انتقد عدد من المنظمات والأحزاب السياسية الألمانية خطط الحكومة بشأن تمديد حظر الترحيل إلى سوريا، خاصة في ظل غموض الوضع في سوريا واستمرار الانتهاكات الحقوقية من قبل نظام الأسد.
وبحسب موقع (DW) الألماني فقد انتقدت منظمة "برو أزول" المعنية بشؤون اللاجئين خطط وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الرامية لتمديد الحظر العام الذي تفرضه بلاده على الترحيل إلى سوريا. وترى المنظمة أن التعذيب والملاحقة التعسفية يمكن أن تطول أي فرد في سوريا.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة، غونتر بوركهارت، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "إنه من غير المناسب على الإطلاق أن يناقش وزراء الداخلية على المستوى الاتحادي والولايات خلال اجتماعهم الخريفي هذا الأسبوع مسألة إنهاء الحظر العام المفروض على الترحيل لسوريا".
وأضاف "نظام الأسد لا يمكن التنبؤ بتصرفاته على الإطلاق". وذكر بوركهارت أن اقتراح وزير الداخلية هورست زيهوفر، في هذا الشأن ما هو إلا "دعاية شعبوية".
بدورها قالت خبيرة شؤون اللاجئين في الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، لويزه أمتسبرغ، في تصريحات لـ(د.ب.أ) إن زيهوفر أثبت باقتراحه "أن معرفته بحالة حقوق الإنسان والوضع الأمني في سوريا سيئة على نحو مفزع"، مضيفة أن بعض وزراء الداخلية في الولايات أشاروا عن حق إلى أن "الترحيل إلى سوريا مجاف للواقع".
وذكرت أمتسبرغ أن وزارة الخارجية، التي يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مُلزمة الآن بـ "التأكيد على النتائج التي توصلت إليها بشأن حالة حقوق الإنسان الكارثية في سوريا فيما يتعلق بالعائدين، وبالتالي منح الولايات الدعم اللازم لتمديد الحظر العام على الترحيل إلى سوريا خلال مؤتمر وزراء الداخلية".
اقرأ ايضاً: زيهوفر يريد ترحيل السوريين المدانين بجرائم من ألمانيا
أما رئيس مؤتمر وزراء الداخلية ووزير الداخلية المحلي لولاية تورينغن، غيورغ ماير، فلا يرى فرصاً لقبول مقترح زيهوفر. وقال ماير لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم "أرى فرصة ضئيلة للاقتراح في المؤتمر لأن وزراء الداخلية المنتمين للحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يدعمون اقتراح التحالف المسيحي لأسباب قانونية وعملية".
وأضاف ماير، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي: "هذه الاستراتيجية مفهومة. يريد زيهوفر ووزراء الداخلية المنتمون للتحالف المسيحي كسب نقاط من فئات معينة من الناخبين".
اقرأ أيضاً: ألمانيا تلغي طلبات اللجوء لـ آلاف السوريين.. ما الأسباب؟
يذكر أن وزير الداخلية الألماني يقترح عدم تمديد الحظر العام الذي تفرضه بلاده على الترحيل إلى سوريا، إلى ما بعد 31 من كانون الأول المقبل. وقال الوزير في تصريحات سابقة "في مؤتمر وزراء الداخلية، سأدعو إلى أن نفحص مستقبلاً، على الأقل بالنسبة للمجرمين والخطيرين أمنياً، ما إذا كان من الممكن ترحيلهم إلى سوريا، وذلك بدلاً من فرض حظر عام على الترحيل".
وتعتزم وزارة الخارجية الألمانية تقديم تقرير جديد عن الوضع الأمني في سوريا في موعد مشاورات وزراء الداخلية التي تبدأ بعد غد الأربعاء، ومن الناحية العملية، من المرجح أن تكون عمليات الترحيل صعبة لأن ألمانيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا حالياً.
وتقرر الحظر العام على الترحيل إلى سوريا لأول مرة في عام 2012، وتم تمديده عدة مرات منذ ذلك الحين.