
وتعتبر وزارة العدل "حركة أحرار الشام" منظمة "إرهابية"، لكن وزارة الخارجية الهولندية تصنف الجماعة بأنها "معتدلة".
وسابقاً، قدمت وزارة الخارجية الهولندية نفسها مليوني يورو دعماً لمشروع سلام في سوريا، والوجه البارز لتلك الحملة كان هو المتحدث باسم "حركة أحرار الشام" في عام 2017، كما قدمت أيضاً هولندا للجبهة الشامية مساعدات "غير فتاكة"، وفق الصحيفة.