أعلن هنيبعل القذافي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، والمحتجز منذ سبع سنوات في لبنان، إضرابه عن الطعام احتجاجاً على سجنه من دون محاكمة وظروف اعتقاله السيئة.
ونقل موقع "صوت أميركا" عن بول رومانوس محامي القذافي تأكيده لوكالة أسوشيتد برس، أن موكله بدأ الإضراب عن الطعام صباح السبت و"إنه جاد وسيواصله حتى النهاية".
وأضاف المحامي أن موكله يعاني من آلام في الظهر بسبب احتجازه في زنزانة صغيرة لسنوات دون أن يتمكن من الحركة أو ممارسة الرياضة.
ووفقاً لموقع "صوت أميركا" فإن لبنان يحتجز هانيبعل القذافي منذ عام 2015 بعد أن كان يعيش في سوريا كلاجئ سياسي، حيث اختطفه لبنانيون للحصول منه على معلومات عن مصير رجل الدين الشيعي موسى الصدر الذي فقد في ليبيا قبل 45 عاماً، لتعتقله بعدئذٍ السلطات اللبنانية وتضعه في سجن بيروت من دون محاكمة.
بيان هنيبعل القذافي
وقال القذافي في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمحامي بول رومانوس: "أمام الظلم والإجحاف المتماديين بحقي آن الأوان للإفراج عني بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اعتقالي والادعاء ضدي بتهمة لم أقترفها".
وأضاف: "كيف يعقل أن يترك معتقلاً سياسياً من دون محاكمة عادلة طول هذه السنوات؟".
وتابع: "بعد تمادي البطش بحقي دون أي حسيب وصم آذان المؤتمنين بالحفاظ على حقوق الإنسان ورمي شرعيتها في مهب الريح، أعلنت إضرابي عن الطعام وأحمل كل النتائج وكامل المسؤوليات للضالعين بتمادي الظلم بحقي".
وأنهى هانيبعل القذافي بيانه بالقول إن "الوقت قد حان لتحرير القانون من أيدي السياسيين".
وسبق أن نفى نجل القذافي خلال لقاء مع وكالة ريا نوفوستي امتلاكه لأي معلومات حول مكان وجود أو مصير موسى الصدر، إذ قال: "في عام 1978، اختفى الصدر ومرافقاه خلال زيارة قاموا بها إلى ليبيا. في 1982، تمت إحالة القضية على مجلس القضاء اللبناني. في عام 2008، اتهم والدي، معمر القذافي، باختطاف موسى الصدر ورفاقه. اسمي ليس مذكورا في هذه المسألة نهائيا، لا كمشتبه به ولا كشاهد ولا كمتهم. تعرضت للاحتجاز فقط لأنني ابن معمر القذافي".
من هو موسى الصدر؟
رجل دين وزعيم سياسي لبناني وهو مؤسس "حركة أمل" اللبنانية عام 1974 تحت اسم "حركة المحرومين".
ولد الصدر في مدينة قم الإيرانية عام 1928 وتلقى فيها دروسه الدينية الأولى قبل أن يغادرها إلى مدينة النجف العراقية لإكمال دراساته الدينية العليا، ومن ثم عاد إلى إيران بعد حركة تموز 1958 التي أطاحت الحكم الملكي في العراق.
كان آخر ظهور لموسى الصدر في ليبيا، التي زارها مع اثنين من مساعديه بدعوة من الرئيس الراحل معمر القذافي يوم 25 من آب 1978، ليختفي بعدها يوم 31 من الشهر ذاته.
يتهم كل من الإيرانيين واللبنانيين السلطات الليبية بإخفائه على الرغم من تأكيد نظام القذافي أكثر من مرة أن الصدر غادر ليبيا قبل اختفائه باتجاه إيطاليا، إلا أن السلطات الإيطالية أكدت أن الثلاثة لم يدخلوا البلاد لأنهم لم يخرجوا من ليبيا أصلاً.
ولا تزال "حركة أمل" تطالب منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، السلطات الليبية بتوضيح مصير الصدر ورفيقيه، وتؤكد أن لدى مدير الاستخبارات الليبية السابق عبد الله السنوسي معلومات عن اختفائه.