شددت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" على أن إغلاق معبر باب الهوى "سيوجه ضربة مدمرة" لنظام الرعاية الصحية في سوريا"، داعية الدول الأعضاء في مجلس الأمن لتوفير استراتيجية وصول للمساعدات الإنسانية "تتجاوز فساد النظام السوري".
وفي بيان لها، قالت المنظمة إن "مجلس الأمن أمام خيارين، إما مواصلة تدفق المساعدات لأكثر من 4 ملايين سوريا، أو التخلي عنها لصالح النظام السوري، الذي مارس معاملة وحشية للمدنيين بشكل منهجي، وقصف المستشفيات، وعرقل الرعاية الصحية للملايين".
وأوضحت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" أن "التصويت لإعادة تفويض معبر باب الهوى هو قرار حياة أو موت لملايين السوريين الذين يعتمدون على المساعدات التي تتدفق عبر هذا المعبر، بما في ذلك الأدوية الأساسية والمعدات الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة".
وأكد بيان المنظمة على أنه "إذا سمح مجلس الأمن بانتهاء صلاحية القرار 2585 في 10 من تموز المقبل، فإن إغلاق الحدود سيجبر الملايين على مواجهة حالة من عدم اليقين الخطيرة، ويعانون من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الصحة".
وضع كارثي بالفعل
ووفق "أطباء من أجل حقوق الإنسان" فإنه "إذا صوّت مجلس الأمن على إنهاء مفاجئ للمساعدات عبر الحدود في شمالي سوريا، فسوف يتفاقم الوضع الكارثي بالفعل".
وطالبت المنظمة الدول الأعضاء في مجلس الأمن بتجديد تصريح معبر باب الهوى لمدة 12 شهراً على الأقل، حتى تتمكن المنظمات غير الحكومية والمنظمات الإنسانية الأخرى من التخطيط لبرامجها في سوريا.
كما حثّت المنظمة الدول الأعضاء على إعادة تفويض معبري باب السلام واليعربية، من أجل "ضمان الوصول المتكافئ والكافي للمساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء شمالي سوريا".
فساد النظام وانتقام
ودعا بيان المنظمة إلى "تقديم استراتيجيات طويلة الأجل توفر حلولاً دائمة لنقص الإمدادات والخدمات الطبية في شمالي سوريا، تتجاوز على فساد النظام وانتقامه عند نقاط التفتيش، لضمان الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة في المنطقة".
وشددت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" على أنه "يجب على روسيا ألا تستخدم بقسوة أرواح ملايين السوريين كورقة مساومة لتعزيز أهدافها الحربية في أوكرانيا".
وأشار بيان المنظمة إلى أن "الوقت ينفد على ملايين السوريين الذين تتعرض حياتهم للخطر بسبب الانهيار الوشيك لنظام الرعاية الصحية العامة"، مؤكدة على أنه "يجب ألا تخذل السوريين قبل أن يدق الجرس في 10 من تموز المقبل".
انتهاء العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود
وينتهي العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والتي أقرها مجلس الأمن الدولي العام الماضي، بتاريخ العاشر من تموز المقبل، حيث كانت تدخل من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وتزايدت المخاوف في الأشهر الأخيرة من تفاقم الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا، حيث قد تجبر روسيا على إيصال المساعدات الإنسانية للشمال الغربي عبر الخطوط من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وتقدر الأمم المتحدة أن 14.6 مليون سوري يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويواجه 12 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا الآن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهي زيادة مهولة بنسبة 51 في المئة منذ عام 2019.