يعاني مزارعون سوريون في ريف حلب الشمالي من خسارة أغنامهم بسبب الجوع من جراء ارتفاع أسعار الأعلاف بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث ارتفع طن التبن من 300 إلى 500 دولار.
عشرات الأغنام التي ترعى حول خيام المهجرين في منطقة اعزاز، لا تمثل سوى جزء بسيط من قطيع يضم نحو 200 رأس كان يملكه سابقاً راعي الأغنام أبو جمعة الذي اضطر إلى بيع نصفه تقريباً. وفق ما تحدث إلى وكالة (رويترز)
يعاني أبو جمعة، الذي يعتمد كليا على الأعلاف المستوردة القادمة من تركيا، بعد ارتفاع التكاليف الناجم عن اضطرابات سلاسل التوريد نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي مورد عالمي رئيسي للأعلاف الحيوانية.
مربو أغنام باعوا نصف أغنامهم لإطعام النصف الآخر
يقول المزارع البالغ من العمر 40 عاما والذي تعتمد أسرته على الرعي لكسب قوتها إن "هذا العام شهد نقصاً كبيراً بالأغنام، حيث نفقت أعداد كبيرة منها بسبب البرد والجوع". مضيفاً: "ذهبنا إلى السوق لبيعها فلم تبع، وفي الوقت ذاته تحتاج الأغنام إلى علف، ولكن لا يوجد مال، فبدأت تنفق وخصوصاً في فترة الثلج، فلا يوجد شعير ولا نخالة لإطعامها".
مدير المكتب الزراعي لمدينة اعزاز فادي الأحمد قال لـ (رويترز) إن "الكثير من المربين عانوا واضطروا لبيع أكثر من نصف ثروتهم الحيوانية لشراء الأعلاف، من أجل إبقاء النصف الآخر من الثروة الحيوانية، وهذا الأمر أسبابه عديدة منها التصحر، وعدم وجود أراض ومراع كافية للثروة الحيوانية الموجودة في المنطقة".
وأضاف "كان هناك استيراد لمادة الشعير والأعلاف من أوكرانيا، لكن الحرب الأخيرة أثرت سلباً في استيراد الأعلاف والشعير والقمح أيضاً، مما زاد في معاناة أسر مربي الثروة الحيوانية".
وتتعرض كثير من العائلات التي تعتمد بشكل أساسي على الماشية لكسب قوتها لخطر فقدان دخلها، وباع كثيرون منهم كل ماشيتهم بعد تراكم الديون عليهم.
وضع الثروة الحيوانية "مدمر"
حسن عبد الله وهو مشرف على سوق يعج بالماشية والتجار، يرى المزارعون وهم يعرضون بضاعتهم التي لا يُباع منها شيء يُذكر. ويقول إن "سوق المواشي متوقف منذ أكثر من عام، لا بيع ولا شراء، يأتي مربو المواشي بسياراتهم ويتكلفون بالأجور والمازوت، ولكن من دون فائدة".
ويضيف أن "كيلو التبن يبلغ اليوم 10 ليرات تركية، في حين أن سعر النعجة مثلا 100 ليرة تركية، أي بسعر 10 كيلو تبن"، معتبراً أن "وضع الثروة الحيوانية في ريف حلب شمالي مدمر بكل معنى الكلمة".