تحدثت وزيرة الاقتصاد السابقة في حكومة النظام السوري لمياء عاصي عن واقع الحوالات المالية المرسلة إلى سوريا وخاصة بعد قرار رفع سعر صرف الدولار الرسمي إلى 3 آلاف ليرة سورية.
وقالت عاصي في تصريحات لصحيفة الوطن المقربة من النظام إن التأمّلات بتحسن نسب الحوالات الخارجية عبر الأقنية الرسمية بعد رفع سعر صرف الدولار الرسمي يجب أن تكون ضعيفة، لأن سعر الصرف الحر ما زال أعلى بكثير من السعر الرسمي.
مشكلة قائمة
وذكرت أن مشكلة التحويل عبر السوق السوداء ستبقى قائمة لأن المواطنين الذين ترد إليهم حوالات خارجية والمستثمرين الذي يريدون إرسال حوالات من الخارج لن يقبلوا بدفع هذا الفارق بين السعرين مهما كانت العقوبات والإجراءات الأمنية والقانونية قوية.
وأكدت أن المطلوب لجذب حوالات خارجية عبر الأقنية الرسمية هو جعل سعر الصرف الرسمي مقارباً بشكل كبير للسوق الموازية، وخاصة أن حجم الحوالات التي تصل إلى مصرف سوريا المركزي في ظل انخفاض السعر قليل جداً، وأن الحوالات في كل دول العالم التي لديها عمالة خارجية مثل سوريا ومصر وتحوّل إلى ذويها في الداخل أموالاً أو تشتري أصولاً، تعتبر من المصادر الدولارية التي قد تكون الأهم فمثلاً في مصر تعتبر هذه المصادر أهم من القطع الوارد عن طريق التصدير.
وأضافت: "حتى اليوم لم أستطع إدراك الحكمة والفائدة وراء عدم اتخاذ مثل هذا القرار رغم أهميته، إذ أن انخفاض سعر الحوالات عبر الأقنية الرسمية أدى إلى فقدان مصدر مهم من المصادر الدولارية وعدم جذب للاستثمارات لأن أي مستثمر عندما يرغب بتحويل أمواله لوضعها في أي مشروع سيخسر أكثر من 30 في المئة".
واعتبرت عاصي أن التحويل عبر سماسرة ووسطاء في السوق السوداء له وجهان أولهما تراجع مصادر العملات الأجنبية، إضافة إلى تنشيط السوق السوداء وخاصة أنه تم السماح قبل عدة أشهر لمكاتب الصرافة بالتصريف بمبلغ قريب من السوق السوداء أي أن معظم الحوالات الخارجية ستكون لمصلحة هذه المكاتب.
"المصرف المركزي السوري" يرفع سعر صرف الدولار💰 مقابل الليرة السورية😧#لم_الشمل #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/cqZbMhoxAY
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 21, 2022
رفع سعر صرف الدولار في سوريا
ويوم الإثنين، أعلن "مصرف سوريا المركزي"، رفع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية، إلى 3015 ليرة مقابل كل دولار بعد أن كان سابقاً يساوي 2814 ليرة لكل دولار.
بدوره، عزا الخبير المصرفي عامر شهدا أسباب رفع "مصرف سوريا المركزي" سعر الدولار الأميركي إلى تراجع عوائد البنك من عوائد دولار التصدير والحوالات.
وقال شهدا لموقع "هاشتاغ سوريا" المقرب من النظام السوري، إن البنك لم يعد يستطيع تلبية متطلبات تمويل الاستيراد في سوريا، وخاصة للمواد الأولية.
وسبق للمركزي أن أعلن أنه يستخدم عوائد التصدير لتمويل استيراد القمح والمواد الأساسية، وعوائد الحوالات لتمويل المستوردات للصناعيين والقطاع الخاص.
شهدا اعتبر أن الغزو الروسي لأوكرانيا نتج عنه ارتفاع أسعار وتضخم تسببا بتراجع الحوالات للمهاجرين والمغتربين السوريين.