سلّمت شركات صرافة، اليوم الثلاثاء، حوالات المواطنين بـ "سعر تدخلي" قدره 3,175 ليرة سورية، فيما أكدت شركات أخرى تسليم الحوالات بسعر الصرف المعتمد البالغ 1,256 ليرة.
وقال موقع "الاقتصادي"، نقلاً عن مصدر في شركة "المتحدة للصرافة"، إن تسليم الحوالات بالسعر الجديد بدأ من اليوم، ويشمل الحوالات الواردة من دول محددة، مثل لبنان والإمارات والعراق والأردن والكويت وتركيا، بينما لا يشمل الحوالات الواردة من الدول الأوروبية.
ولم يُعلن بشكل رسمي عن زيادة السعر، كما لم يتم توضيح الأسباب التي ميّزت بين مصادر الحوالات.
وتزامن رفع سعر صرف الحوالات مع قرار صدر قبل أيام، سمح لشركتي "المتحدة والفاضل" للصرافة ببيع القطع الأجنبي الآجل لمن يحتاجه من التجار والصناعيين، على أن تكون الأولوية لتغطية المستوردات الغذائية والدوائية، دون أن يُعلن "المصرف" عن ذلك رسمياً.
وحددت شركتا الصرافة 3 شرائح سعرية لبيع الدولار الآجل، إذ تمتد الشريحة الأولى من 1 إلى 10 رمضان بسعر 3,250 ليرة للدولار، والثانية من 10 حتى 20 رمضان بسعر 3,100 ليرة للدولار، والثالثة من 20 حتى 30 رمضان، بسعر 2,900 ليرة للدولار الواحد.
سبق ذلك أيضاً رفع المصرف لسعر الدولار التفضيلي أمام الليرة، إلى 2,500 ليرة سورية للمنظمات الدولية حصراً، إذ إنه لم يتم التعديل على سعر صرف الدولار الرسمي، الذي هو 1256 ليرة.
وكان المصرف المركزي رفع أكثر من مرة سعر الصرف التفضيلي، موضحاً في كل مرة أن ذلك يشمل فئات محددة، ولا تتعلق بسعر صرف الدولار أو الحوالات، كان آخرها نهاية العام 2019، حين رفع سعر الصرف لمنظمات الأمم المتحدة حصراً على 700 ليرة سورية، في حين كان سعر الصرف وفق نشرته اليومية حينذاك 436 ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي.
سعر صرف الدولار في السوق
وزير المالية في حكومة النظام كنان ياغي، قال قبل أسبوع، إن الحديث عن سعر صرف 3500 إلى 4 آلاف ليرة في السوق هو سعر "وهمي غير حقيقي ناتج عن المضاربات وعن الحرب النفسية التي تدار من الخارج".
وأضاف أن "سعر الصرف حالياً هو جزآن، جزء حقيقي ناتج عن الاقتصاد الحقيقي الذي تراجع، وهذا لا يتعدى من الـ 2000 إلى 2500 ليرة، والجزء الثاني هو وهمي ناتج عن المضاربات، وعن الحرب النفسية التي تدار من الخارج، وناتج عن بث نوع من قلة الثقة بالاقتصاد الوطني الذي يدفع الناس للاستعاضة عن الليرة بالقطع الأجنبي".
وأشار ياغي إلى أن "أدوات الحرب النفسية هي قسمان، قسم منها يدار من الخارج عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وقسم في الداخل هم المضاربون الموجودون في السوق الذين يضاربون سلباً على الليرة السورية، وطالب بـ "عدم الانجرار لهذه المضاربات، والاحتفاظ بالليرة وعدم الاستعاضة عنها بالدولار".
وقال رئيس النظام بشار الأسد، خلال ترأسه جلسة لمجلس وزرائه نهاية آذار الفائت، "إن معركة سعر الصرف تقاد من الخارج والجزء الأكبر منها هي حرب نفسية"، مشيراً إلى أن "ما يحصل الآن بالنسبة لسعر الصرف لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية لاستقرار البلد.. مثله مثل الحرب.. مثل الأمن الغذائي.. مثل كثير من العوامل الأخرى.. يجب أن يتم التعامل معها كمعركة".