الملخص:
- في تموز 2018 بدأت قوات النظام السوري حملة عسكرية عنيفة براً وجواً ضد محافظة درعا
- تسببت الحملة بتهجير وتشريد الآلاف من سكان المحافظة
- بعد خمس سنوات من التهجير، يطالب أهالي درعا بعودة كريمة إلى منازلهم، لكنهم يرفضون التسوية مع النظام السوري.
في مثل هذه الأيام قبل خمس سنوات، تعرضت محافظة درعا جنوبي سوريا لحملة قصف مروعة من قبل قوات النظام وميليشياته بالإضافة إلى الطيران الروسي، في تموز عام 2018، ما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وتشريد الآلاف من سكان المحافظة.
إثر الحملة الرهيبة، غادرت قوافل تضم آلاف الأشخاص من سكان محافظة درعا وعائلاتهم، تاركين أرضهم ومنازلهم وكل ما يملكونه، واتجهت نحو الشمال السوري، بعد رفضهم اتفاقية التسوية التي تم التوصل إليها بين النظام السوري وبعض الفصائل المسلحة بوساطة الشرطة العسكرية الروسية.
تعرض هؤلاء المهجرون الذين قصدوا الشمال بحثاً عن ملاذ آمن، لأوضاع إنسانية صعبة وظروف قاسية خلال رحلتهم، ولكنهم سعوا جاهدين للوصول إلى المناطق التي يأملون أن يعيدوا بناء حياتهم فيها.
يقول مالك أبو همام، أحد المهجرين من درعا المقيمين في الشمال السوري، لـ موقع تلفزيون سوريا، إنه بالرغم من مرور خمس سنوات على تلك الحادثة، فإنه لا يزال يذكر درعا بشوق كبير، ويحلم باليوم الذي سيعود فيه إلى منزله.
وعلى الرغم من قسوة الواقع وثقل ما تحمله الذاكرة من حنين للموطن الذي نشأ فيه، يرفض مالك فكرة التسوية مع النظام للعودة إلى منازلهم، مؤكداً أن عودة الأهالي إلى درعا يجب أن تكون معززة مكرمة، وهو ما لا يمكن التوصل إليه مع نظام لا يلتزم بعهدٍ أو ميثاق، بحسب تعبيره.
ويأمل مالك الذي ينحدر من مدينة نوى غربي درعا، في أن يتمكنوا قريباً من العودة إلى درعا، لإعادة إعمار ما دمره النظام، مشدداً على أنهم لن يصالحوا مجرمًا قتل أهلهم وشرد أقاربهم ودمر ممتلكاتهم.
ونجا مالك من حملة النظام على مدينة نوى في 17 من تموز عام 2018، إذ ضربت قوات النظام والميليشيات المساندة لها حصاراً خانقاً على المدينة، وقصفتها بعنف بمختلف أنواع الأسلحة، إلى جانب الغارات الجوية الروسية، بهدف إجبار فصائل المعارضة في المدينة على الاستسلام من دون شروط، ما أسفر عن مقتل نحو 18 شخصاً، وإصابة العشرات.
كما تعرضت قافلة التهجير التي سلكها مالك إلى احتجاز من قبل الميليشيات الإيرانية في مدينة حمص، لعدة ساعات خلال مسير القافلة إلى مدينة إدلب.
11 ألف مهجراً من درعا شمالي سوريا
وبحسب إحصائية مجلس محافظة درعا في الشمال السوري بلغ عدد الضحايا من أبناء درعا في المعارك العسكرية ضد النظام السوري منذ عام 2019، نحو 150 شخصاً بين قتيل وجريح، وذلك بعد إجراء التسوية.
وقال رئيس مجلس محافظة درعا الحرة عصمت العبسي، لـ موقع تلفزيون سوريا، إن مجلس المحافظة أُسس عام 2019، بعد مرور عام من تهجير سكان درعا.
وأشار إلى أن أهالي درعا يتوزعون حاليًا في مدينة إدلب وريف حلب، وأن قرابة 20% منهم يعيشون في المخيمات، وأكد أيضًا أن العديد من أبناء المحافظة عادوا إلى مقاعد الدراسة بعد توقفهم عنها منذ بداية الثورة.
وطالب العبسي، بإنشاء مشاريع إنتاجية توفر فرص عمل لأبناء درعا في الشمال السوري، كما دعا إلى مساعدة الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة في الجامعات لاستكمال تعليمهم.
يُذكر أن أول قافلة خرجت من محافظة درعا في 15 تموز عام 2018 من مدينة درعا البلد، وكانت آخر قافلة للتهجير من المدينة في 11 آب من نفس العام، أدت إلى تهجير نحو 11 ألف شخصاً من درعا إلى الشمال السوري، يتوزعون الآن بين إدلب وريف حلب، بحسب مجلس محافظة درعا.