تعاني المراكز الصحية في دمشق من تراجع أدائها نظراً لنقص الكوادر الطبية وبعض الأدوية، والانقطاع شبه المستمر للكهرباء، وصعوبة إجراء التحاليل، بالتزامن مع ارتفاع أجور المعاينة في العيادات والمراكز الخاصة عدا التكاليف الباهظة للتحاليل الطبية والأدوية.
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري عن رئيس دائرة برامج الصحة العامة بمديرية صحة دمشق، علو الإبراهيم، أن المراكز الصحية تأثرت بانقطاع الكهرباء لساعات طويلة ومحدودية الموارد المتاحة من مادة (الفيول) اللازمة لتشغيل المولدات ما أدى إلى صعوبة تقديم الخدمات الطبية.
وأضاف الإبراهيم أن دائرة الصحة العامة تشرف على كل المراكز الصحية في دمشق وتضع الخطط السنوية وتنسق البرامج الصحية كبرامج اللقاح والصحة الإنجابية والتغذية والأطفال والأمراض السارية والمزمنة والأوبئة، إذ يوجد في دمشق 40 مركزاً صحياً موزعة على 8 مناطق صحية رئيسية.
نقص الكوادر الطبية والفنية
وأكّد الإبراهيم معاناة القطاع الصحي من نقص الكوادر الطبية بشكل عام من مختلف الاختصاصات، الأمر الذي أعاق تقديم الخدمات الطبية بالشكل الأمثل للمواطنين، موضحاً أنه يتم حالياً سد الفجوات بالأطباء البشريين في سنة الامتياز الذين يعملون لمدة سنة أو سنتين ويتم احتسابها كخدمة ريف للأطباء.
وقال إن السبب وراء نقص الكوادر الفنية هو أن معظم الفنيين قد تقاعدوا ولا يوجد بديل لهم وأن معظم المسابقات التي جرت مؤخراً رفدت القطاع الصحي بعدد محدود من الفنيين، ناهيك عن قلة الإقبال على القطاع العام واللجوء إلى القطاع الخاص والجمعيات لكونه أربح مادياً.
حرمان المراكز من الكهرباء والمحروقات
وأضاف الإبراهيم أن لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة وعدم استثناء المراكز الصحية من التقنين ولو لساعتين أو ثلاث أثناء الدوام الرسمي أثراً بالغاً في تراجع الخدمات الطبية عموماً عما كانت عليه في السابق رغم العديد من المحاولات إلا أنها لم تر النور، علماً أنه توجد خطوط ذهبية لبعض المشافي.
وأردف: "رغم وجود المولدات لدى جميع مراكز دمشق إلا أن الكميات المحدودة لمادة المازوت تحول دون الاستفادة منها بشكل كامل إذ كان كل مركز يحصل على قرابة 1000 حتى 2000 ليتر مازوت سنوياً، أما الآن قد تتراوح الكميات بين 500 وقد تصل إلى 1000 في بعض المراكز الصحية".
وعن إمكانية إجراء التحاليل الطبية في المراكز الصحية أكد الإبراهيم أن دائرة برامج الصحة العامة بدمشق تزود كل المراكز بالمواد اللازمة لإجراء التحاليل، إلا أن انقطاع الكهرباء يحول دون إمكانية هذا الإجراء، عدا نقص الكوادر الفنية التي سبق الحديث عنها حيث يوجد طبيب وطبيبة أشعة و4 فنيين فقط في المراكز الـ40 بدمشق.
وأوضح أن كميات أدوية القلب والجهاز التنفسي والسكري "قد لا تكفي جميع المرضى، حيث يتم تخديم المرضى من الموارد المتاحة لدينا في ظل عدد كبير جداً من مرضى السكري لدى صحة دمشق، كما يتم التزويد أيضاً بأدوية للأمراض الأخرى بكميات محدودة أيضاً"، وفق ما نقل المصدر.