تتناوب 20 امرأة سورية على تقليب معجون الصابون لمدة ثلاث ساعات متصلة يوميا لكسب عيشهن في مدينة إدلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
والنساء، وجميعهن إما أرامل أو مطلقات أو يُعِلن أزواجاً مرضى، ينتجن صابون الغار الذي تشتهر به سوريا بعد أن تعلمن الحرفة بمركز في معرة مصرين في شمال إدلب، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز".
وقالت أم محمد (37 عاما) التي تعمل لإعالة زوجها المريض وأطفالها الثلاثة "صناعة الصابون تحتاج إلى جهد كبير، تقريباً 3 ساعات متواصلة لتحريك الطبخة".
وتشير أم محمد إلى صعوبة هذا النمط من الأعمال بالقول: "طبعاً هذا الأمر ليس سهلاً علينا كنساء أن نطبخ صابوناً ونسوقه إما إلكترونياً أو على المحلات وكل شيء يدوي حتى الأكياس كلها صناعة يدوية".
وأضافت: "هذه صناعة أجدادنا ونحن نجددها. نحن لم نكن نعلم عنها أي شيء، عندما جئت إلى المركز لم أكن أعرف شيئاً حول هذا المجال".
وأردفت: "سابقاً كنا نشتري الصابون من دون الالتفات إلى طرق صناعته، الآن أصبحنا قادرين على تدريب غيرنا المهنة، وصار في إمكاننا أن نعتاش منها نحن وأولادنا".
وقالت ميسرة الشيخ: "مهنة الصابون عبارة عن مشروع صغير مساعدة للنازحات الأرامل وهي مصلحة مفيدة جدا، لم نكن نعرف عنها شيئاً". وتضيف: "وجدتها (مهنة صناعة الصابون) جميلة، وطريقة التعامل محترمة وأصبحنا مثل عائلة".
يذكر أنّ مدينة إدلب شهدت انطلاقة عدة أنشطة تجارية تديرها كوادر نسائية، إذ سبق أن افتتح، في نيسان الماضي، أوّل مركز نسائي لصيانة الهواتف المحمولة والتسويق الإلكتروني، بعد حصول العاملات فيه على تدريب مِن اختصاصيين استمر لشهرين.
كما افتتح في شهر حزيران الماضي، مقهى خاص بالنساء فقط من دون الرجال، تديره الكوادر النسائية، في خطوة هي الأولى من نوعها بالمنطقة.