تشهد محافظتا السويداء ودرعا وربما بعض محافظات الساحل السوري احتجاجات غير مسبوقة على الوضع المعيشي في سوريا، حيث تقلب الأسعار الناتج عن ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار حتى وصلت الليرة إلى حدود 15 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، وهو ما يعني ارتفاع الأسعار بشكل جنوني فضلا عن انعدام المواد والاحتياجات الأساسية في الأسواق.
وهو ما حول موظفي الدولة وعددهم يفوق 3 ملايين موظف في القطاع العام، إلى شبه متسولين حيث يعادل راتبهم الشهري ما يقابل 7 إلى عشرة دولارات أميركية شهريا، لقد وصل الوضع الاقتصادي إلى طريق مسدود كليا والأسد يعرف ذاك كما كل أجهزته الأمنية التي لن تستطيع تحسين الوضع بأي شكل، فالدولة السورية في حالة انهيار تام وكامل وليس هناك أي أفق أن الأمور ستتحسن في المستقبل المنظور فالمؤكد أن الوضع سيصبح أكثر سوءا وكارثية.
هذا الوضع دفع بالمئات من الشبان في السويداء إلى قيادة حركة احتجاجية مطلبية تطالب بتغيير الوضع ووضع أفق لتغيير الوضع المعاشي وهو المستحيل بعينه، السؤل الآن هل ستتطور هذه الاحتجاجات إلى ثورة شعبية ثانية في المحافظات السورية كدمشق وحلب، من المستبعد ذلك تماما فالكل يدرك مدى سطوة نظام الأسد في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، حيث قادت إلى مقتل الآلاف تحت التعذيب وتجويع وحصار الملايين، بالنسبة للأسد لا يوجد شيء اسمه الشعب السوري يستحق الحياة الكريمة، إنهم مجرد عبيد ملزمين بالعمل لصالح الأسد ودفع الضرائب له مقابل لا خدمات تقدمها الدولة، دكتاتورية قروسطوية عفا عليها الزمن لكن للأسف بلي الشعب السوري ولم يتدخل المجتمع السوري لمساعدة هذا الشعب للتخلص من هذا الطاغية الذي أثخن بالشعب جوعا وتفقيرا وتقتيلا.
بالنسبة للأسد لا يوجد شيء اسمه الشعب السوري يستحق الحياة الكريمة، إنهم مجرد عبيد ملزمين بالعمل لصالح الأسد ودفع الضرائب له مقابل لا خدمات تقدمها الدولة، دكتاتورية قروسطوية عفا عليها الزمن.
فالسوريون في المحافظات التي ما زال يسيطر عليها الأسد يدركون تماما ثمن الاحتجاج ضد الأسد فما زال مئات الألوف من أبنائهم في المعتقلات يخضعون لتعذيب سادي ونازي بشكل يومي، فكيف يمكن للأسد أن يستمع إلى الأصوات المطالبة بتحسين الوضع المعيشي مع حالة انعدام قدرات كاملة للدولة السورية.
ربما لن تهدأ الاحتجاجات في المستقبل القريب وربما تتصاعد لكنها لن تقود إلى ثورة شعبية كما ثورة عام 2011، فالسوريون اليوم مثقلون بالألم والجوع والضياع، إننا نعيش اليوم أسوأ أيام سوريا على الإطلاق في تاريخها وهو ثمن طبيعي لسياسات الأسد في محاربة الثورة على مدى عقد من الزمان.
الثورة تحتاج إلى طبقة وسطى تحمل قيادتها وما قام به الأسد هو قتل كل القيادات البازغة وإفقار سوريا من كل قياداتها وجيلها القادم الذي يمكن له أن يقود سوريا إلى مستقبل مختلف يحمل ازدهارا وأمانا للشعب السوري، لكن الذي حصل هو العكس بقي الأسد في الحكم ونجح في حرق بلد مقابل بقائه في الحكم، والنتيجة كانت حتمية وطبيعية "احترق البلد وبقي الأسد" ولذلك على هؤلاء الشبيحة اليوم الذين يشكون من غلاء المعيشة أن يفكروا بما فعلوه بالثورة السورية، وما فعلوه بأفضل القيادات السورية وقتلها وتشريدها بحيث أصبحت سوريا كما يريدها الأسد تماما أرضا قاحلة جرداء.
رغم تصاعد الاحتجاجات في سوريا، لكنها لن تقود إلى ثورة شعبية كما ثورة عام 2011، فالسوريون اليوم مثقلون بالألم والجوع والضياع.
بكل تأكيد يعتصر الألم قلب كل سوري إلى ما انتهى إليه وطنهم، وما انتهى إليه الشعب السوري من مذلة وإهانة، بين اللجوء والمخيمات، لكن الأسد وحده يتحمل المسؤولية كاملة، ولذلك يجب أن تكون البوصلة واضحة للجميع بما فيهم شبيحة الأسد الذين دافعوا عنه عند قتل الشعب السوري، واليوم يريدون من هذا الشعب الجريح أن يحيي اقتصادا خنقه الأسد حتى الموت.