أدى ارتفاع نسبة الهجرة التي يشهدها لبنان خلال السنوات القليلة الماضية إلى تراجع أعداد الممرضات والممرضين إلى أدنى مستوياته في البلد الذي يعاني صعوبات معيشية وأزمات اقتصادية متعددة.
وقالت ريما ساسين قازان رئيسة نقابة الممرضات والممرضين في لبنان، اليوم الأربعاء، إن مئات الآلاف من اللبنانيين غادروا البلاد، من بينهم أكثر من ثلاثة آلاف ممرض وممرضة، بحسب وكالة "رويترز".
3 آلاف ممرض وممرضة
وأردفت قازان قائلة "صحيح لبنان كان دايما يكون في هجرة للقطاع التمريضي بس هيدي الأزمات ومش أزمة واحدة خليت إنه تتسارع الأرقام لحديت اليوم نحنا عم نشوف بالنقابة، أد ما فينا عم نحصي الأعداد، تعدينا 3 آلاف ممرض وممرضة".
وأضافت أنه "للأسف هاي الممرضين من أصحاب الخبرة والكفاءات، يعني صارلن سنين بمجال الشغل. وهن الممرضين كمان بحب زيد إنه هن ممرضين متزوجين كان من الرجال أو من النساء، وأغلبية الوقت عم بيهاجروا لحتى يأمنوا مستقبل أفضل لولادن".
وذكرت أن الأزمات زادت من أعداد الممرضين المهاجرين لتترك أولئك الذين ما زالوا في الخدمة يتعرضون لمزيد من الضغط مع توليهم نوبات عمل إضافية لنوبتي عمل أو ثلاث، مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
وتابعت "عم بيتحملوا ضغط أكتر، وصارت عم يتحملوا عدد مرضى أكتر لأنه في نقص، فبدل ما الممرض يهتم بعدد هو معترف فيه عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية بسبعة مرضى بالأقسام الطبابي والجراحة، صار عم يهتم أكتر من سبعة مرضى، فكلو هيدا كان إلو تداعيات على صحته، صحته النفسية وصحته الجسدية".
وقال علي ناصر (25 عاماً) الممرض في مستشفى رفيق الحريري الجامعي "أكيد بنظل بظروف ضاغطة مبندلك مرتاحة. هلأ منجرب أد مافينا نكون مرنين، ما نبين إنو نحن بظروف ضاغطة بس البيئة حتى ما بتساعد حتى من ناحية المستشفى كرواتب، من ناحية كل شيء، ما في بيئة مريحة تقدر تشتغلي فيها. إنو هون ما في إلا ها المروحة، ما في تكييف بالصيفية، ولا شي، يعني إنو كتير كتير صعب إنو تقدري تشتغلي وإنتي مرتاحة وخاصة لتقدري تعطي للمرضى إللي هو حقه إنه أنت تعطيهن كامل حقه من علاج، من خطة، من كل شيء".
وأضاف ناصر "بس إنو بترجع بتقول إن إحنا عشان المرضى، عشان المرضى، عشان المرضى... لكونه هاي مستشفى حكومي بتفوت مرضى عن جد ما معهن مصاري، عن جد أبدا ما تقدر تفوت على أي مستشفى".
إغلاق طوابق
وصرح المدير العام للمستشفى جهاد سعادة أن النقص في طاقم التمريض أدى إلى إغلاق بعض الطوابق وبالتالي الحد من أعداد المرضى الممكن استقبالهم.
وقال "نحنا ما عندنا مشكلة لا بالحُكما ولا عندنا مشكلة بالتخوتِ (الأسرّة)، نحن مجهزون بالكامل. بس لأنه ما عندنا تمريض صرنا عم نسكر فلورات (طوابق). وهيدا كمان عم ينعكس لأنه مسكرة الطوابق هي، ما عم نقدر نطلع المرضى من الطوارئ على الطوابق لأن الطوابق إللي فاضلة مفتوحة فيها تمريض ما عم تستقبل مرضى لأنه صارت مليانه. عم يتكدسوا المرضى بالطوارئ ما عم نقدر نستقبل مرضى جداد. عم نفوت بدائرة كتير مش منيحة لأنه ما عندنا ممرضين".
وقالت سماح إبراهيم الممرضة في مستشفى رفيق الحريري "نحن على طول عندنا هاجس خوف إنه يصير معي شي أنا ما أقدر أوقف قدام أولادي أو يمكن لا سمح الله يعوز أي ولد ما بعرف شي دوا أو شي. ما هنقدر نحن كممرضين، نحن نقف بوش المرض بوش المريض، وما عم نكون حدُّه، ما عم بنلاقي حدا يوقف حدّنا. لا إمكانات دولة ولا المستشفى، عن جد يمكن بتقلع بحالة. بس نحن كموظفين المعاش إللي عم نقبضه ما بيقدر يعملنا شي ما بيقدر... إذا حدا مرض بيناتنا إذا حدا لازم يشتري دوا على حسابي، يمكن الدوا بيطلع أد معاشي".