تسود المؤسسة العسكرية الروسية حالة من التخبّط والشكوك، عقب تمرّد جماعة "فاغنر" السريع، وذلك على خلفية اختفاء واغتيال مجموعة من الضباط الروس، بالإضافة إلى معارضة بعضهم وجنوحهم إلى التمرد.
ويفيد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه منذ اختفاء سيرغي سوروفيكين الملقّب بـ "جنرال يوم القيامة"، عقب تمرد فاغنر، بدأت حالة من عدم اليقين تنتشر بين العسكريين الروس، فبعد سوروفيكين المختفي، قتل جنرال في غارة جوية في أوكرانيا، وجنرال ثالث اتهم قيادته بالخيانة بعد طرده من الخدمة، في حين قتل قائد رابع بالرصاص خلال ممارسته رياضة الجري.
المشرع الروسي، أندريه كارتابولوف، وهو أحد كبار المشرعين في البلاد، قال عندما ضغط عليه أحد المراسلين، إن الجنرال سوروفيكين "يأخذ قسطاً من الراحة". وسوروفيكين هذا يعتبر حليفاً لزعيم فاغنر يفغيني بريغوجين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون بأن الجنرال سوروفكين كان على علم مسبق بالتمرد لكنهم لا يعرفون ما إذا كان قد شارك فيه. إلا أن السلطات الروسية أصدرت سريعاً، في الساعات التي تلت بدء التمرد، شريط فيديو يدعو الجنرال من خلاله مقاتلي فاغنر إلى التراجع.
لقاء بين بريغوجين وبوتين
من جهته، ذكر الكرملين في وقت سابق من هذا الأسبوع أن بريغوجين وكبار قادته التقوا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد خمسة أيام من التمرد، ما أثار العديد من الأسئلة حول نوع الصفقة التي تم التوصل إليها مع المتمردين السابقين.
بينما قالت وزارة الدفاع، أمس الأربعاء، إن القوات المسلحة الروسية كانت تجمع أسلحة فاغنر وذخائرها ومعداتها العسكرية، في الوقت الذي تلقت به روسيا ضربة أخرى طالت أعلى صفوفها العسكرية.
فقد أعلنت السلطات الأوكرانية أن نائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، اللفتنانت جنرال أوليغ تسوكوف، قد قتل في أوكرانيا خلال هجوم صاروخي ليلة الإثنين الماضي على مدينة بيرديانسك المحتلة، وهي واحدة من أعلى الخسائر التي تكبدتها روسيا خلال الحرب. وأكد النائب الروسي والجنرال المتقاعد أندريه غوروليوف نبأ مقتل تسوكوف في ظهور على التلفزيون الحكومي أمس الأربعاء، واصفاً بأنه "مات ببطولة".
وتعيد حادثة مقتل تسوكوف إلى الأذهان الأيام الأولى للحرب، عندما أكّد المسؤولون الأوكرانيون مقتل نحو 12 جنرالاً روسياً على الخطوط الأمامية.
انتقادات لاذعة للقيادة الروسية تتسبب بطرد ضابط
وفي وقت متأخر من أمس الأربعاء، نُشر تسجيل مصوّر لقائد جيش الأسلحة المشتركة الروسي رقم 8، الميجور جنرال إيفان بوبوف، يشرح فيه لقواته سبب إعفائه من قيادة الوحدة، التي تقاتل على الجبهة في أوكرانيا بالقرب من زابوروجيا.
وقال بوبوف: "الوضع صعب مع القيادة العليا"، ما أدى إلى تسريحه بعد أن أثار مشكلات عانى منها في ساحة المعركة، بما في ذلك عدم توفر بطاريات مضادة للصواريخ ومحطات استطلاع للمدفعية، فضلاً عن الوفيات والإصابات التي تعاني منها قواته من نيران مدفعية العدو. ويبدو أن الجنرال بوبوف كان يستهدف الجنرال غيراسيموف دون أن يسميه. وقال إنه في حين أن القوات الأوكرانية لم تستطع اختراق وحدة جيشه من الجبهة، فإن "قائدنا الكبير ضربنا من الخلف، وقطع رأس وحدة الجيش بشكل غادر وحقير" في أحلك الظروف وأشدّها توتراً.
كما ذكرت "CNN" أن الجنرال المسؤول عن قيادة الجيش الروسي في جنوبي أوكرانيا، إيفان بوبوف، قال إنه سرح من الخدمة بعد أن اتهم القادة في وزارة الدفاع بعدم تزويدهم بالدعم الكافي.
قتل أثناء ممارسته الرياضة
والأربعاء أيضاً، اعتقلت السلطات الروسية رجلاً أوكرانياً للاشتباه في إطلاق النار على قائد غواصة روسي سابق، النقيب الثاني ستانيسلاف رزيتسكي، في وقت سابق من هذا الأسبوع في مدينة كراسنودار الجنوبية، حيث كان يشغل منصب نائب مدير مكتب التعبئة في المدينة. وذكر الإعلام الروسي أن الكابتن رزيتسكي قتل بالرصاص أثناء الركض في حديقة كراسنودار.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية ريا نوفوستي، نقلاً عن "مصدر مجهول" في سلطات إنفاذ القانون الروسية، أن الرجل المعتقل، اعترف أثناء استجوابه بتجنيده من قبل المخابرات الأوكرانية لتنفيذ عملية القتل.