icon
التغطية الحية

من يقف وراء اغتيال محسن زاده "أبو البرنامج النووي الإيراني"؟

2020.11.28 | 11:19 دمشق

ghhjhg.jpg
تلفزيون سوريا - غداف راجح
+A
حجم الخط
-A

مسلسل استهداف العلماء النوويين الإيرانيين والذي بدأ في العام 2010، لم ينته بتوقيع الاتفاق النووي في العام 2015، بين إيران والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا، أو ما يُعرف بمجموعة "5 +1"؛ حيث قتل يوم أمس الجمعة العالم النووي الإيراني ورئيس منظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع الإيرانية (محسن فخري زاده)، في محيط العاصمة الإيرانية طهران.

 ووصفت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني هذا الاغتيال بأنّه "ضربة قاسية وثقيلة للمجمّع الدفاعي للبلاد"، وفق تعبير الوكالة.

وفي السياق قال رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري: "إنّ إرهابيين مرتبطين بالاستكبار العالمي والنظام الصهيوني الشرير وفي عمل وحشي استهدفوا أحد مديري وموظفي المجالات العلمية والبحثية والدفاعية في البلاد". مؤكداً "أنّ بلاده لن تتوقف عن ملاحقة ومعاقبة مرتكبي جريمة الاغتيال".

بدوره القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي قال: "إن مثل هذه الجرائم لن تُقوض تصميم الإيرانيين على مواصلة الطريق المُشرِّف والمُقتدر، كما أن الانتقام الشديد ومعاقبة الجناة بات على جدول الأعمال".

على مرحلتين.. تفاصيل عملية الاغتيال

مصدر مطلع من داخل العاصمة طهران أكّد لموقع تلفزيون سوريا أنّ عملية الاغتيال تمّت على مرحلتين، وبفريق اغتيال كامل، ففي الأولى فجّر مُهاجمون مجهولون سيارة كانت بانتظار مرور فخري زاده أثناء عودته من مقر استراحة للضباط شمالي إيران.

وأوضح المصدر أن المرحلة الثانية من الهجوم بدأت بعد التفجير، حيث فتح المُهاجمون نيران أسلحتهم الرشاشة ليسقط فخري زاده بأربع رصاصات، كما قُتل عدد من الأشخاص، يُعتقد أنّهم من المُقربين من فخري زاده، غير أنّه لم يُكشف عن هوياتهم بعد.

وأكّد المصدر أنّ "مُنفّذ عملية الاغتيال غير معروف حتى اللحظة.. لكن ما تابعناه في الإعلام الإسرائيلي يُشير إلى أنّ تل أبيب ربما هي من قامت بهذا العمل. وحول أبعاد الحادث أشار المصدر إلى أنّ إسرائيل "تخلصت بهذه العملية من أكثر المُتطرفين الإيرانيين ضمن البرنامج النووي الإيراني".

 

 

وأضاف "ومن جهة ثانية أوصلت رسالة واضحة لطهران أنّها قادرة على قتل من تشاء في الوقت الذي تشاء وداخل العاصمة طهران".

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة أنباء الطلبة المُحافظة، عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية (بهروز كمال وندي) تأكيده أن "جميع العلماء في الصناعة النووية بالبلاد يتمتعون بصحة تامة"، مبيناً أنّه لم يكن برفقة فخري زاده أحد منهم أثناء وقوع الهجوم.

وأكّد المصدر أنّ فخري زاده كان يُدير برامج مهمّة للغاية في البرنامج النووي الإيراني، إضافة لكونه أحد أبرز الشخصيات المُطالبة بالحصول على القنبلة النووية، والخروج من الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة).

اقرأ أيضاً: إيران تتهم إسرائيل باغتيال فخري زاده.. ونتنياهو يلمح

وعن أسباب اغتيال فخري زادة قال رئيس تحرير موقع (أومدنيوز) مسعود تهراني لموقع تلفزيون سوريا: "فخري زاده كان أحد أبرز صُنّاع القرار والمؤثرين في الموضوع النووي في إيران". وأعرب عن اعتقاده بأن قتل العالم الإيراني "ربما يجعل المنطقة أكثر هدوءاً"، مضيفاً: "هو (أي فخري زاده) كان من أكثر الأشخاص تطرفاً في الدائرة الضيقة المحيطة بما يسمّى  "المرشد الأعلى" علي خامنئي".

وأشار تهراني إلى أنّ مقتل فخري زاده الذي يُقدمه النظام الإيراني على أنّه مؤسس أو أبو البرنامج النووي الإيراني، يُشكل فائدة جمّة للدول التي تُطالب ببقاء النظام الإيراني بلا أسلحة نووية.

وتساءل تهراني عن السبب الذي يدعو النظام الإيراني لامتلاك طاقة نووية "لن يستطيع الاستفادة منها في أيّ أعمالٍ مدنية ومشروعة"، مشيراً إلى أن هذا تناقض في تصريحات قيادات النظام الإيراني. وأضاف "إذا كان النظام الإيراني يسعى لطاقة نووية سلمية فلماذا يسعى لزيادة تخصيب عمليات اليورانيوم لمستوى هو لا يحتاجه؟".

ويجزم تهراني أنّ البرنامج النووي الإيراني لأغراض غير سلمية، مبيناً "أن مُفاعل بوشهر النووي على سبيل المثال والذي بنته روسيا وتقوم بتأمين اليورانيوم الخاص لتشغيله، لا يستطيع توليد الكهرباء لتشغيل المصابيح الموجودة بداخله".

وعلى عكس ما يُروجه النظام الإيراني بوجود إجماعٍ على هذا البرنامج النووي، يؤكد تهراني "أنّ الإيرانيين تختلف وجهات نظرهم إلى ذلك البرنامج تبعاً للفوائد والمصالح التي يكتسبونها من هذا النظام.. وفي الغالبية لا أحد يوافق على ما يقوم به هذا النظام".

وأضاف تهراني: "أكثر الإيرانيين تشدداً فيما يخص البرنامج النووي يُريدون برنامجاً نووياً لخدمة الشعب الإيراني كتوليد الطاقة وبعض الخدمات الطبيّة، لكن ما يُريده النظام الإيراني قطعاً بعيد عمّا يُريده الشعب".

فخري زاده الذي يُعتبر السبب الرئيسي للعقوبات على طهران، يُمكننا أن نجد اسمه في كل التعاملات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، وذلك منذ بداية التعامل مع عبد القادر خان وصولاً إلى معاملات السواق السوداء لشراء مُستلزمات البرنامج النووي الإيراني، وصاحب اللوبي الفاعل في الساحة السياسية الإيرانيّة.

ولا يُستبعد تهراني أن تكون عملية اغتياله "تمّت بأدي الحرس الثوري بعد أن أصبح نُفوذه يُشكّل خطراً عليهم، خصوصاً مع التغييرات الحاصلة في البيت الأبيض والتي تستعد طهران للتعامل معها، إضافة إلى اقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية المُتوقع إجراؤها في حزيران من العام القادم"، وفق تهراني.

سلسلة اغتيال العلماء النوويين

وشهدت العُشريّة الماضية اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين بدأت في العام 2010 مع اغتيال العالم النووي الإيراني وأستاذ الفيزياء النووية بجامعة طهران مسعود علي محمودي، وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ذاته استهدف العالم وأستاذ الفيزياء النووية بجامعة الشهيد بهشتي (مجيد شهرياري)، وفي اليوم ذاته نجا من الاغتيال (فريدون عباسي دواني) أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الشهيد بهشتي، والذي عُيّن لاحقاً نائباً للرئيس ورئيساً لهيئة الطاقة الذرية، كما عُيّن عالماً أولَ في وزارة الدفاع ومرتبطاً بمعهد الفيزياء التطبيقية.

واغتيل داريوش رضائي نجاد في 23 يوليو/ تموز 2011، وكان طالب دكتوراه في الهندسة الكهربائية في جامعة خواجة ناصر الدين الطوسي للتكنولوجيا، وقُتل أمام منزله، وذكرت وكالة أسوشيتيد برس أن أبحاث رضائي نجاد حول مفاتيح الجهد العالي شكّلت جزءاً مهماً في برنامج بناء الرؤوس الحربية النووية المستخدمة في الأسلحة النووية.

وأخيراً في 11 يناير/ كانون الثاني من العام 2012 اغتيل مصطفى أحمدي روشان الذي شغل منصب نائب الرئيس التجاري لموقع نطنز النووي.