يلجأ العديد من السوريين، خاصة النساء، في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى رياضة اليوغا كوسيلة للتخفيف من التوتر والقلق، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها.
وتزايد انتشار مراكز اليوغا، إذ بلغ عددها نحو 76 مركزاً في مناطق سيطرة النظام، يقدّم بعضها تدريبات مجانية بإشراف مدربين متخصصين.
مديحة صالح -مدربة يوغا- قالت لصحيفة "تشرين" المقربة من النظام السوري، إنّ هذه الرياضة الروحية تسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، وتساعد في التخلّص من القلق وتنظيم التنفس وتحسين المرونة والقوة الجسدية.
وترى "صالح" أنّ "اليوغا تتيح للسوريين فسحة من الراحة بعيداً عن صخب الضغوط اليومية، وأنها تناسب مختلف الأعمار ولا تتطلب تجهيزات خاصة".
بدورها، تتحدث مها (45 عاماً)، إحدى الممارسات، عن تأثير اليوغا الإيجابي على حالتها النفسية بعد تجربة طلاق صعبة، قائلةً: "وجدت في اليوغا متنفساً للتغلب على مشاعر الإحباط، وأشعر بالهدوء والاستقرار النفسي".
وبحسب مازن عيسى، رئيس اللجنة العليا لليوغا، فإنّ "انتشار اليوغا في سوريا يعكس رغبة متزايدة لدى السوريين في البحث عن طرق جديدة للتكيف مع ظروف الحياة"، مؤكداً أنها "أصبحت من الأساليب العلاجية للحد من آثار التوتر النفسي".
واقع كارثي وتجاهل مقصود
قال البنك الدولي إنّ أكثر من ربع السوريين يعيشون في فقر مدقع، بعد 13 عاماً من الحرب، التي أدّت إلى أزمات اقتصادية متلاحقة وجعلت ملايين السكان عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الرئيسية.
وبيّن البنك الدولي في تقريرين له عن سوريا أنّ "أكثر من عقد من النزاع أدى إلى تدهور كبير في رفاه الأسر السورية"، لافتاً إلى أن "27 في المئة من السوريين، أي نحو 5.7 ملايين نسمة، يعيشون في فقر مدقع".
ويتجاهل النظام السوري في كل مناسبة وخبر، مشكلات الواقع الكارثي الذي تعيشه سوريا، الدمار المادي والتشظي الاجتماعي، وتهجير أكثر من نصف الشعب خارج البلاد، ونزوح بعضه الآخر في مخيمات داخل الحدود السورية وخارجها.
يُضاف إلى ذلك، وجود جيوش خارجية متعددة في المناطق السورية، وانتشار قواعد عسكرية أجنبية في كل منطقة، حيث وصفها تقرير لـ"إيكونوميست" بأنّها "آخر مكان في العالم يمكن أن يتحول إلى ملاذ آمن".