أصدر نائبان في الكونغرس الأميركي، مساء الثلاثاء، بياناً مشتركاً انتقدا فيه زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق، وطالبا بعدم السماح لرئيس النظام السوري بشار الأسد الذي وصفاه بـ"القاتل المتوحش" باستغلال كارثة الزلزال لكسر عزلته.
وأكد النائبان فرينش هيل (جمهوري)، وبرندان بويل (ديمقراطي) وهما "الرئيسان المشتركان لمجموعة أصدقاء سوريا الحرة والمستقرة والديمقراطية" أن لقاء شكري مع رئيس النظام السوري يعزز قدرة الأسد على الاستفادة من الزلزال المدمر، للتلاعب في طريق عودته إلى جامعة الدول العربية والاستفادة من الكارثة الطبيعية لكسب تعاطف زعماء العالم.
وقال البيان: "لا يزال الأسد قاتلاً متوحشاً لشعبه ويجب أن يظل منبوذاً دولياً بسبب جرائم الحرب الموثقة والتي لا جدال في أن قواته مستمرة في ارتكابها منذ ما يقرب من اثني عشر عاما".
بشار الأسد يستغل كارثة الزلزال للتغطية على جرائمه
وأضاف البيان: "لا ينبغي لأي دولة ذات سيادة أن تقع في غرام تواضع الأسد المزعوم أو الحاجة إلى المساعدة، وخاصة إن كانت هذه الدولة حليفاً للولايات المتحدة مثل مصر".
وشدد البيان على أنه طوال هذه المأساة، واصلت قوات النظام السوري شن هجمات بالمدفعية والصواريخ على المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال في شمال غربي سوريا.
تسارع التطبيع العربي مع النظام بعد الزلزال
ومنذ وقوع كارثة الزلزال في 6 من شباط الماضي، بدأت مظاهر التطبيع العربي مع النظام السوري تزداد بشكل غير مسبوق، وكان آخرها زيارة وزير الخارجية المصري إلى دمشق، يوم الإثنين الماضي، وقبلها بساعات زيارة وفد من الاتحاد البرلماني أعقبت استقبال سلطان عمان هيثم بن طارق لرئيس النظام السوري بشار الأسد في مسقط، ما أنعش آمال النظام في العودة لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية.
كما تلقّى بشار الأسد سيلاً من الاتصالات من قادة دول عربيّة وهبطت أكثر من 254 طائرة مساعدات في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، وسنحت الكارثة للأسد فرصة لدفع عملية تطبيع نظامه مع بقية دول العالم العربي، والتي إن كانت تسير ببطء لكنها تتقدم.
وكان بشار الأسد معزولاً دبلوماسياً في الساحة العربية - كما الدولية أيضاً - إذ ما تزال عضوية سوريا في جامعة الدول العربية معلّقة منذ العام 2011، لكن بعد الزلزال المدمّر، استأنفت دول عربية التواصل مع النظام الذي يستغل هذه الكارثة للخروج من عزلته الدبلوماسية.