أبرمت وزارة الثقافة في حكومة نظام الأسد اتفاقاً مع دولة القرم، تقضي بمشاركة مجموعة من علماء الآثار والترميم في الجمهورية، الواقعة ضمن الاتحاد الروسي، لترميم آثار مدينة تدمر السورية.
ووفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية، سيشارك المتخصصون في القرم، في مرحلة أولى، بتنفيذ إنشاء مشروع إلكتروني للترميم اللاحق للآثار المدمرة في مدينة تدمر.
وقال المندوب الدائم لجمهورية القرم في مجلس الاتحاد الروسي، جورجي مرادوف، إن "هذه القضية تمت مناقشتها خلال زيارة قام بها مؤخراً وفد روسي ضم شخصيات من القرم إلى سوريا"، وفق ما نقلت الوكالة.
وأضاف مرادوف أنه "التقينا خلال الزيارة مع ممثلين عن وزارة الثقافة السورية، وأكدنا استعداد مرممينا، الذين يتمتعون بالخبرة ومعروفون ضمن الأوساط الدولية، لمواصلة العمل في مشاريع هذا البلد"، مؤكداً على "استعدادات فعالة تجري لترميم الآثار التي دمّرها الإرهابيون"، وفق تعبيره.
كانت المديرية العامة للآثار والمتاحف، التابعة لوزارة الثقافة في حكومة النظام، وقعت في 12 من تشرين الثاني الماضي مذكرة تفاهم مع "جمعية صناعة الحجر" الروسية، بشأن ترميم "قوس النصر" الأثري في تدمر القديمة، على أن يبدأ العمل المباشر في ترميم القوس في عام 2022.
ووفق وكالة "تاس"، سبق أن أجرى علماء آثار ومتخصصون من جمهورية القرم زيارة إلى مدينة تدمر في الربيع الماضي، وفحصوا الأشياء التي يمكنهم المشاركة في ترميمها.
وأوضحت الوكالة أن هؤلاء المتخصصين "اقترحوا استخدام خبرتهم المكتسبة أثناء العمل في بلدهم وبلدان أخرى، مثل السودان، عند فحص قوس النصر في تدمر، وإنشاء نموذج حاسوبي لأجزائه، لوضع خطة ترميمه".
وفي 4 من تشرين الثاني الماضي، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي في سوريا، ألكسندر يفيموف، عن عزم روسيا ترميم "قوس النصر" وفقاً لنموذج رقمي ثلاثي الأبعاد.
وسبق أن قدّمت روسيا، في آب من عام 2020، نموذجاً ثلاثيَ الأبعاد، أعده متخصصون روس، عن آثار مدينة تدمر، التي سلمها النظام لـ "تنظيم الدولة" وتسلمها منه مرتين، حيث سيطر التنظيم على المدينة في أيار من عام 2015، ليستعيد النظام السيطرة عليها في آذار من العام التالي، ليعود التنظيم ويدخل المدينة مجدداً في كانون الأول من عام 2016، واستعادها النظام في آذار من عام 2017.
روسيا والآثار السورية
وعلى النقيض من الادعاء الروسي بالحرص على التراث والآثار السورية، يعمل الروس على إنشاء عمليات تنقيب عن الآثار في المنطقة الوسطى من سوريا بهدف نقلها إلى الأراضي الروسية تحت إشراف خبراء روس، كما عمدت القوات الروسية إلى تحويل الخبراء السوريين إلى مراقبي عمال في مواقع الآثار ضمن عقود أبرمت بين الطرفين ليتم إخراج القطع الأثرية وترحيلها عبر الطائرات.
ووفق مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا"، وصلت مطلع شهر آب الفائت، مجموعة من الخبراء الروس إلى العاصمة السورية دمشق بهدف الإشراف المباشر على أعمال التنقيب عن الآثار وإجراء مسحات للمواقع الأثرية السورية بشكل عام ومدينة تدمر في البادية السورية بشكل خاص.
يُشار إلى أن مدينة تدمر تعد أحد مواقع التراث العالمي، المعتمدة من منظمة "اليونيسكو"، والذي تعرّض للتخريب من طرف مقاتلي "تنظيم الدولة" الذين استولوا عليها في أيار من عام 2015.
وتتعرض الآثار في سوريا للسرقة والنهب من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية ومختلف أطراف الصراع، وكشفت مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا" في وقت سابق عن استمرار عناصر ميليشيا "حزب الله العراقي" بالتنقيب عن الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ونقلهم لقطع أثرية إلى العراق.