أصدر النظام السوري قراراً بتغيير ضباط مسؤولين عن فرع الأمن العسكري في محافظة السويداء، بعد اشتباكات دامية بين فصائل محلية وعصابة تابعة للأمن العسكري، استمرت قرابة أسبوع.
وأبرز المشمولين بالقرار هو الضابط المسؤول عن الفرع، العميد أيمن محمد، ونائبه العميد أحمد، وفق ما نقلت شبكة "السويداء 24" المحلية، عن مصدر خاص لم تسمه، اليوم الجمعة.
ويسري قرار التغيير يوم الأحد القادم، من دون محاسبة لهؤلاء الضباط أو إحالة إلى التحقيق، بل سيعين أيمن محمد مسؤولاً عن الفرع 216، التابع لجهاز الأمن العسكري في دمشق، وسينقل نائبه إلى فرع الأمن العسكري في حلب.
تغيير أسماء وعقلية واحدة
وكان العميد أيمن محمد، قد تولى مسؤولية فرع المخابرات العسكرية في السويداء، بعد العميد لؤي العلي، الذي نقل بدوره إلى الفرع 265 في محافظة درعا.
ويتهم أهالي المحافظة أيمن محمد بدعم ميليشيات مسلحة في السويداء، أبرزها عصابة راجي فلحوط، التي ارتكب أعضاؤها العديد من الجرائم بحق المدنيين، ما أدى مؤخراً إلى انتفاضة مسلحة في المحافظة ضد العصابة انتهت باقتلاعها، والقضاء على معظم أفرادها، وتدمير مقارّها.
واتهمت شبكة "السويداء 24"، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في سوريا، اللواء كفاح الملحم، المسؤول المباشر عن الملف الأمني في المحافظة، بوجود علاقات متينة تربطه بقادة الميليشيات والعصابات المسلحة في السويداء، وأبرزهم راجي فلحوط، الحاصل على بطاقة أمنية صادرة عن الفرع الإداري للأمن العسكري 217، عثر عليها الأهالي بعد مداهمة أحد مقاره في أواخر شهر تموز الماضي.
واعتبرت الشبكة، أن قرار تغيير هؤلاء المسؤولين جاء لامتصاص الغضب الشعبي في المحافظة، ضد سياسة المخابرات العسكرية ودعمها للعصابات، مستائلةً عن مدى نفع هذه القرارت فعلاً، مع بقاء العقلية الأمنية للسلطة على حالها في إدارة شؤون السويداء.
القضاء على ميليشيا راجي فلحوط
وشهدت محافظة السويداء، خلال تموز الماضي توتراً أمنياً، انتهى بالقضاء على ميليشيا راجي فلحوط، في حين تمكن الأخير من الفرار عقب مقتل واستسلام معظم أفراد مجموعته المسلحة بعد اشتباكات مسلحة امتدت ليومين.
وبدأ التوتر في محافظة السويداء، في الـ 22 من تموز، بعد مداهمة مجموعة فلحوط متجراً في بلدة شهبا، واختطاف الشاب جاد حسن الطويل، بذريعة تلقيه تمويلاً من الخارج.
وفور وصول نبأ اختطافه، اجتمع العشرات من عائلة الطويل وقرروا إغلاق طريق دمشق السويداء، واحتجاز ضباط من قوات النظام، للضغط على فلحوط، الذي ردّ بعمليات خطف عشوائية للمدنيين من أهالي شهبا، ومن عائلة الطويل.