كان من دواعي سرور القائمين على مشفى بيمبروك أن يستقبلوا الطبيب بيير زاكو اختصاصي الطب الداخلي ضمن فريقهم من الأطباء المحترفين.
يعمل هؤلاء الأطباء المتخصصون بالطب الداخلي على معالجة الأمراض التي تصيب أعضاء مثل القلب أو الكلى أو الكبد أو الرئتين، مع كل الحرص على عمل تلك الأعضاء وتفاعل بعضها مع بعض بشكل جيد، وهذا الفريق متخصص بمعالجة الأمراض الداخلية لدى الكبار، وقد تلقى تدريباً خاصاً على حل المشكلات التي تطرأ على التشخيص ومعالجة الأمراض الحادة المزمنة، ومساعدة المرضى الذين يعانون من ظروف صحية معقدة ومتعددة.
انضم زاكو لهذا المشفى في أواسط شهر تموز الماضي، وهو شاب ولد وترعرع في حلب حيث درس فيها الطب وتخرج في الجامعة في عام 2015.
وفي عام 2016 قدم إلى كندا كلاجئ وأمضى سنتين في مونتريال وهو ينهي امتحانات معادلة الشهادة ويعمل لدى مستوصف بسان لوران في كيبيك، حيث تعامل مع عدد من الأطباء المتخصصين بطب الأسرة وغيره من الاختصاصات.
وحول تجربته يحدثنا زاكو فيقول: "حالفني الحظ عندما قبلت في برنامج الإقامة للمتخصصين بالطب الداخلي لدى جامعة أوتاوا في عام 2018 حيث أمضيت السنوات الأربع التي أعقبت ذلك العام"، وأضاف بأن هذا البرنامج انتهى في حزيران من العام الجاري، فتمت إعادة توطين زاكو في منطقة بيمبروك ليعمل بدوام كامل كطبيب أمراض باطنية في ذلك المشفى.
يخبرنا زاكو بأنه رغب دوماً بالتخصص في مجال الأمراض الداخلية، وقد ساعدته تجربته الإيجابية في الإقامة التي منحتها له جامعة أوتاوا على تعزيز تلك الرغبة، وعنها يقول: "استمتعت كثيراً بالوقت الذي أمضيته بموجب إقامتي في مجال طب الأمراض الباطنية بأوتاوا، لأن ذلك منحني تجربة غزيرة في مجال معالجة حالات معقدة للغاية مع القدرة على النظر للصورة الأكبر عند التعامل مع تلك الحالات".
أتى قرار زاكو القاضي بانتقاله إلى بيمبروك بعد انتهاء إقامته كنتيجة مباشرة لتجربته في تلك المدينة خلال شهر شباط الماضي عندما ألقى محاضرة تطوعية في مشفى بيمبروك، وعن ذلك يقول: "كان الناس هنا-سواء أكانوا موظفين أم مرضى- بغاية اللطف والحفاوة، وكان من السهل التعامل معهم، إلى جانب أني أدركت مدى الحرمان الذي تعاني منه هذه المنطقة، ولهذا فكرت بأني قادر على تغيير واقعها عبر العمل هنا".
يحدثنا الطبيب رئيس قسم الطب الباطني والرعاية الحرجة لدى مشفى بيمبروك عن الطبيب زاكو فيصفه بأنه قائد فريق صاحب شخصية جميلة يسهل التعاون معها، وهو على استعداد دائم لمد يد العون كما يحمل معه على الدوام أوارق اعتماد وتوصيات لا تشوبها شائبة على حد تعبيره.
ويضيف هذا الطبيب بأن التزام زاكو بدوامه بشكل كامل وبواجبه تجاه مجتمعه قد ساعد على تحقيق الرؤية التي بات على فريق القيادة العليا في المشفى أن يطلقها لتسريع الوصول إلى عيادة طب الأمراض الداخلية التي أصبح المرضى بحاجة ماسة لها بعد زيارتهم لقسم الطوارئ أو خروجهم من المشفى. وأتى ذلك في الوقت الذي بقيت فيه تلك الخطط قيد التنفيذ طوال سنوات عديدة دون أن تتمكن إدارة المشفى من تأمين الدعم المطلوب على يد اختصاصي في هذا المجال.
ويعلق مدير هذا القسم على ذلك بقوله: "إن تأسيس تلك العيادة قد حسن وبشكل كبير من عملية تخريج المرضى وانتقالهم إلى بيوتهم، كما ساعد على متابعتنا لمرضانا الذين يعانون من مشكلات باطنية، وليس لديهم طبيب أسرة".
يذكر أن زاكو يعمل أيضاً لدى العيادة القلبية في المشفى وكذلك لدى عيادات ومستوصفات متخصصة بأمراض القلب.
المصدر: Ottawa Citizen