لا يزال مصير آلاف الطلاب مجهولاً وسط استمرار تعليق الامتحانات والدوام للشهر الثاني في كليات ومعاهد جامعة الفرات بمحافظة الحسكة إثر سيطرة قسد على مبان تعليمية محيطة بسجن الصناعة.
واقترحت رئاسة جامعة الفرات نقل الكليات التي سيطرت عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، من محافظة الحسكة إلى دير الزور في حال عدم تسليمها لإدارة الجامعة.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا اشترط عدم الكشف عن اسمه إنه "خلال أيام سوف يعقد محافظ الحسكة واللجنة الأمنية التابعة للنظام ورئاسة جامعة الفرات في دير الزور وفرع الحسكة اجتماعاً لاتخاذ قرار بخصوص الكليات التي تسيطر عليها قسد في المدينة".
وأشار المصدر إلى أن "اقتراح رئاسة جامعة الفرات بدير الزور وإدارة فرع الحسكة واتحاد الطلبة ينص على نقل الكليات والمعاهد التي ترفض قسد تسليمها لإدارة الجامعة إلى مدينة دير الزور".
وقال شيار العلي (اسم وهمي) وهو طالب في كلية الاقتصاد لموقع تلفزيون سوريا إن "نقل كليتي الاقتصاد والهندسة المدنية إلى دير الزور يعني حرمان أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة من إكمال تعليمهم من جراء عدم قدرة معظم الطلاب على الدراسة في دير الزور".
وأوضح العلي أن "غالبية الطلاب الشبان مطلوبون للخدمة العسكرية لدى النظام وكذلك هناك مخاوف أمنية كبيرة من التنقل بين الحسكة ودير الزور والعيش في مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية بدير الزور إلى جانب المصاريف المادية الكبيرة للدراسة في دير الزور فهذه عوامل سوف تؤدي بالنتيجة إلى منع الطلاب من إكمال دراستهم".
وفعليا هاجر العديد من الطلاب من سوريا خلال الشهرين الماضيين إلى إقليم كردستان أو أوروبا عبر تركيا بعد فقدانهم الأمل بتحسن الوضع الأمني والتعليمي في المنطقة وسط تكرار حالات التوتر في الحسكة بحسب ما أكده العلي.
وتسبب هجوم خلايا تنظيم داعش على سجن الصناعة في الحسكة بدمار كبير في كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد ودمار كامل في المعهد التقاني للمراقبين الفنيين والواقعة بجانب السجن في حي غويران بالمدينة.
"قسد" ترفض تسليم المباني لـ "أسباب أمنية"
وجرفت قوات سوريا الديمقراطية بعد انتهاء العمليات العسكرية الأبنية المدمرة وفرضت سيطرتها على الأبنية الأخرى رافضة تسليمها لرئاسة جامعة الفرات بالحسكة لأسباب تصفها بالـ "أمنية".
وأعلنت وزارة التعليم العالي التابعة للنظام مطلع شباط الفائت تعليق الامتحانات الفصلية في كليات ومعاهد (جامعة الفرات) في محافظة الحسكة وقالت الوزارة إن "تعليق الامتحانات جاء بعد استهداف " قسد" لمباني كليتي الهندسة المدنية والزراعية والاقتصاد والمعهد التقاني الهندسي".
واتهمت وزارة التعليم العالي قوات سوريا الديمقراطية بـ "قيامها بنهب الموجودات في تلك المباني، ومنع طلاب كلية الهندسة الزراعية والكادر الإداري والتدريسي من الدخول إلى مبنى الكلية لإجراء الامتحانات".
وحملت روهات خليل رئيسة «هيئة التربية والتعليم» بالإدارة الذاتية في تصريح سابق تنظيم الدولة المسؤولية عن الدمار الذي لحلق بالأبنية التعليمية من جراء تنفيذ هجومها على سجن الصناعة انطلاقاً من حي غويران وحي الزهور المحيطين بالسجن ومباني الجامعة.
وطالبت خليل رئاسة جامعة الفرات وإدارة فرع الحسكة، بالتعاون وتحمل المسؤولية «لخدمة أبنائنا الطلبة في استكمال دراستهم وتوفير البيئة الآمنة والسليمة لهم". بحسب وصفها.
وتقع كلية الزراعة في حي الكلاسة غربي المدينة وتوجد نقاط عسكرية لقسد في محيط الكلية وقامت الأخيرة بحفر وإقامة سواتر ترابية في باحة الكلية ومرارا ما تسبب تدخل عناصر أمنيين من قسد في شؤون الجامعة بتعطل الدوام والامتحانات.
وأشار مصدر مطلع إلى أن "النظام يسعى لخلق ضغط شعبي من قبل الطلاب وذويهم على قسد من خلال قرارها بتعليق الامتحانات والتلويح بإمكانية نقل الكليات إلى محافظة دير الزور".
ولفت المصدر إلى أن "قسد تسعى فعليا لاستغلال حادثة الهجوم على السجن لوقف العملية التعليمية في الكليات الواقعة تحت سيطرتها في الحسكة وتحميل النظام المسؤولية عن ذلك، لا سيما أن كلية الزراعة تقع في الطرف الآخر من المدينة ومع ذلك منعت قسد الطلاب والكادر الإداري من دخول الكلية عقب انتهاء العمليات العسكرية".
ويدرس في فرع جامعة الفرات بمحافظة الحسكة قرابة 25 ألف طالب وطالبة يتوزعون في 8 كليات و4 معاهد.