لا يعرف حتى الآن من سيكون المرشح لمنصب نائب الرئيس الأميركي في حال فاز دونالد ترامب لمرة ثانية في الانتخابات الرئاسية الأميركية نهاية عام 2024.
وفي ظل التجاذب السياسي الحالي، ما هي الاحتمالات المتوفرة، ومن هي الشخصيات التي يمكن أن تتولى هذه المهمة؟
مايك بنس
لا يملك السياسي المخضرم مايك بنس الحظ في تولي منصب نائب الرئيس مجدداً، لأنه لم يساند ترامب عندما خسر الانتخابات في 2024 ولم يعترض على نتائجها. في ذلك السياق ورغم أنه شغل منصب نائب رئيس دونالد ترامب بين 2016 و2020، انتقد بنس الهجوم الذي نظمه أنصار الرئيس الأميركي السابق ضد مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن. وتعتبر هذه المواقف بالنسية لترامب خيانة عظمى للولاء.
يجب على نائب الرئيس الأميركي المقبل لدونالد ترامب في حال فاز بالانتخابات الرئاسية أن يكون مخلصاً، شأنه شأن أعضاء مكتبه. فالملياردير ترامب المتورط في عديد الملفات القضائية الفدرالية يريد تعيين نائب قادر على خلافته في حال تم الحكم عليه وعزله، وأيضاً أن يصدر لصالحه العفو الرئاسي.
وفي سؤال طرحته قناة "فوكس نيوز" الأميركية حول الصفات التي يود أن تميز نائبه، أجاب ترامب: "عليه أن يكون رئيساً جيداً (..) فبإمكاننا أن نواجه في أي وقت أمراً طارئاً. إذاً الميزة الأساسية التي يجب أن يتحلى بها هي أن يكون رئيساً جيداً"، مضيفاً في نفس الوقت أن اسم نائب الرئيس "لن يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية".
ويتم حاليا تداول أسماء عدة شخصيات قد يختار دونالد ترامب إحداها لشغل منصب نائب الرئيس في حال فوزه، ومن بين هذه الأسماء هؤلاء:
السيناتور الجمهوري تيم سكوت
يملك المواصفات المثالية لكي يشكل ثنائياً رئاسياً ناجحاً مع دونالد ترامب. هذا السيناتور، وهو من أصول أفريقية أميركية، والمنتخب في ولاية كارولينا الجنوبية قرر مؤخراً الانسحاب من غمار الانتخابات التمهيدية، معلناً تضامنه ودعمه لدونالد ترامب.
في بداية حملته الانتخابية، فضل عدم انتقاد دونالد ترامب بشكل علني. وقال بأنهما اشتغلا معاً من أجل تخفيض الضرائب على الأميركيين.
خبرته في الكونغرس وعلاقاته مع مختلف الدوائر في الكونغرس قد تساعد الهيكل التشريعي على تطبيق أجندة "أميركا أولاً". كما أنه باستطاعته إغراء وإقناع بعض الناخبين السود بالتصويت لصالح ترامب وبعض الناخبين الأحرار أو غير المتحمسين لعهدة ثانية لترامب.
وفي مقال نشر في جريدة "نيويورك تايمز" كتبت كاليان كونوي، المستشارة السابقة لدونالد ترامب "بإمكان تيم سكوت أن يخفف من حدة الانتقادات الموجهة للجمهوريين في ملف الإجهاض"، داعية أنصار حزبها إلى "إعادة السيطرة على هذا النقاش "المتفجر والساخن" والذي استخدمه الديمقراطيون "لكسب انتصارات انتخابية عديدة".
وأضافت هذه المستشارة السابقة " تيم سكوت يملك خبرة في التعامل مع ملف الإجهاض. فهو قادر من جهة أن يشرح المخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها عمليات الإجهاض المتأخرة على الجنين، ومن جهة أخرى يعرف كيف يتحدث بشفقة وتعاطف عن الأطفال الذين سيولدون في تلك الحالات". وقال دونالد ترامب لفوكس نيوز إنه اتصل بتيم سكوت وأخبره بأنه مرشح لامع.
كريستي نويم
دونالد ترامب ذكر أيضاً كريستي نويم حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية قائلاً: "إنها تدعمني بشكل مذهل وقالت إنها لن تترشح ضدي لأني "لا أستطيع هزمه"..هذا لطيف من قبلها".
تبلغ كريستي نويم من العمر 52 عاماً. فازت سابقا بجائزة ملكة جمال لكنها تفتقر إلى التجربة السياسية على المستوى الوطني. تتمتع بشعبية كبيرة في منطقة "ميدويست" حيث توجد عدة ولايات يتنازعها الديمقراطيون والجمهوريون دون أي حسم ممكن واضح.
لكن يجب توخي الحذر. فإذا كانت كريستي نيوم قادرة على إقناع بعض النساء بالتصويت لصالح ترامب، فهذا لا يعني أنه يمكن ضمها لمعسكر المعتدلين. فقد رفضت مثلاً فرض الحجر الصحي في ولاية داكوتا الجنوبية في أثناء انتشار جائحة كوفيد 19.
إليز ستيفانينك
هي امرأة أخرى مخلصة لترامب وبإمكانها أن تصبح نائبته في حال انتخب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في 2024. يبلغ عمرها 39 عاما وهي متخرجة من جامعة هارفارد وسيناتورة في ولاية نيويورك وتنتمي لمعسكر "لنجعل أميركا أقوى".
تشارك في التجمعات الانتخابية التي ينظمها دونالد ترامب حيث تقوم "بتهيئة وتسخين" القاعة. هذه الشابة وصفت "كل المتهمين قضائيا بمهاجمة مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 بالرهائن". وإضافة إلى إخلاصها التام لدونالد ترامب، فهي تمتلك أيضا تجربة كبيرة في السياسية وخبرة طويلة في الكونغرس يمكن أن تستعين بها في حال تولت منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة.
انتقد ترامب كثيراً في البداية قبل أن يغير موقفه ويعلن مساندته له. نشر كتاباً بعنوان "هيلبيلي إليجي" لقي رواجاً كبيراً وهو مكون من شهاداته الذاتية حول الطبقات الشعبية البيضاء التي وقعت ضحية تراجع قطاع الصناعة في الولايات المتحدة الأميركية.
كان في السابق من بين المعادين لترامب قبل أن يغير موقفه ويسانده في 2022 طمعاً في الفوز بمقعد بالكونغرس في 2022. ووصفه ترامب قائلاً: "فانس يتملق لي بهدف أن أسانده" وفعلاً فاز في ذلك الوقت فانس بالانتخابات في ولاية أوهايو، لكن بصعوبة.
في حين تحول اليوم إلى مرشح مخلص لترامب ويفهم أكثر من أي مسؤول آخر مغزى "لنجعل أميركا أقوى". كما يشكل موقفه المشابه لموقف تيم سكوت بشأن الإجهاض ميزة إضافية. لكن فوزه الصعب في 2022 أظهر بأنه لا يحظى بتوافق مطلق، كما أن إمكانياته في مجال السياسة على الصعيد الوطني محدودة.