أوضح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، نصر الحريري، أن خلافه مع رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى قد "انتهى"، مشيراً إلى أن الخلاف ليس شخصياً.
وقال في لقاء أجراه مساء اليوم الأحد، ضمن برنامج "سوريا اليوم" على شاشة تلفزيون سوريا: "خلافي مع رئيس الحكومة المؤقتة هو مؤسسي لا شخصي، وقد انتهى من جهتي ولا أحمل أي ضغينة شخصية"، مضيفاً أن "الخلافات بين الائتلاف والحكومة المؤقتة، حول العمل المؤسساتي".
"الخلاف مبالغ به"
وأردف: "الأولى ألا نجعل خلافاتنا تشغلنا عمّا يحصل في الداخل السوري، وخاصة مع آلاف المحاصرين في درعا اليوم".
الحريري اعتبر أن ما تم تداوله حول الخلاف مع المصطفى كان "مبالغاً به" مشيراً إلى أنه "في الدول المتطورة والديمقراطية تحدث مثل هذه الأمور".
وحمّل أطرافاً لم يسمّها مسؤولية "عرقلة ما يواجه الائتلاف من استحقاقات، وخصوصاً الانتخابات يوم الثلاثاء القادم"، مجدداً تأكيده عدم الترشح في تلك الانتخابات.
وأضاف: "بعض الأطراف أعطت الخلاف بعداً قومياً، وراحت تتهمنا باستهداف بعض المكونات السورية". وأوضح أن "التركمان والأكراد والسريان والآشوريين والشركس والعرب، والمسلمين والمسيحيين هم أهل سوريا الذين نعتز بهم وبهذا التنوّع".
ولفت رئيس الائتلاف الوطني إلى أن "الخلاف المؤسساتي" بين الائتلاف والحكومة المؤقتة موجود منذ تسلّمه رئاسة الائتلاف، وقال إن "هناك خلافاً مؤسساتياً محتقناً بين الحكومة المؤقتة والائتلاف، وهو خلاف بوجهات النظر ويتم تداوله ديمقراطياً" بحسب تعبيره.
وبيّن أن من أسباب الخلاف بين الطرفين رؤية رئيس الحكومة المؤقتة في أن "يتم تعيين ممثلي الفصائل والمجالس المحلية من قبل الحكومة، وهذا ما يرفضه الائتلاف بشكل قطعي".
وحول تصحيح مسار الائتلاف الوطني وهيكلته وآلية عمله، قال الحريري إن "الإصلاح عملية معقدة، وبدأنا نقل عملنا إلى الداخل المحرر تدريجياً.
وشدد على أن يكون الائتلاف والحكومة داخل سوريا. وقال: "نحن نقضي أغلب وقتنا في الداخل السوري. ونقدم كل ما نستطيع تقديمه، ولكن لا يتوفر لنا الإمكانات المطلوبة للوفاء بتعهداتنا للسوريين في الشمال السوري المحرر".
الخلاف الأخير
وكان الحريري قد تعرّض للشتم من قبل رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أول أمس الجمعة، في أثناء حضور وفد من الائتلاف والحكومة المؤقتة لتقديم واجب العزاء لعضو الهيئة العامة في الائتلاف محمد قداح في مدينة إسطنبول، .بحسب ما أفادت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا.
وأوضحت المصادر أن مصطفى دخل إلى العزاء وبادر الحضور بالمصافحة، إلا أن الحريري امتنع عن ذلك التزاماً بإجراءات السلامة العامة للحد من انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي اعتبره مصطفى مخالفة بروتوكولية وإهانة واضحة بحقه.
من جهته اعتبر رئيس الائتلاف الوطني خلال رسالة أرسلها إلى مجموعة الهيئة العامة على تطبيق واتساب - اطلع عليها موقع تلفزيون سوريا - أنّ رد رئيس الحكومة كان مهيناً بالنسبة له، مضيفاً: "أضع هذا الموضوع أمام هيئتكم الموقرة وبين يدي الهيئة السياسية والأمانة العامة واللجنة القانونية واللجان المختصة لاتخاذ ما ترونه مناسبا من إجراءات".