ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية يوم الخميس، أن إسرائيل قد تكون مسؤولة عن تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية المعروفة بـ"البيجر" في لبنان، مشيرة إلى أنها استخدمت شركة وهمية لتصدير هذه الأجهزة الملغّمة إلى البلاد.
وأفادت الصحيفة، استناداً إلى شهادات 12 موظفاً سابقاً وحالياً في وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات الأميركية، بأن شركة "BAC Consulting" التي باعت هذه الأجهزة ومقرها المجر، هي شركة وهمية أُسست من قبل إسرائيل، وفق ما نقلت وكالة الأناضول..
وأوضح ثلاثة خبراء في الاستخبارات، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن هذه الشركة كانت واجهة لإخفاء هوية ضباط المخابرات الإسرائيلية الذين أنتجوا أجهزة الاتصالات اللاسلكية الملغّمة.
وأضافت المصادر أن إسرائيل أنشأت شركتين وهميتين أخريين على الأقل لهذا الغرض، من دون تقديم تفاصيل إضافية عنهما. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن شركة "BAC" تعاملت في البداية مع عملاء عاديين، حيث أنتجت لهم مجموعة من الأجهزة. لكن الهدف الأساسي كان استهداف "حزب الله" اللبناني، حيث تم تزويد الأجهزة المرسلة إليه ببطاريات تحتوي على مادة "PETN" شديدة الانفجار.
تصدير أجهزة "البيجر" إلى لبنان
وبدأ شحن هذه الأجهزة إلى لبنان في عام 2022 بكميات صغيرة، ثم تسارع الإنتاج بعد دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في الـ13 من شباط الماضي إلى تجنب استخدام الهواتف المحمولة في الجبهات. ووفقاً للخبراء، زادت شحنات أجهزة "البيجر" خلال صيف العام الحالي، حيث وصلت آلاف منها إلى لبنان وتم توزيعها على عناصر الحزب وحلفائه.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في وقت سابق ارتفاع حصيلة قتلى تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية "أيكوم" إلى 25 شخصاً في مناطق مختلفة من البلاد، ما يرفع العدد الإجمالي منذ تفجير أجهزة "البيجر" يوم الثلاثاء إلى 37 قتيلاً.
بينما تشير التقارير اللبنانية الرسمية إلى اتهام إسرائيل بالوقوف وراء تفجير هذه الأجهزة المستخدمة من قبل "حزب الله"، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان صدر يوم الثلاثاء، أي مسؤولية لبلاده عن ذلك. وجاء هذا النفي عقب منشور لمستشاره توباز لوك على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، ألمح فيه إلى دور محتمل لتل أبيب في هذه الأحداث.