icon
التغطية الحية

منظمة: النساء يتعرضن لعنف وكآبة مزمنين في مخيمات الأرامل شمال غربي سوريا

2022.04.11 | 16:48 دمشق

نازحات مع أطفالهن في شمال غربي سوريا
نازحات مع أطفالهن في شمال غربي سوريا
الغارديان - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تتعرض نساء يعشن مع أطفالهن في بعض المخيمات التي يصعب الوصول إليها في شمال غربي سوريا، إلى عنف وكآبة مزمنين يصلان إلى مستويات عالية، إلى جانب إجبار بعض النسوة على ممارسة الجنس من أجل البقاء بحسب ما كشفه تقرير لمنظمة "وورلد فيجين".

وقد تبين أن الأطفال الذين يعيشون فيما يعرف باسم "مخيمات الأرامل" يعانون من إهمال كبير، إلى جانب تعرضهم لانتهاكات وللإجبار على العمل، في حين تصل الأمهات إلى "نقطة الانهيار" على الصعيد النفسي. وقد ذكر أكثر من 80% من النساء بأنهن محرومات من أي رعاية صحية كافية، فيما عبرت 95% منهن عن إحساسهن باليأس، بينما ذكر 34% من الأطفال بأنهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال العنف، و2% منهم أعلنوا أنهم تعرضوا للزواج المبكر. وتمثل عمالة الأطفال مشكلة كبيرة مع اضطرار 58% من الفتيان و49% من الفتيات بعمر 11 عاماً فما فوق إلى العمل.

اعتداءات جنسية

ومن بين الأشخاص البالغ عددهم 419 شخصاً ممن أجرت معهم منظمة وورلد فيجين غير الحكومية مقابلات داخل 28 مخيماً، بما أن هذه المخيمات تؤوي الآلاف من النساء العازبات، بينهن من طُلّقن أو فُقد أزواجهن، إلى جانب أطفالهن، ذكرت امرأة واحدة من بين كل أربع نساء تقريباً بأنها شهدت حالات اعتداء جنسي في المخيم بوتيرة يومية أو أسبوعية أو شهرية، كما أن قرابة 9% ممن أجريت مقابلات معهن ذكرن بأنهن تعرضن للاغتصاب الجنسي.

ولقد أوردت تلك المنظمة غير الحكومية أنه ممنوع على النساء مغادرة تلك المخيمات بحرية، لذا، ومع عجزهن عن الحصول على وظيفة مأجورة أو تأمين ما يعيل عائلاتهن، أدركت بعض النسوة أن "لا خيار" أمامهن سوى المشاركة فيما يعرف بالجنس من أجل البقاء وذلك مع حراس المخيم ومديريه.

وعن هذا الوضع، تتحدث ألكساندرا ماتي التي شاركت في كتابة هذا التقرير، فتقول: "إننا نرى العالم وهو يعبر عن تضامنه مع ضحايا النزاع في أوكرانيا، ويحق له ذلك، كما نشاهد الحكومات وهي تلتزم بكل سخاء وكرم بالقيام بكل ما يحتاجه الأمر لتلبية الاحتياجات الإنسانية هناك، إلا أن الأرامل السوريات وأولادهن من حقهن الحصول على القدر ذاته من التعاطف والتراحم والالتزام، وذلك لأن آلامهن ويأسهن وحاجتهن لا تقل عن حاجة أي شخص آخر اضطر للهروب من النزاع".

لا ماء.. لا خبز

فاطمة (اسم مستعار)، أم لثلاثة أبناء تعيش في أحد تلك المخيمات، وتعاني من آلام ظهر مبرحة لكنها لا تستطيع الحصول على رعاية صحية، ولهذا تقول: "ليس لدينا حتى الخبز والماء، ولهذا عندما يطلب الأولاد موزاً أسألهم أن يتحلوا بالصبر، إذ ما باليد حيلة، ثم إن الماء والخبز أهم".

وذكرت فاطمة أنه من الخطر على النساء والفتيات التوجه نحو الجبل لجلب الحطب بغرض التدفئة أو الطهي، وهنا تقول: "إن تلك العملية غير آمنة على الإطلاق، إذ ينبغي علي أن أصطحب جارتي معي أو أي شخص آخر حتى لا أذهب لوحدي، كما لا أستطيع إرسال أولادي بمفردهم هم أيضاً، لأن الوضع غير آمن، وليس لدي أي أحد".

يذكر أن قرابة سبعة ملايين سوري نزحوا في الداخل منذ بدء النزاع في عام 2011، يعيش منهم نحو مليونين وثمانمئة نسمة كنازحين في الداخل ضمن مخيمات يقدر عددها بنحو 1300 مخيم أقيمت في شمال غربي البلاد.

تعب من قبل المانحين

أتى تقرير منظمة وورلد فيجين قبل عقد مؤتمر للتعهدات التي ستقدمها حكومات الدول من أجل سوريا في بروكسل خلال شهر أيار المقبل، بعد أن انخفض التمويل المخصص لتلك المخيمات إلى أدنى مستوى له منذ عام 2015 بسبب ما وصفه التقرير بأنه كان "تعبا من قبل الجهة المانحة مع تفشي كوفيد-19"، ولذلك لم تحقق خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا إلا أقل من نصف ما خططت له خلال السنة الماضية، ولهذا أصبح أكثر من 14 مليون سوري بحاجة لشكل من أشكال المساعدة اعتباراً من الشهر الفائت، بحسب ما أوردته هيئة الأمم المتحدة.

المصدر: غارديان