أرسلت منظمات حقوقية سورية رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، طالبته فيها باتخاذ خمس خطوات لإظهار أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحماية حقوق الإنسان في سوريا والسعي لتحقيق العدالة للسوريين.
خيبة أمل من سياسة الإدارة الأميركية
وخاطبت المنظمات في رسالتها المنشورة على موقع "الحملة السورية - The Syria Campaign"، الرئيس بايدن: "قبل عام، عندما أصبحت رئيساً، أعطيتنا الأمل بأن حقوق الإنسان ستكون في صميم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لكن الآن في العام 2022، يستمر نظام بشار الأسد في ارتكاب فظائع حقوق الإنسان ضد الشعب السوري، وأصيب السوريون في العالم بخيبة أمل من سياسة إدارتكم".
وقالت الرسالة إن "المدنيين لا يزالون يتعرضون للقصف حتى الموت من قبل النظام وروسيا، على الرغم من معاناتهم من جائحة كورونا"، مشيرة إلى أن "أكثر من 100 ألف سوري لا يزالون محتجزين أو مختفين بشكل تعسفي، وغالباً ما يعانون من التعذيب الشديد والعنف القائم على النوع الاجتماعي في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام".
وأضافت أنه "لا يزال الملايين من السوريين نازحين قسرياً، والكثير منهم في مخيمات رهيبة"، موضحة أنه "وفي العام 2021 أثبت الأسد مرة أخرى، بعد أن أخضع مدينة درعا لحصار الجوع، أنه سيلجأ دائماً إلى الوحشية إذا سُمح له بذلك".
كل خطوة باتجاه التطبيع مع الأسد تعزز بؤس السوريين
وأشار الموقعون على الرسالة إلى أنه "بعد ما يقرب من 11 عاماً على سحقه المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية بوحشية، لا يزال نظام الأسد يفلت من العدالة على جرائمه ضد الإنسانية".
وأوضحوا أن "أكثر من 350 ألف مدني قتلوا وفر 7 ملايين آخرين من البلاد، وعلى الرغم من ذلك، تحركت الدول العربية في العام الماضي، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيون، لاستعادة العلاقات مع نظام الأسد".
ووفق الرسالة، فإنه "مع كل خطوة باتجاه التطبيع مع نظام الأسد، يتعزز بؤس الشعب السوري، ويتضاءل الأمل في مستقبل سلمي وديمقراطي لسوريا"، مؤكدة أن تقاعس الإدارة الأميركية في مواجهة هذه التطورات "سيشجع المزيد من الدول أن تحذو حذوها".
لا نهاية تلوح في الأفق
وقال الموقعون "يتعرض العديد من اللاجئين السوريين في جميع أرجاء العالم اليوم للتهديد بالإعادة القسرية من قبل حكوماتهم، على الرغم من أنه لا يوجد جزء من سوريا آمن للعودة إليه، ويواجه السوريون الاعتقال أو التعذيب أو حتى الموت إذا فقدوا حماية اللاجئين الخاصة بهم".
وأكدت الرسالة أنه "في الوقت الذي نحيي الإجراءات والدبلوماسية المبكرة لإدارة بايدن لتأمين استمرار وصول المساعدات عبر الحدود في شمال غربي سوريا، وجهودها لتسهيل المساعدات الإنسانية، لا يزال السوريون عموماً يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان المدمرة، بلا نهاية تلوح في الأفق".
وشددت على أن السوريين "لا يستطيعون الانتظار أكثر من ذلك، فالجرائم المستمرة ضد الإنسانية في سوريا، والمخاطر المتزايدة التي يتعرض لها ملايين اللاجئين السوريين، تتطلب تحركاً ملموساً من الولايات المتحدة".
خمس خطوات
وطالبت المنظمات السورية الإدارة الأميركية باتخاذ خمس خطوات لإظهار أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحماية حقوق الإنسان في سوريا، والسعي لتحقيق العدالة للسوريين، وهي:
- تعيين مبعوث إلى سوريا، مكلف بمتابعة حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والدعوة لعقد جلسة لمجلس الأمن عندما تتولى الولايات المتحدة الرئاسة في أيار المقبل، مخصصة لوضع حقوق الإنسان في سوريا، والضغط من أجل تجديد الالتزام من قبل الدول الأعضاء لحل دائم للصراع السوري.
- تصعيد التداعيات الاقتصادية والسياسية على الممولين العرب والأوروبيين والروس لانتهاكات النظام لحقوق الإنسان، وثني جميع الدول عن تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد.
- حماية حياة المدنيين المعرضين للخطر في جميع أرجاء سوريا، وتأمين تجديد وتوسيع المساعدات الإنسانية العابرة للحدود في العام 2022، ووقف تصعيد روسيا ونظام الأسد ووقف الهجمات على شمال غربي سوريا.
- دعم الإدارة الأميركية الكامل للمنظمات التي تعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع الجماعية، والدفع على أعلى المستويات من أجل المساءلة ضد نظام الأسد وغيره من منتهكي حقوق الإنسان.
- استثمار رأس المال السياسي المتجدد في قيادة قرار مجلس الأمن بشأن المعتقلين والمفقودين في سوريا للإفراج عن جميع المعتقلين، ووضع حد للاستخدام الممنهج للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب من قبل نظام الأسد، ودعم الجهود طويلة المدى لتحقيق العدالة الشاملة لضحايا الاحتجاز.
ووقعت على الرسالة منظمات حقوقية وإنسانية وإغاثية سورية، منها: "مركز الوصول لحقوق الإنسان"، "أميركيون من أجل سوريا حرة"، "رابطة عائلات قيصر"، "عائلات من أجل الحرية"، "الحملة السورية"، "المركز السوري للعدالة والمساءلة"، "الخوذ البيضاء"، "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، وغيرها.