icon
التغطية الحية

ميدل إيست آي: "صائدو الدواعش" تتحضر لنقل عناصر من سوريا إلى أوكرانيا

2022.03.23 | 16:34 دمشق

قوات النخبة السورية وهي تشارك في تدريب مع الجيش الروسي في قاعدة يعفور العسكرية في عام 2019
قوات النخبة السورية وهي تشارك في تدريب مع الجيش الروسي في قاعدة يعفور العسكرية في عام 2019
ميدل إيست آي - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في الوقت الذي تبذل موسكو فيه كل ما بوسعها في الحرب الدائرة في أوكرانيا، تتحول الجماعة السورية المسلحة التي تعرف باسم "صائدي الدواعش" إلى أحدث صيحة عسكرية في سوريا لكونها أطلقت دعوات لتجنيد أفرادها من أجل القتال إلى جانب القوات الروسية.

وبينما التزم النظام بالصمت إزاء المرتزقة السوريين الراغبين بالسفر إلى أوكرانيا لمساندة روسيا هناك، يتعرض الدور الذي من المحتمل لهؤلاء المرتزقة أن يلعبوه في أوكرانيا إلى الكثير من التكهنات، كما طالته شائعات كثيرة.

غير أن أنواع القطعات العسكرية السورية التي تم تحديدها هي على وجه الخصوص حتى يتم نشرها مستقبلاً في أوكرانيا قد بدأت تتكشف رويداً رويداً.

فعلى قناة تليغرام الرسمية لجماعة صادئي الدواعش، وهي جماعة مدعومة من قبل روسيا تشكلت في عام 2017 لمحاربة تنظيم الدولة، أصدرت تلك الجماعة نداء للمجندين على نطاق واسع وذلك ليقوموا بإبلاغ قاعدتهم في حمص حول رغبتهم بالتسجيل من أجل التجنيد.

ودعت تلك الجماعة عبر منشور على هذا التطبيق المقاتلين الراغبين بالتطوع إلى القدوم إلى مكتب تلك الجماعة يومي 17-18 آذار، وفي ذلك ما يؤكد على فتح مرحلة التجنيد أمام الراغبين بالانضمام.

يذكر أن المناطق التي نشطت فيها جماعات مقاتلة من أمثال جماعة صائدي الدواعش منذ فترة طويلة ضمن البادية السورية التي تحيط بمدينة تدمر أي ضمن المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها النظام، لم تشهد قتالاً فعلياً منذ سنوات.

وعلى الرغم من عدم إيراد كلمة أوكرانيا في منشورهم، فإن توقيت تلك الدعوات من أجل التجنيد، الذي يتزامن مع تجميد الحرب في سوريا تقريباً، يشير إلى أن الوجهة النهائية التي تنتظر المجندين ستكون في ساحة القتال بأوكرانيا.

فقد دعا ذلك الإعلان "الرجال ما بين سن 23-49" لتقديم طلب من أجل الخضوع لفحص طبي أولي ومن يعتبر منهم مناسباً "يمكن أن يستدعى في وقت لاحق".

وفي دعوات مماثلة للتجنيد صادرة عن جماعات أخرى، مثل الفرقة المدرعة الرابعة، يطلب من المجندين إبراز العديد من الوثائق التي تشمل الهوية الشخصية ووثائق خاصة بالوضع العسكري، أو ما يعرف بأوراق الجيش.

"صائدو النازيين"

بحسب ما أوردته مصادر اطلعت على خطط التجنيد الحالية لدى هذه الجماعة، فإن الأعضاء الجدد لدى جماعة صائدي الدواعش سيشكلون عماد قوة جديدة ستحمل اسم: صادئو النازيين.

إذ سيتم نشر هؤلاء المرتزقة بالمئات في بداية الأمر بحسب ما ورد في تلك الخطة، والتي كشفها موقع السويداء 24 السوري الإخباري، وتأكدت صحيفة ميدل إيست آي من صحتها عبر قناة الصحفي ريان معروف، الذي قال: "من خلال ما جمعناه، تبين بأن الجيش الروسي في سوريا يسعى لتنظيم عملية تجنيد لمرتزقة من خلال القوات الرديفة. ولهذا سيصبح اسم جماعة صادئي الدواعش صائدي النازيين بمجرد أن يتم إرسالهم إلى أوكرانيا. كما أن شركة السعيد لخدمات الحراسة والحماية، والتي تعتبر الشركة الأم التي تقف خلف جماعة صائدي الدواعش، تبحث بشكل حثيث عن أي شخص يتمتع بخبرة عسكرية وسبق له أن شارك في العمليات القتالية".

وقبل كل ذلك، تم تجنيد مقاتلين من محافظة السويداء الواقعة جنوبي البلاد حتى ينضموا إلى جماعة صائدي الدواعش وليقاتلوا لصالح روسيا في ليبيا.

وبما أن روسيا هي من أنشأت شركة السعيد وتقوم بتمويلها أيضاً، لذا فقد تم تسجيل تلك الشركة على أنها شركة أمنية خاصة في سوريا في عام 2017 باسم فواز ميخائيل جرجس، وهو رجل أعمال له ارتباطاته الوثيقة بروسيا بحسب ما أوردته تقارير.

وقد حصل أعضاء تلك الشركة على تدريب من قبل مجموعة فاغنر الروسية المختصة بالمرتزقة وذلك ليحاربوا تنظيم الدولة في البادية السورية.

ومن المعروف عن جماعة صائدي الدواعش سيئة الصيت أنها قدمت مليون دولار مقابل إطلاق سراح أي روسي مختطف من قبل تنظيم الدولة في سوريا وذلك خلال السنوات التي وصلت فيها الحرب إلى ذروتها.

يخبرنا مصدر يخطط للتسجيل من أجل التجنيد، طبعاً بعدما اشترط عدم ذكر اسمه، أن مرحلة التجنيد ما تزال في أيامها الأولى، فقد قال: "أخبرونا أننا سنسافر في غضون أسابيع، لا أشهر أو أيام، وهنالك عقود تسجيل واضحة تحتاج إلى توقيع".

وعندما سئل إن كانوا سيحصلون على تعويض في حال وقوع أي مكروه لهم، أجاب: "يجب علينا أن نوقع على هذه الوثائق قبل أن نمضي، لأنها تحدد الراتب الشهري، والتعويض الذي سنحصل عليه مستقبلاً في حال حدوث أي شيء لنا"، وأضاف: "أبلغ العشرات القاعدة عن رغبتهم بالانضمام وذلك خلال اليومين اللذين تم تحديدهما من أجل الحضور لتقديم الطلب".

"هذه الحرب ليست حربنا"

على المستوى الرسمي، أبدى النظام دعمه الكامل لروسيا، حيث وصف بشار الأسد الغزو الروسي "بعملية تصحيح للتاريخ" منذ بدايته.

إلا أن فكرة سفر مرتزقة سوريين بأعداد غفيرة إلى أوكرانيا لم تلق أي دعم أو بيان مؤيد لها على الصعيد الرسمي، ما يدل على أن النظام راض عن ترك المتطوعين ليسافروا من تلقاء أنفسهم بدلاً من الالتزام بإرسال قوة عسكرية رسمية.

والأهم من ذلك لم تظهر رغبة شديدة في سوريا لرؤية المجندين يتقاطرون على السفر إلى أوروبا للقتال فيها، فقد عبر رئيس غرفة الصناعة في سوريا، فارس شهابي، وهو رجل أعمال، عن قلقه حيال سفر مقاتلين سوريين إلى أوكرانيا، عندما كتب في تغريدة له على تويتر: "هذه الحرب ليست حربنا، ولهذا يجب ألا يقاتل أي سوري في تلك الحرب، إذ لدينا تنظيم القاعدة في إدلب، وهنالك إسرائيل في الجولان، وعلينا أن نقلق حيال وجودهما في المقام الأول. ثم إن روسيا دولة حليفة لنا، وهي ليست في خطر، وأرض المعركة ليست على التراب الروسي".

وفي الوقت ذاته، عبر سوريون عاديون عن خوفهم مما رأوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول فكرة تجنيد سوريين من السويداء حتى يتم نشرهم في أوكرانيا، حيث كتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، واسمه صالح القاسم ما يأتي: "بعد كل ما عانيناه وعشناه، يريدون أن يأخذوا أولادنا اليوم ليموتوا دفاعاً عن كراسيهم ومناصبهم، في الوقت الذي ينأون فيه هم وأولادهم عن أي أذى".

أما أدهم عامر، وهو مستخدم آخر لوسائل التواصل الاجتماعي، فقد رأى في الدعوات المخصصة من أجل التجنيد فخاً للإيقاع بالأشخاص الذين سيقومون بالتسجيل، حيث كتب: "تلك هي مكايد وضعها من يقومون بتجنيد الناس ليخدعوا بها الشباب ويغتنوا على حساب من يدفعهم الجوع والشقاء وظروفهم الحياتية السيئة للتطوع، ولهذا لا أنصح أحداً بالذهاب إلى أوكرانيا، وأقول لكل من يفكر بذلك: إنك تبيع دمك".

بيد أن السوريين الذين يبحثون عن أي وسيلة ليسدوا بها رمق عائلاتهم يجدون بأن خوضهم للقتال في أوكرانيا سيفتح عليهم باب مشكلات لا نهاية لها، كما سيجعل كل دول العالم تحتقرهم وتزدريهم.

ولكن حتى الآن، تبدو عملية تجنيد السوريين لنقلهم إلى أوكرانيا محدودة وتجري بوتيرة بطيئة جداً.

 

المصدر: ميدل إيست آي