icon
التغطية الحية

هل بوسع جورج كلوني أن يتفوق على بايدن ليصبح رئيس أميركا المقبل؟

2024.07.13 | 16:24 دمشق

من اليسار إلى اليمين: جورج كلوني برفقة جو بايدن وجوليا روبرتس وباراك أوباما خلال شهر حزيران الماضي
من اليسار إلى اليمين: جورج كلوني برفقة جو بايدن وجوليا روبرتس وباراك أوباما خلال شهر حزيران الماضي
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يبدو العنوان مأخوذاً من نص لفيلم هوليودي، وذلك لأن الممثل الذي اشتهر في أحد المسلسلات التلفزيونية بشخصية طبيب لديه خنزير سمين، أصبح اليوم صانعاً للملوك في أرض لا ملوك فيها.

إذ بمجرد أن حددت أميركا عطلتها الصيفية، واستسلمت على ما يبدو للاختيار ما بين جو بايدن ودونالد ترامب في شهر تشرين الثاني المقبل، فجر كلوني قنبلته على صفحات جريدة نيويورك تايمز، وذلك عندما وصف نفسه بأنه كان ديمقراطياً على الدوام وبأنه يعشق بايدن، كما كتب بأنه على الرغم من أن بايدن لم تعد صحته تسمح له بالترشح للرئاسة مرة أخرى، وعلى الرغم من حاجته الماسة للتنحي إن كانت أمام حزبه أي فرصة لهزيمة ترامب، إلا أنه: "يؤسفني قول ذلك، لكن جو بايدن الذي رافقته قبل ثلاثة أسابيع في حفل لجمع التبرعات لم يكن هو نفسه جو بايدن الذي كان يعتبر "صفقة رابحة كبيرة" في عام 2010، وهو ليس بالجو بايدن الذي كان عليه في عام 2020، لكنه كان الرجل نفسه الذي شاهدناه جميعاً في المناظرة، وهذا يعني بأننا لن نفوز في تشرين الثاني بوجود هذا الرئيس، أي أن المشهد قد تغير برمته، ولهذا ما علينا سوى أن ندفن رؤوسنا في الرمل وأن نبتهل إلى الله حتى يحدث معجزة في تشرين الثاني، وإلا فما علينا سوى أن نقول الحقيقة".

ويتابع كلوني بالقول إن الرؤساء الديمقراطيين: "يجب أن يكفوا عن قولهم لنا بأن 51 مليون شخص لم يروا ما رأيناه لتونا، لأننا جميعاً خائفون من احتمال عودة ترامب لولاية ثانية لدرجة جعلتنا نتغاضى عن كل مؤشر خطر، وهذا ليس رأيي وحدي، بل إنه رأي كل عضو في مجلس الشيوخ وفي الكونغرس وكل حاكم ولاية تحدثت إليه على انفراد".

خلال السنوات التي أصبح فيها كلوني نجم مسلسل  ER أحد اللاعبين المهمين في السياسة الأميركية، أصبح هذا الرجل يتمتع بمصداقية ويحظى بنسب قبول لا يحلم بها السياسيون أنفسهم، ولو خامرك الظن بأن السبب في ذلك يعود لأنه نجم سينمائي متزوج من امرأة جذابة، فقد فاتك جزء كبير من الحقيقة.

تغيرات محتملة بالجملة

انصبت رغبة كلوني طوال سنوات على أن يؤخذ على محمل الجد، والآن تحقق له ذلك، إلا أن هذا المنعطف لم يأت بعد تمثيله لأفلام جادة تدور أحداثها حول قضايا خطيرة، على الرغم من أنه مثل تلك النوعية من الأفلام، بل إن ذلك أتى  بعد زواجه من محامية جذابة وجميلة وناشطة في مجال حقوق الإنسان تحمل الجنسية البريطانية واسمها أمل.

ومنذ زفافهما قبل عشر سنوات، سعت أمل لمحاسبة تنظيم الدولة وقدمت استشارات للمحكمة الجنائية الدولية، وطالتها لمسة من سحر هوليوود، كما طالت زوجها لمسة من النفوذ الفكري الذي أضفته زوجته على حياته، فأصبح الزوجان يمثلان السلطة المطلقة، ولهذا يمكن أن يغير تدخل كلوني اليوم وجه الانتخابات الأميركية، ومصير الديمقراطية في أميركا، وبالتالي مصير الديمقراطية في بقية دول العالم، وهذا لن يكون وقعه سيئاً على الممثل الذي أدى دور طبيب جذاب في مسلسل ER.

لم يعد كلوني يمثل في ذلك المسلسل منذ عام 1999، وذلك بانتظار تحوله إلى فيلم مهم يعرض على الشاشة الفضية. وفي عام 2005، مثل كلوني في أفلام مهمة تدور أحداثها حول السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، وحول فساد شركات النفط، ونظرية الخيانة والمؤامرة على الطريقة الماكارثية الأميركية في فيلمين هما (ليلة سعيدة)، و(حظاً طيباً). إلا أن معجبيه اعتادوا على رؤيته وهو يستشيط غضباً في مسلسل ER أكثر من رؤيته وهو يلعب دور عميل بدين وغير جذاب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في فيلم سيريانا.

وبما أن الاهتمام بشكله ومظهره قد تراجع، ولعله أراد لنفسه ذلك فعلاً، لذا فقد بدأ يقدم نفسه كناشط سياسي ليبرالي، حيث انضم إلى بونو في الضغط على البنك الدولي ليرسل مساعدات إلى أفريقيا، ولكن في الوقت الذي أخذ فيه بعض الممثلين يبدون مواقف متغطرسة من دون أن يعيرهم العالم أي اهتمام، قدم كلوني رسالته بكل ظرف وخفة دم، والتي ألحقها بحركته المعهودة ألا وهي الغمز.

ولكن عندما يتصل الأمر بأخذه بعين الجدية، فإن حب حياته تسبقه إلى ذلك على الدوام، إذ في البداية تزوج لفترة قصيرة في لاس فيغاس من زميلته الممثلة تاليا بلسم، وتعاقبت عليه العشيقات الجذابات، وكانت من بينهن مقدمة البرامج التلفزيونية البريطانية ليزا سنودن والإيطالية إليزابيتا كاناليز، وعلى الشاشة الفضية تجلت الكيمياء بينه وبين الممثلة جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس، كما لجأ إلى صديقيه المشهورين براد بيت وآندي غراسيا ليشاركاه بطولة فيلم Ocean’s Eleven، ومن المعروف أنه راهن الممثلة نيكول كيدمان على أنه لن يتزوج وينجب قبل سن الأربعين وحددا مبلغاً للرهان قدره عشرة آلاف دولار، فكسب كلوني الرهان، في حين كانت كيدمان من ضحك أخيراً، إذ كان في الثانية والخمسين وأصبح يلقب بأشهر عازب في العالم في صيف عام 2013 عندما أتى صديقه بمحامية متخصصة بحقوق الإنسان اسمها أمل علم الدين إلى سهرة عشاء في بيته.

يحدثنا كلوني عما جرى ليلتها فيقول: "سألني صديق مشترك لكلينا: هل بوسعي أن آتي بصديقة لي؟ فقلت له: بكل تأكيد"، فالتقى وكيل أعماله بها قبل ذلك، وأخبر كلوني بأنه يمكنه الزواج من تلك المحامية الحسناء الجذابة المتخصصة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. إذ من مكتبها في لندن، كانت أمل تقدم استشارات للحكومات، كما كانت تترافع بانتظام أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لذا من غير المرجح لها أن تتعب رأسها في حب نجم هوليوودي.

يخبرنا كلوني عما جرى فيما بعد فيقول: "بقينا نتحدث طوال الليل، وحصلت على عنوان بريدها الإلكتروني، ثم بدأنا نكتب لبعضنا، ولم أعرف إن كانت ترغب بالخروج معي أم لا، لأني أعتقدت بأننا مجرد أصدقاء".

في تشرين الأول من ذلك العام، شوهد كلوني وعلم الدين وهما يتناولان العشاء في لندن ليعترف هو لاحقاً بأن ذلك كان أول موعد غرامي بينهما، وقد تمت الأمور على عجل كما وصفها، إذ تصاعدت الأمور على حد تعبيره، وتخبرنا زميلة لأمل بأنها كانت تعرف دوماً إن كانت أمل تقرأ رسالة نصية أو إلكترونية من كلوني لأن ما يكتبه لها كان يرسم ابتسامة مميزة على وجهها.

عرض كلوني الزواج على أمل عندما قدم لها خاتماً مرصعاً بماسة وزنها سبع قيراطات وذلك في بيته بلوس آنجلوس، ليخبرنا بعد ذلك بأن العرض صدمها، فاحتاجت لعشرين دقيقة حتى ترد بالموافقة. وقد تزوج الثنائي قبل عشر سنين من اليوم، وذلك في شهر أيلول من عام 2014 في مدينة البندقية، وقد رافق حفل زفافهما مراسم فخمة ظهرت فيها فساتين رائعة وأصدقاء مشهورون، وعن ذلك تعترف أمل بالقول بأن زواجها: "غير كل شيء فيما يتصل بنظرتي لمستقبلي، أي مستقبلي على الصعيد الشخصي".

أحداث في حياة الزوجين تتصدر الصحف

أطلق كلوني وأمل علامة تجارية جديدة لمشروب التاكيلا واسمها كازاميغو، فتصدرت صورهما صفحات الجرائد والمجلات، لكنهما في الوقت ذاته خاضا نقاشات حول سياسة اللجوء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقد تصدر هذا الحدث صفحات الجرائد والمجلات أيضاً. وفي أيار من عام 2016، سرق كل منهما الأضواء على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر على ذلك، ظهرا في قمة اللاجئين التي حضرها القادة والزعماء في مقر الأمم المتحدة. وفي إجازات الصيف، ظهر كلوني في الصور برفقة زوجته الفاتنة وهي ترتدي حذاء ذا كعب عال وفساتين باهظة الثمن، وهما يتوجهان لتناول العشاء بالقرب من بيتهما. وفي إحدى الفترات، أسس الثنائي مؤسسة كلوني للعدالة لتقدم الدعم القانوني مجاناً لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، إذ تسعى تلك المؤسسة لخلق عالم يحمي حقوق الإنسان ولا أحد فيه فوق القانون.

ولقد ألقت ميشيل أوباما خطبة في حفل توزيع جوائز آلبي الذي افتتحت المؤسسة من خلاله، والذي سميت جوائزه باسم أحد القضاة المناهضين للفصل العنصري، وفي ذلك الخطاب تحدثت السيدة الأولى السابقة عن دور ذلك القاضي في تغيير بلدها، جنوب أفريقيا، كما تحدثت عن قدرتهم على فعل الشيء نفسه في بلدهم، أي الولايات المتحدة، إذ قالت: "نحن لا نكرم فقط إرث التقدم الذي خلفه رجل واحد، بل إمكانية التقدم التي بوسعنا أن نكتبها، تلك الإمكانية الكامنة لدى كل منا"، لتتصدر مقولتها صفحات الصحف والجرائد هي أيضاً، كما حدث تماماً عندما اتصل كلوني بالبيت الأبيض لتوبيخ الرئيس لا لدفنه حياً.

لعبت أمل دوراً محورياً في القرار الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية والذي يقضي بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي وقادة حماس لارتكابهم جرائم حرب. وعندما دان بايدن هذا العمل، اتصل به كلوني ليعبر عن استيائه، وقد تصدر ذلك الصفحات الأولى للصحف والمجلات.

وفي مقالته، كتب كلوني بأن الديمقراطيين لديهم موقف مثير للاهتمام، وحدد بالاسم الديمقراطيين الأشداء الذين يود أن يراهم وهم يدافعون عن هذا الموقف، كما تحدث عن الحاجة للتركيز على ما بوسعه أن يجعل هذا البلد يحلق عالياً، ثم اختتم مقالته بالآتي: "بوسعنا أن نمضي إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سيعقد خلال الشهر المقبل، وهناك سنفكر بالأمر".

هذا ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي خلال الشهر المقبل في شيكاغو، حيث صور مسلسل ER، إذ في أميركا، لا يكتفي الممثلون الهوليووديون بنسف الرئاسة عموماً، بل يدافعون عنها أيضاً، فهل بوسع كلوني أن يتحول إلى المنقذ المخلص للحزب الديمقراطي؟ وهل بوسع الزوجين اللذين يتمتعان بنفوذ كبير أن يصلا إلى سدة الحكم في البيت الأبيض؟ حسناً، لعل هذا الخبر سيتصدر الصفحات الأولى من الصحف والجرائد والمجلات هو أيضاً.

المصدر: The Times