تواصل قوات "نظام الأسد" حملات الاعتقال والملاحقة الأمنيّة لـ الشباب في المناطق التي عقدت "تسويات ومصالحات" مع "النظام" وخاصة في محافظتي ريف دمشق ودرعا، رغم ضمان الأخير بعدم ملاحقة الشباب (في سن "الخدمة الإلزامية") كـ أحد شروط "التسوية".
وقال ناشطون محليون، إن قوات النظام والميليشيات التابعة لها اعتقلت، أمس السبت، عشرات الشبّان عند حواجز "دنون، والطيبة، والكسوة" في الغوطة الغربية بريف دمشق، ونقلتهم إلى معسكرات خاصة بهدف إخضاعهم لـ تدريبات عسكرية عاجلة ومن ثمَّ زجّهم في جبهات القتال.
وأضاف الناشطون، أن دوريات "نظام الأسد" تنفذ حملات اعتقال - شبه يومية - في الغوطتين الشرقية والغربية وريفي درعا والقنيطرة المجاورين إضافةً لـ ريف حمص الشمالي، تلاحق فيها الشباب من أجل سوقهم لـ"الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية"، وخاصة في مناطق "التسويات والمصالحات".
واعتقلت قوات النظام قبل أيام، أربعين شخصاً في بلدة مديرا بالغوطة الشرقية، سبق ذلك حملات اعتقال مماثلة في مدن وبلدات الغوطة وعلى رأسها (دوما، زملكا، عربين)، وذلك بذريعة "التواصل مع مجموعة إرهابية"، وآخرين لـ سوقهم إلى "الخدمة العسكرية".
وفي تصريحات من أهالي الغوطة لـ"العربي الجديد" قالوا فيها "أغلب الظن لدينا كان الالتزام باتفاق الغوطة والقبول بتسوية أوضاع الناس، لكن حدث عكس ذلك، فكل مَن يعيش في مناطق المصالحات هو عرضة لـ الملاحقة والاعتقال - خاصة الشباب - كأسلوب انتقام مِن النظام لأنهم بقوا في مناطقهم ولم يغادروها".
كذلك في درعا القريبة، واصلت قوات "نظام الأسد" حملة الاعتقالات بحق قادة فصائل "المصالحة" في المحافظة، رغم انضمام عدد منهم إلى ميليشيا "الفيلق الخامس" (الذي شكّلته روسيا في سوريا). و"قوات النمر" (يتزّعمها العقيد سهيل الحسن الملقّب بـ"النمر") و"الفرقة الرابعة" (التي يقودها "ماهر الأسد" شقيق رأس النظام).
وأكّدت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان في تقريرها، مطلع شهر تشرين الأول الجاري، أن مالا يقل عن 687 حالة اعتقال تعسّفي في سوريا جرت خلال شهر أيلول الفائت، وأن (60 %) من الحالات كانت على يد "نظام الأسد" ومعظمهم من الذين أجروا "تسويات" معه.
الجدير بالذكر، أن "نظام الأسد" خدع جميع الشبّان الذين استمالهم لـ إجراء "مصالحات" ولتسوية أوضاعهم في مناطق سوريّة عدّة، وخاصة المتخلفين عن الخدمة العسكرية، واعتقل العديد منهم فور مراجعتهم "شعب التجنيد"، كما اعتقل آخرين بحملات مداهمات بينهم مهجّرون عائدون إلى مناطق سيطرته.