خرّجت "الهيئة السورية للاختصاصات الطبية" (SBOMS) 60 طبيباً في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، من مختلف الاختصاصات، بعضها نادرة.
وقال مدير صحة إدلب، الدكتور زهير قراط، في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إنّ الطلاب والطالبات تخرجوا عن طريق (SBOMS) معبّراً عن تطلعهم إلى تخريج عدد جيد من الأطباء من مختلف التخصصات، لرفد القطاع الصحي بما ينقصه.
وذكر الخريج، الطبيب تامر الخلاصي، تخصص أمراض داخلية، أنه قرر إكمال الطريق للتخرج، بعد انقطاع دام 7 سنوت بسبب ظروف الاعتقال.
وأشار الخلاصي، إلى أنه تخصص أيضاً بفرع العصبية، وهو تخصص نادر جداً في الشمال السوري، مضيفاً أن مسار التخرج كان بإشراف أطباء سوريين داخل وخارج البلاد.
دور الدفعة في تعزيز الخدمات الطبية
حضر حفل التخريج مدير صحة إدلب بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الطبيين وعديد من الشخصيات العلمية ومدراء مشاف عاملة في الشمال، إذ يعتبر المشروع التدريبي الأكاديمي هذا بمثابة "إنعاش للقطاع الطبي في المنطقة"، وفق وصف الحضور.
وقال الدكتور حسام قرة محمد نائب مدير صحة إدلب لموقع تلفزيون سوريا: "يعتبر تخريج هذه الدفعة إنجازًا كبيرًا في إدلب، ومن المقرر تعزيز المستشفيات وسد الثغرات في القطاعات الطبية بمختلف التخصصات التي تعاني من نقص بعض التخصصات الحيوية".
وأشار قرة محمد إلى أن هناك 60 خريجًا وخريجة من تخصصات متنوعة مثل التخصصات العينية والعظمية والعناية المشددة وأمراض الباطنية والصدرية والهضمية والعصبية وطب الأطفال وتوليد وأمراض النساء والقلب والأوعية والكلى (تخصص نادر) وجراحة المسالك البولية وأمراض نفسية وأمراض الدم والأورام وجراحة عامة وغدية وعائية ودبلوم طب الأسرة. وتمتد سنوات التخصص من سنتين إلى 6 سنوات تبعًا لنوع التخصص.
وأضاف الدكتور وسيم زكريا، مدير دائرة التدريب والبحث العلمي في الهيئة السورية في SBOMS في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا: أن "الحفل تزامن مع تكريم المجالس العلمية في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية وتم خلال هذا الحفل توزيع شهادات الاختصاص على 60 طبيبًا وطبيبة من الدفعة الثامنة و يأتي هذا الحفل بعد مرور 8 سنوات على تأسيس الهيئة للاختصاصات، حيث يتم تخريج دفعة جديدة كل عام الأمر الذي يعكس حصيلة الجهود المبذولة والتزام الهيئة بتطوير وتنمية القطاع الطبي".
الطبيبة لبنى سعد، خريجة طب الأطفال من جامعة حلب عام 2017 قالت: "انضممت إلى برنامج الاختصاص في SBOMS عام 2019، تتيح لنا هذه الهيئة الفرصة لاستكمال تخصصنا وتحقيق أحلامنا، الفترة التي قضيتها في التخصص كانت 4 سنوات، تحملتنا فيها العديد من التحديات بما في ذلك القصف والتهجير، لكننا تغلبنا على جميع الظروف، واليوم أكملت حلمي. سأكون على استعداد لخدمة أهلنا في الشمال بكل تفانٍ وإخلاص."
الطبيب أحمد البيوش هو الآخر تخرج من المشروع في اختصاص الأمراض الداخلية وهو حاصل على أول شهادة في اختصاص الأمراض الداخلية من دفعة SBOMS عام 2021 و بدأ مسيرته الأكاديمية في هذا المجال وتابع دراسته ضمن الهيئة يقول: "حصلت على شهادة الاختصاص في زمالة العناية المشددة لدى البالغين والذي يعتبر واحداً من الاختصاصاصات النادرة والجديدة في إدلب".
مشيرا إلى أن هذه التخصصات النوعية تلعب دورًا كبيرًا في تطوير القطاع الطبي الذي كان يعاني من نقص وقصف للشواغر الطبية، وتابع "اليوم بفضل تلك الجهود أصبحت المنظومة الطبية أفضل من قبل حيث يتم توزيع خريجي هذه التخصصات على مختلف المستشفيات لسد العجز".
وتشارك الدكتورة رنا صطيف، خريجة SBMOS في اختصاص طب الأطفال تجربتها بعد تخرجها من قسم عناية الأطفال حديثي الولادة والتي استمرت فترة التخصص فيها لمدة 4 سنوات في مستشفيات الشمال حيث تصف التدريب بالغني والذي تم تحت إشراف اختصاصيين.
نقص الكوادر الطبية شمالي سوريا
ويعتبر نقص التخصصات النوعية مشكلة كبيرة يعاني منها القطاع الطبي في الشمال السوري بعد النقص العام في عدد الأطباء الغير المختصين فتسعمئة طبيب فقط هو كلّ ملاك القطاع الطبي في منطقة إدلب، ومثلهم يغطّون ذات القطاع في ريفي حلب الشمالي والشرقي، أرقام رسميةٌ لعام 2022.
نقص الكوادر الطبية النوعية ساهم في زيادة الضغط على أقسامها إذ تضطر بعد العمليات كتلك الخاصة بالأطفال الخدج للتسجيل على دور يستمر شهراً على الأقل في حضرة أربعة أطباء مختصين فقط والحال ذاته بالنسبة لكثير من التخصصات النوعية كالوعائية والكلى والقلبية وغيرها مادفع لوجود الهيئة السورية للاختصاصات الطبية كوسيلة لرأب الصدع بين الحاجة الكبيرة والندرة الحاصلة في بعض التخصصات النوعية.
الجدير بالذكر أن الهيئة السورية للاختصاصات الطبية هي هيئة علمية أكاديمية مهنية تقوم بمنح شهادات موحدة تسمى شهادة اختصاص الهيئة السورية للاختصاصات الطبية لكافة الأطباء المتدربين على اختلاف اختصاصاتهم بعد إتمامهم فترة التدريب المقررة في المنشآت الطبية المعتمدة من قبلها واجتيازهم الامتحانات المقررة وهي ذات هوية قانونية ومالية مستقلة ومرتبطة بوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة.
عشرات الخريجين يكملون اختصاصاتهم
ومنذ سنوات، قرر عشرات من خريجي الطب البشري في جامعتي إدلب وحلب الحرة، خوض غمارٍ آخر وتحدٍ جديد، بعد التخرج من الجامعة، يتمثل بالخضوع لنظام الإقامة في مختلف الاختصاصات الطبية والجراحية، على أمل بناء جيلٍ واعدٍ من الأطباء في منطقة شمال غربي سوريا.
وترعى الهيئة السورية للاختصاصات الطبية هذه المبادرة، عبر 34 مركزاً تدريبياً معتمداً في ريفي إدلب وحلب، موزعة ما بين مشافٍ ومستوصفات أو منشآت طبية مخصصة للتدريب، تهدف بشكل أساسي إلى تدريب الأطباء الخريجين من جامعات الشمال السوري حسب اختصاص كلٍ منهم.
وأُسست الهيئة السورية للاختصاصات الطبية (SBOMS) منتصف عام 2015، وذلك نتيجة العدد الكبير من الأطباء الذين لم يتمكنوا من إكمال تخصصهم بسبب الوضع في سوريا، ونقص الأطباء والموظفين الطبيين المتخصصين، إضافة لهجرة العديد من الأطباء إلى خارج سوريا لمواصلة تخصصهم، والحاجة المستمرة لتزويد القطاع الصحي بأطباء متخصصين والإشراف على تدريبهم وتقييم عملهم.
ويتم منح شهادة التخصص من قبل الهيئة عند نجاح الطبيب المقيم في جميع الاختبارات الأولية والنهائية والسريرية والشفوية التي تؤهله للعمل كطبيب متخصص في الشمال السوري.