icon
التغطية الحية

هرباً من الزلزال في تركيا.. سوريون يعودون إلى منازل دمرها القصف في إدلب

2023.02.24 | 15:37 دمشق

اللاجئ السوري محمد عند معبر باب الهوى أثناء عودته إلى سوريا
اللاجئ السوري محمد عند معبر باب الهوى أثناء عودته إلى سوريا
INFO MIGRANTS - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

بعد زلزالي 6 من شباط المدمرين اللذين ضربا أجزاءً من تركيا وسوريا، أصبح اللاجئون السوريون المقيمون في تركيا يفكرون بمستقبلهم فيها، إذ خسر كثير منهم كلَّ شيء بنوه على مدار السنوات العشر الماضية، والبعض مثل محمد وأسرته اختاروا العودة إلى سوريا. إذ على الرغم من استمرار القصف على مدينته إدلب، إلا أن عزاءه هناك هو صحبة الأهل.

ولهذا يقول: "سوريا بلد خطر جداً، إذ تخيفني إدلب ويرعبني القصف فيها، ولكننا إن متنا بسبب القصف هناك، فعلى الأقل سندفن في سوريا، ولعل ذلك هو الأمل الوحيد المتبقي لدينا بعد كل ما قاسيناه، فقد هربنا من الموت في إدلب، بيد أننا اليوم بعد هذين الزلزالين فررنا من الموت مرة أخرى، حيث تمكنا من مغادرة بيتنا بعد وقوع الزلزال الأول عند الساعة الرابعة فجراً تقريباً يوم 6 من شباط، وهكذا عندما وقع الزلزال الثاني، رأينا الأبنية وهي تسقط ثم انهار البناء الذي كنا نقيم فيه، والذي هربنا منه ونحن نحمل معنا فقط ما كنا نرتديه من ثياب".

العودة إلى سوريا بعد زلزال تركيا

تسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا بمقتل أكثر من 45 ألف إنسان في كلا البلدين، وبحسب ما أعلنته السلطات التركية، فإن الزلزالين دمرا أو أصابا بأضرار بالغة أو جسيمة 118 ألف مبنى.

يتابع محمد بالقول: "منذ وقوع الزلزال، نصبت السلطات مخيمات في المدن، لتؤوي الأتراك على وجه الخصوص. حاولنا الحصول على خيمة، فلم يستجب أحد لطلبنا، إذ كل ما كنا نريده هو مكان يؤوينا من المطر والثلج والبرد، وهكذا، وسط البرد بلا خيمة، قررنا العودة إلى سوريا".

منذ 15 من شباط الجاري، منح السوريون تحت الحماية المؤقتة في تركيا ممن يعيشون في الولايات العشر المتضررة من زلزالي 6 من شباط الإذن بالسفر إلى سوريا لمدة ستة أشهر.

يتابع محمد بالقول: "قصف بيتنا في إدلب في 29 من أيلول 2016، ولهذا لا يمكن أن ننسى هذا التاريخ، إذ كنت مع أهلي: أي أمي وأشقائي وشقيقاتي البالغ عددهم أربعة وقتها".

يخبرنا محمد عن حياته وقتها فيقول: "كنا نعيش في حي بعيد عن أي فصيل مقاتل أو متطرف، إلا أن صاروخاً سقط فوق بيتنا، فهربنا من بين الركام، ومنذ ذلك الحين، وأنا أعاني من إصابة في ظهري ورأسي، فقد دخلت شظية في رأسي وخلف عيني، وحتى اليوم ما تزال تلك الجروح ظاهرة، فضلاً عن 37 شظية تناثرت في ظهري. ثم إننا من أبناء الطبقة الوسطى، أي أننا إن لم نعمل فلن نأكل، وحتى نغادر سوريا، اضطررنا لاستدانة المال من أقاربنا، ثم دخلنا تركيا بطريقة غير قانونية.

ومنذ ذلك الحين لم نكف عن العمل، إذ قبل الزلزال كانت أمي تعمل في حياكة الملابس الصوفية، وأبي في حقول الزيتون والكروم، أما شقيقي الصغير فقد عمل في مخبز بعد المدرسة، فصرنا نتدبر أمورنا، ثم افتتحنا متجراً للألبسة، بيد أن الزلزالين دمراه.

واليوم، لم يعد يهمنا المال بقدر ما صار أماننا الجسدي والنفسي يهمنا، فكل ما نريده اليوم هو قسط من الراحة حتى نتمكن من وضع رؤوسنا على الوسادة لننام بعدها ونستريح".

المصدر: Info Migrants