طالب نوّاب في البرلمان اللبناني بإدراج اللبنانيين المغيبين في السجون السوريّة ضمن المؤسسة المستقلة في الأمم المتحدة، والتي تُعنى بالمفقودين وتسعى إلى تحديد مصير عشرات الآلاف من الأشخاص الذين اختفوا قسراً خلال فترة الحرب في سوريا.
وفي بيان نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" وقّعت عائلات المفقودين ومؤسّسات حقوق الإنسان و46 نائباً من أصل 128 في البرلمان اللبناني، عريضة تطالب بإدراج قضية اللبنانيين المفقودين على جدول أعمال المؤسسة المستقلة.
المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت، بتاريخ 29 حزيران 2023، قراراً يقضي بإنشاء "المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين" (IIMP)، وهي هيئة أممية لكشف مصير المفقودين في سوريا.
واتخذت الجمعية العامة القرار بموافقة 83 دولة مقابل 11 ضدّه، فيما امتنعت 62 دولة عن التصويت من بينهم لبنان، وهي الخطوة التي دانها كثيرون في البلاد.
وتعرّض العديد من رجال ونساء وأطفال للخطف والقتل والإخفاء القسري أو فقدوا على طول طرق الهجرة في أثناء فرارهم من الحرب في سوريا، إضافة لآخرين فُقدوا في أثناء الزلزال الأخير المدمّر، لكن حكومة النظام السوري، رفضت الاعتراف بحالات الاختفاء التي ارتكبتها قواتها، ولم تتخذ أي إجراءات واضحة لمعالجة قضية المفقودين.
وتسعى المؤسسة إلى معرفة معلومات دقيقة عن نحو 130 ألف شخص فُقدوا منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011.
ووفقاً لمنظمات وهيئات حقوق الإنسان ونواب في البرلمان اللبناني، اختفى مئات اللبنانيين في سوريا، ويرجع ذلك إلى حد كبير لفترة "الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990" والتدخل السوري في لبنان، الذي انتهى عام 2005.
نواب لبنانيون.. تحرك للكشف عن مصير المفقودين
وقال نديم جميل - النائب عن شرق بيروت وأحد الموقعين على البيان - لصحيفة "ذا ناشيونال"، إنّه "من المهم جدا الإشارة إلى أنه ليس بياناً سياسياً، إنه حق إنساني بحت للشعب وللعائلات في معرفة مكان ومصير أقاربهم المفقودين".
وأوضح أنّ سبب إقدامهم على هذه الخطوة تهدف إلى "دعم ملف المفقودين اللبنانيين بشكل مباشر، عبر تقديم طلب للأمم المتحدة لأن الحكومة ليست مستعدة لدعمه"، مشيراً إلى أنّ استغرق وقتاً طويلاً، لأنّ النفوذ السوري في لبنان ومن خلال وجود "حزب الله" و"حركة أمل"، ما يزال قائماً.
من جانبه قال جورج عقيص - النائب عن زحلة - "لدينا 600 حالة محدّدة جميعها موثقة، رفض النظام السوري توضيح حقائق عنها حتى اليوم"، مشيراً إلى أن بعض اللبنانيين المعتقلين سابقاً أكّدوا عند عودتهم إلى لبنان وجود مواطنين لبنانيين آخرين ما زالوا رهن الاحتجاز داخل السجون السورية.
وذكر "عقيص" أن الحكومة اللبنانية لم تفعل شيئاً على الإطلاق نحو ملف المفقودين، مضيفاً أنّ "إنهم إما خائفون من النظام السوري أو أنهم في نفس التحالف معه"، مردفاً "الذين اختفوا كانوا من مناطق جغرافية مختلفة، ومجتمعات وأديان مختلفة، ومن أحزاب مختلفة".
ويعتبر النواب الـ46 الذين وقّعوا على العريضة الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأنهم - إلى حدٍ كبير - ضد النظام السوري الحالي، في حين أنّ العديد من النوّاب في البرلمان والوزراء في الحكومة ينتمون إلى "حزب الله" و"حركة أمل"، أكبر مؤيدي وداعمي النظام سياساً وعسكرياً.
التدخل السوري في لبنان
في 26 نيسان عام 2005، انسحبت القوات السورية من لبنان، بعد مظاهرات تلت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ندّدت بدور أجهزة الأمن السورية في ترهيبها للبنانيين وقادتهم، ونفوذ النظام السوري على الشأن اللبناني.
وعقب انسحاب القوات السورية، عاد قائد الجيش السابق المنفي في فرنسا ميشال عون، إلى بيروت في 7 آب 2005، وأسّس في 18 أيلول 2005 حزب التيار الوطني الحر.
وفي 18 تموز 2005 أقرّ المجلس النيابي اللبناني إطلاق سراح زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي كان مناهضاً للوجود السوري في لبنان، وأسّس مع وليد جنبلاط وسعد الحريري "تحالف 14 آذار"، وهو من أكبر الداعين إلى تجريد "حزب الله" من سلاحه.