حصلت الكاتبة الكورية الجنوبية "هان كانغ" على جائزة نوبل للآداب لعام 2024، لتصبح أول كورية جنوبية تحصد هذا التكريم الأدبي العالمي. وتم الإعلان عن فوز كانغ البالغة من العمر 53 عاماً، أمس الخميس في ستوكهولم، تقديراً لإبداعها الأدبي المتميز، الذي يمزج بين الأسلوب الشعري المكثف والغوص العميق في النفس البشرية.
وأوضحت لجنة نوبل أن كانغ استحقت الجائزة "عن نثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية"، مضيفة أن أعمالها تعكس قوة في معالجة الجوانب النفسية المعقدة للإنسان وتستمد كثيراً من الفكر الشرقي.
BREAKING NEWS
— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 10, 2024
The 2024 #NobelPrize in Literature is awarded to the South Korean author Han Kang “for her intense poetic prose that confronts historical traumas and exposes the fragility of human life.” pic.twitter.com/dAQiXnm11z
تأثير عالمي وأعمال متعددة الأبعاد
تواصل كانغ التأثير في الأدب العالمي من خلال أعمالها التي تتناول قضايا حساسة مثل الجسد، والعنف، والصدمة النفسية. كما تمتاز كتاباتها بتناول مواضيع مؤثرة تتعلق بالعلاقة بين الجسد والروح، والحياة والموت، بأسلوب شعري وتجريبي جعلها واحدة من أبرز الأصوات في النثر المعاصر.
ومن أبرز أعمال كانغ العالمية، رواية "النباتية" (2007)، التي حازت على جائزة مان بوكر الدولية عام 2016، وسلطت الضوء على رحلة امرأة ترفض تناول اللحم، ما يفتح نافذة لاستكشاف قضايا تتعلق بالهوية المجتمعية والضغوط التي يواجهها الفرد.
رحلة أدبية طويلة
ولدت هان كانغ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970 في مدينة غوانغجو الكورية الجنوبية، وبدأت مسيرتها الأدبية في تسعينيات القرن الماضي بنشر أعمالها الشعرية. لكن شهرتها العالمية جاءت لاحقًا مع روايتها "النباتية" التي فتحت لها أبواب العالمية.
وتعد روايتها "الأفعال البشرية" (2014)، التي تستند إلى مجزرة غوانغجو عام 1980، واحدة من أبرز أعمالها، حيث تستعرض من خلالها تأثير العنف السياسي على الفرد والمجتمع بأسلوب متميز يجمع بين النثر الشعري والتحليل العميق.
إلى جانب فوزها بجائزة نوبل، حققت هان كانغ إنجازات أدبية بارزة، من بينها جائزة بريكس ميديس الفرنسية عام 2021 عن روايتها "وداعًا"، والتي كانت أول كورية تفوز بهذا التكريم. كما رُشحت لجائزة مان بوكر مجددًا في 2017 عن روايتها "الدروس اليونانية".
وجاء فوز هان كانغ بجائزة نوبل للآداب لعام 2024 ليعزز موقع كوريا الجنوبية على الخريطة الأدبية العالمية. وهي بذلك تصبح ثاني كورية تحصل على جائزة نوبل بعد الرئيس السابق كيم داي جونغ، الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 2000. هذا الإنجاز ليس مجرد تكريم لموهبتها الفردية، بل هو إشارة إلى التأثير المتزايد للأدب الكوري على الساحة العالمية، وقدرته على الوصول إلى جمهور واسع.
قائمة سوداء وإرث ثقافي
تميزت هان كانغ بكونها واحدة من الشخصيات الثقافية التي كانت مدرجة في "القائمة السوداء" في كوريا الجنوبية، والتي تضمنت نحو 10 آلاف فنان وكاتب اتهموا بانتقاد الرئيسة السابقة بارك غن هاي، التي تولت الحكم بين عامي 2013 و2017. كان هؤلاء المثقفون مستهدفين بحرمانهم من الدعم المالي والمساعدات، ووضعهم تحت المراقبة.
تمثيل الأدب غير الغربي
فوز هان كانغ بجائزة نوبل يُعد خطوة مهمة في تمثيل الأدب غير الغربي في المشهد الأدبي العالمي. فعلى مدار تاريخ الجائزة، هيمنت عليها الأعمال الأدبية الغربية والكتّاب الذكور. من بين 121 فائزًا بالجائزة، كانت النساء 18 فقط، والكتّاب من آسيا أو أفريقيا أو الشرق الأوسط قلة مقارنة بمن يكتبون باللغات الأوروبية الكبرى.
ولم يفز بالجائزة إلا كاتب واحد بالعربية هو المصري نجيب محفوظ عام 1988، مقابل 16 مؤلفاً بالفرنسية. وفي العام المنصرم، نال نوبل الآداب الكاتب المسرحي النروجي يون فوسه.
وتقدر قيمة جائزة نوبل في الآداب بـ 11 مليون كرون سويدية (1.06 مليون دولار).