نفى مصدر خاص من بنك الزراعات التركي لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الثلاثاء، ما جرى تداوله في وسائل الإعلام التركية، عن تقديم البنك قروضاً مالية للشركات الصغيرة والمتوسطة بشرط توظيف سوري واحد على الأقل.
وقال المصدر - فضّل عدم الكشف عن اسمه - إنّ البنك لم يصدر أي إعلان أو بيان بهذا الشأن، وأن هذه الأخبار المتداولة عن قرض من هذا النوع في الوقت الحالي غير صحيحة.
وكانت صحيفة "سوزجو" التركية قد أفادت في تقرير اليوم، بأنّ بنك زراعات يعتزم تقديم قروض مالية بقيمة 1.5 مليون ليرة تركية للشركات الصغيرة والمتوسطة، بشرط توظيف سوري واحد على الأقل أو لاجئ تحت الحماية ومواطن تركي واحد.
وذكرت الصحيفة أن القرض مخصّص لأصحاب الشركات التي تعمل في مجالات التصنيع وبرمجة الكمبيوتر والبحث العلمي والتطوير والاستشارات، التي تشكو من أن الحصول على التمويل أصبح صعباً للغاية.
وتقديم القرض سيشمل 20 ولاية تركية تضم: أضنة، أديمان، أنقرة، باتمان، بورصة، ديار بكر، غازي عنتاب، هاتاي، إسطنبول، إزمير، كهرمان مرعش، قيصري، كلس، قونيا، كوجالي، ملاطيا، ماردين، مرسين، عثمانية، وشانلي أورفا.
وبحسب الصحيفة، فإنّ "الهدف من المشروع هو توفير فرص عمل جديدة للمواطنين الأتراك والسوريين تحت الحماية المؤقتة والأشخاص الذين هم تحت الحماية الدولية".
ادعاء يفيد باشتراط بنك "زراعات" التركي توظيف لاجئين سوريين مقابل منحهم قروضا ضخمة.. ما حقيقة هذا الادعاء؟#نيو_ميديا_سوريا #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/xxcpcYKSzU
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 26, 2023
جدل واسع
يأتي هذا النفي في ظل انتشار الخبر عن القرض بشكل كبير، وتناقله من قبل رواد مواقع التواصل عن صحيفة "سوزجو" ليثير جدلاً واسعاً في الوسط التركي، واعتبره البعض بأنه "تمييزي" ضد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا توظّف لاجئين سوريين.
وعبر حسابه على موقع "إكس"، قال رئيس حزب "الجيد" عن ولاية كوجالي نصرت أكور: "يكفي! فكر مرة واحدة في أبناء هذا البلد، بينما أبناء هذا البلد عاطلون عن العمل وينظرون إلى المستقبل بقلق، فمن غير المقبول على الإطلاق أن يقدم بنك زراعات قروضا بشرط تشغيل السوريين".
وأضاف البروفيسور الصحفي تورهان بوزكورت: "صحيفة سوزجو - بنك زراعات يضع شرط توظيف سوري أو لاجئ واحد على الأقل من أجل تقديم القروض للشركات الصغيرة والمتوسطة".
تعليق من اللجنة السوريّة التركية المشتركة
في تعليق على الموضوع، قالت مديرة الاتصال في اللجنة السورية التركية المشتركة إناس النجار لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "نشر الخبر بهذا الأسلوب مزعج وغير صحيح، ويسبّب حساسية بين الشعبين التركي والسوري، وهو اصطياد في الماء العكر، هدفه زيادة تجييش الشارع تجاه الوجود السوري".
وأضافت أنّ "نشر هكذا الخبر يندرج تحت أنواع التحريض والفتنة، حتى لو ذكروا في الخبر عامل سوري إلى جانب عامل تركي، طالما أنّهم ذكروا الخبر دون الإشارة إلى جهة تمويلية أممية وراء هذا المشروع إن وجد، خاصةً أنّ الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تتبنّى هكذا مشاريع عادةً، تحت بند الاندماج الاقتصادي بين السوريين والأتراك".
نشر المعلومات المضللة
وجاء نشر خبر القرض بأسلوب يزيد من غضب الشارع التركي، عقب حملة اعتقالات طالت إعلاميين وصحفيين أتراكا، يوم الأربعاء الفائت، أدّت إلى اعتقال 27 مشتبها به في 13 ولاية تركية، بتهمة "استفزاز الجمهور ودفعه إلى العداء والكراهية" و"نشر المعلومات المضللة" على وسائل التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن معظم الصحفيين يعملون في عدة مواقع إخبارية تنشط في نشر الأخبار التحريضية، التي تعزّز من خطاب الكراهية ضد العرب بشكل عام واللاجئين السوريين في تركيا بشكل خاص.