مهندس قانون قيصر لجو بايدن: رجاءً لا تنسَ الشعب السوري

ألقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، إليوت ل. إنجل، أمس الأربعاء، ملاحظات افتتاحية خلال جلسة استماع كاملة لـ اللجنة بشأن سوريا، جاء فيها:

"من قوانين محاسبة النظام السوري، كان لي مشروع قانون خاص في عام 2003، يهدف إلى إخراج سوريا من لبنان، ثم قانون "سوريا الحرة" في 2012، والذي كان أول اقتراح تشريعي لتسليح الجيش السوري الحر -المعارض للأسد حتى نهاية الفترة التي قضيتها في الكونغرس- عملت مع زملائي من كلا الجانبين ومع مجموعات خارجية لصد النظام القاتل في دمشق ودعم التطلعات الديمقراطية للشعب السوري.  

اقرأ أيضاً: النص الكامل لمشروع قانون "قيصر لحماية المدنيين في سوريا"

تحدثت عن سوريا من هذه المنصة مرات أكثر مما كنت أستطيع أن أحصي في السنوات القليلة الماضية. وفي كل مرة لا يسعني إلا أن أعتقد أنه لم يعد يوجد أسوأ من ذلك، إلا أنه كان يحدث الأسوأ،. أتباع الأسد يذبحون المدنيين في الشارع، ثم صاروا يسقطون البراميل المتفجرة المليئة بالشظايا والزجاج، وتهدف إلى تشويه وتشويه.

ثم يسيطر (داعش) على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، ويغتصب ويسرق ويقتل بوحشية. ثم تدخل القوات الجوية الروسية الحرب، لتزيد من تسليح السماء.   

النظام أجبر الناس الجياع على أن يأكلوا العشب من الأرض: الركوع أو التجويع.

الصين وروسيا تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

قطعت إدارة ترامب المساعدات عن الفئات الضعيفة في سوريا..

اقرأ أيضاً: قانون قيصر.. الحزمة الخامسة من العقوبات قبل نهاية العام

الآن أقول: كفى! كان هناك الكثير من المعاناة. فقد الكثير من الأرواح. وعلى المدى البعيد، لم يتم عمل الكثير لوقف المذبحة.

القليل جدًا تم تقديمه من قبل الولايات المتحدة عبر أوقات مختلفة، والقليل من شركائنا، وهذا الصراع لم ينته بعد. إنه جرح البشرية، ويستمر في التفاقم.  

  أتذكر ترتيب جلوس الأعضاء هنا في عام 2014، تحيط بهم أدلة فوتوغرافية من التعذيب والعنف في السجون السورية، والاستماع إلى عذاب "قيصر"، ذلك المصور العسكري الشجاع الذي انشق، واستطاع تهريب الآلاف من الصور التي تعطينا دليلًا على آلة القتل السورية. دفعتني تلك الشهادة المفجعة إلى تقديم قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا.  

اقرأ أيضاً: قيصر وقانونه.. القصة الكاملة وبالتفصيل (تسلسل زمني)   

قانون قيصر يفرض أشد العقوبات شمولاً على النظام السوري وداعميه منذ بداية الحرب. ما لم يوقفوا العنف ضد شعوبهم ويتخذوا خطوات لا رجعة فيها نحو السلام، يجب على الولايات المتحدة أن ترفع ثمن خياراتهم.

لقد عملنا بعناية مع المجتمع الإنساني للتأكد من أن قانون قيصر لن يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات الضعيفة من السكان. أعضاء الكونغرس الذين كانوا هنا يتذكرون تلك الصور المروعة لجثث وأشخاص يتعرضون للتعذيب والقتل.

كانت صوراً مروعة، يبدو أن أصحابها قد أتوا من "الهولوكوست" في ألمانيا وبولندا خلال الحرب العالمية الثانية. لقد جعلوني أشعر بالمرض حقا.

لذلك، يجب أن نتأكد من أن المساعدة الإنسانية يمكن أن تصل إلى الفئات الضعيفة من السكان. 

مشروع القانون الخاص بي، أقرّ في مجلس النواب ثلاث مرات قبل أن يصبح قانونًا العام الماضي. ونعقد جلسة اليوم في ذكرى صدوره لنقول: كيف يتم استخدام قانون قيصر لإنهاء الصراع؟

هل نحن أقرب إلى مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا للشعب السوري؟ في الوقت الذي يعيد فيه تنظيم الدولة تكوينه في سوريا؟

كيف يمكننا ضمان عدم تمكنهم وغيرها من المنظمات الإرهابية العنيفة من استغلال وجود الأسد المستمر لكسب الحرب الدعائية؟ يجب أن يكون الكونغرس جزءًا من الحل.       

اقرأ أيضا: مع دخوله حيز التنفيذ غداً كيف سيؤثر قانون "قيصر" على نظام الأسد؟

لن يكون تصحيح الوضع في سوريا أمرًا سهلاً، كما أظهرت لنا السنوات القليلة الماضية. لن نجد حلًا سحريًا في صفقة كبيرة أو تحديد المواقع الجيوسياسية أو المساعدة الإنسانية أو العمل العسكري.

إن إنهاء العنف ووضع الشعب السوري على طريق مستقبل أكثر إشراقًا سيتطلب بعض التفكير الجديد. إنني أقدر حقيقة أن الإدارة المقبلة تواجه مجموعة واسعة من الأزمات الملحة والمفاوضات الحاسمة في جميع أنحاء العالم، لكنني أحث: من فضلك لا تنسَ الشعب السوري".

يذكر أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إليوت إنجل، كان أول من اقترح فرض عقوبات على نظام الأسد تحت اسم "قانون قيصر للحماية المدنية"، وعمل على هندسة بنوده وتفاصيله، وقال حينها "لا شيء يمكن أن يعيد أولئك الذين فقدوا. لكن العالم مدين للقتلى والآخرين الأحياء بمحاولة وضع حد لهذه الأزمة. والدور الذي يجب أن تلعبه أميركا، هو الدفع باتجاه حل سياسي يسمح للشعب السوري بتحديد مستقبله".